التقيت عدة مرات مع الشيخ جمال الضاري في سوريا وتركيا وقطر وكان بيننا تواصل وكان يدعو وبشدة الى مقاطعة العملية السياسية وهو نهج هيئة علماء المسلمين التي كان يرأسها الشيخ حارث الضاري ومن بعده ابنه مثنى حارث الضاري ولم يكن هناك أي مبرر بالنسبه للهيئة من المشاركة في العملية السياسية ويعتبرونها جريمة وكذلك جمال الضاري كان يعتبر المشاركة جريمة وكان مكتب الهيئة في سوريا يشدد على ذلك ويتفق معهم د.خالد المعيني مدير مركز دراسات الاستقلال في سوريا
كل هذا الأمر طبيعي وهذا نهجههم ونحترمه بكل الأحوال
ولكني أتفاجأ بالفترة الأخيرة ان جمال الضاري يؤسس حزب او تجمع ويشارك في المعلية السياسية ويشجع على المشاركة فيها
ويبدو ان الميزانية المرصودة لهذا المشروع كبير جدا
فكيف بمن كان يعتبر من يشارك بالعملية السياسية كافرا يشارك هو بنفسه هذه المرة
والأمر أيضا ينطبق على الدكتور خالد المعيني الذي كان يعلو صوته عاليا بالتهجم على كل من يشارك بالمعلية السياسية وهاهو اليوم مرشح في إحدى القوائم
لايهمني من يشارك ومن لم يشارك
ومن يؤيد او يعارض
ولكن مايهمني ان المتشددين بالمعارضة بالأمس اصبحوا هم من يؤيدون ماكانوا يعارضونه
لايمكن ان تحكموا علينا وفق مصالحكم
أنا شخصيا أؤمن بالعملية السياسية وأثق بأن التغيير سيكون من خلال صندوق الإنتخاب
ولكن بشرط ان يكون هذا الصندوق ومايحتويه صحيحا وغير مزور
والشعب هو من سيقرر
فإن اراد الفاسدين فهو سيتحمل وزرهم
وان اراد الصالحين فسينعم بالخير
هذا ما أؤمن به
وهذا ماكنت اقوله لهم أيامها وكانوا يعارضوني بقوة وربما يتهموني بالخيانة وراء ظهري
لماذا اليوم جاءوا الى الطريق الذي كنت اسير به منذ سنوات
ان كان الجواب انهم اعتقدوا ان قراراتهم السابقة كانت خاطئة وانهم وجدوا ان المشاركة هو الصحيح فماذا عن تبعات الماضي
كم شخص اتهموه بالخيانة
وكم شخص شوهوا سمعته من خلال منابرهم
وكم شخص ألحقوا الأذى به
كل هذا بحجة انه يؤمن بالعملية السياسية
اولئك الن يكون لهم رأي اليوم وهم يرون أن من سبب الأذى لهم هم أنفسهم من يسيرون على خطاه
هذا اذا كان الموضوع هو قناعة وفهم خاطىء
ماذا اذا كان الموضوع كله مصالح في مصالح
ماذا اذا كانت مقاطعة العملية السياسية لمصلحة شخصية
والعودة لها لمصلحة شخصية أيضا
هنا يجب ان يكون الحساب
فهؤلاء الذين يتلونون كالحرباء لن يكونوا اوفياء وإمناء لمصلحة المواطن
وبالعودة للشيخ جمال الضاري فأنا أكن له كل الإحترام ولكني أطلب منه تبريرا مقنعا لهذا التحول
وهذه الحياة تعلمني كل يوم درسا جديدا
وربما سيأتي يوم أغير فيه نهجي والتحق بركب العملاء فلعلني اتعلم منهم