18 نوفمبر، 2024 4:36 ص
Search
Close this search box.

أما التشرذم  المجتمعي او التجذر الديمقراطي

أما التشرذم  المجتمعي او التجذر الديمقراطي

يتأرجح المصير السياسي  للدول العربية التي شهدت تغيرات جذرية ومفاجئة في انظمة الحكم( ٌRegime Change ) واختفى فيها حكم الفرد الى غير رجعة في عصر ما يسمى بالربيع العربي يتارجح بين التشرذم المجتمعي التدريجي(Gradual Societal Disintegration) المتبلور والتجذر الديمقراطي البطيء السريان وغير المألوف . هذا وضع مقلق جدا  بالنسبة لشعوب هذه الدول ومحير بالنسبة للمراقبين والمهتمين.

نحن نعلم ان الديمقراطية الغربية تجذرت في دول  اوربا وامريكا وبعض دول اسيا بعد قرون من الصراعات والنزاعات والحروب وبعد تضحيات مادية وبشرية هائلة وبفضل ظهور قادة كبارحكماء   وبوجود شعوب واعية ومتعلمة تتحلى بروح وطنية عالية وبوجود نزعات  ومذاهب فكرية سلمية تدعو الى التسامح والابتعاد عن العنف وطبيعة جغرافية حامية وواقية من هجمات وغزوات جيوش انظمة ديكتاتورية ذات افكار غيرعقلانية تتسم بالعنف واعلى صوره الارهاب واستخدامه في اخضاع الشعوب.

ونعلم ايضا ان هناك دولا وكيانات اديرت وحكمت بقيضة فلاذية او كما يقال بالنار والحديد من طرف شخصيات قيادية قوية(Charismatic leader )اوطغاة جبارين(Despots)  مثل حاكم زائير موبوتو سيسي سيسكو او انظمة شمولية استبدادية (Totalitarian Regimes)  مثل الانظمة الاشتراكية في اوربا الشرقية وبعد زوال وغياب هذه العناصر تشرذمت هذه الدول والكيانات السياسية وشاع بعد غيابها وزوالها ان هده العناصر الحاكمة كانت  المادة اللاصقة لمكونات تلك الدول والكيانات( The Sticking  Glue ) وذلك ما كان يقال عن القائد الفلسطيني  الراحل ياسر عرفات  زعيم منظمة التحرير الفلسطينية((PLOاو النظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي سابقا. ومازالت هذه الدول والكيانات او اجزاء  منها تعاني من التشرذم.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ستتجذر الديمقراطية في دول الربيع العربي بعد هذه التغيرات الجذرية  ام ستتشرذم هذه الدول والكيانات في ظروف كهذه وبمكوناتها الحالية؟

المراقبون محيرون في الاتجاه الذي ستاخذه هذه التطورات السياسية في هذه الدول والكيانات وذلك لاختلاف متعلقات هذه الكيانات من ظروف ومميزات وخواص وتقاليد وجغرافية ودين وثقافة وغيرها. الديقراطية الغربية نمت وتطورت في بيئة خاصة بها واتخذت طابعها الحالي وكذلك الحال  مع الديمقرطيات الاخرى كالديمقراطية الهندية وهي اكبر ديقراطية في العالم لها طابعها الخاص بها لاختلاف بيئتها عن الديمقراطية الغربية

ولو افترضنا جدلا ان الامور سارت باتجاه التجذر السياسي الديمقراطي في الدول العربية فمن المؤكد سيكون لهذه الانظمة الجديدة  طابعها الخاص المستند على الدين والتراث والتقاليد والعدالة وغيرها وكل هذا  هو من مقومات بيئتها. ولو سارت بالاتجاه الاخرى فقرأ على السلام السلام وستنفلت الامور عموما  وسيسود الحنين الى الماضي  وستظهر الحاجة الى لاصق اخر او فوضى مدمرة.

لكن كل هذا يتوقف على توفر مقومات  دوام واستمرار الديمقراطيات الاخرى وليس هذا فقط بل تقدمها ورفاها من اجل التاثيرفي محيطها الخارجي واستعدادها للتدخل  ليس من أجل الديمقراطية ذاتها ولكن حماية لها ولمصالح شعوبها.

أحدث المقالات