18 ديسمبر، 2024 11:10 م

دواعِش عصر الإنترنت تعصبوا

دواعِش عصر الإنترنت تعصبوا

.. دواعِش عصر الإنترنت تعصَّبوا
دواعِش عصر الإنترنت تعصَّبوا لأسفار العهدين القديم والجَّديد المُغلَقة وتعاويذ وأدعية ثيوقراطِيَّة توراتيَّة كهنوتيَّة أدعياء إسرائيليّات “نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ” (سورَةُ المائِدَة 18) شعبُ الله المُختار Jews as the chosen people، وماركسيَّة لا تقبل المُراجَعة خِلافاً لجَدَل هيجل المِثاليّ وماركس الماديّ القائِل: «أنا لَستُ ماركسيَّاً!»؛ لكنَّ أتباع نظريَّته مَلكيّونَ أكثر مِنَ المَلِك سوفييت سقطوا يُخالفهم ماويّون صينيّون وخاصَّةً بعدَ موت ستالين وماو، في تنزيه فرضيّاتِه الفلسفيَّة في العمَل وفائِض القيمة والمُجتمع والكون والوُجود والواجِد الواحِد الخالِق العقل المُطلَق الكُلّيّ، فرضيّات تجاوَزَها مُجتمَع القَرن الحالي، حدّ التقديس الشُّموليّ توتاليتاريّ الرّاديكاليّ الشُّيوعيّ الأشدّ مِنَ التعصُّب الدِّيني!.

مُواطِن ماركس الألماني عمّانوئيل كانت أوحى لِماركس بعِبارَتِهِ الشَّهيرَة «الدّينُ اُفيون الشُّعوب!» في سياق تأريخيّ خصَّ بهِ الجُّمود الكنسيّ حيال كُرَويَّة الأرض وغاليلو مُخالِف عدَم كُرَويَّتها وسِوى ذلك الذي اُعتبر هرطقة وتجذيف وشَعبذة توجب القتل صَبراً بخِلاف روح ثورَة الإسلام السَّمح الحنيف الأكثر حداثة تأريخيَّة وجَدَليَّة والقائِل لا رهبانيَّة في الإسلام الإنسانيّ الاُمَميّ ولا صكوك غفران في سياق أسباب نزول ونسخ سِنخ آيات القُرآن مكّيَّة ومدنيَّة، ولا محاكِمَ تفتيش وتحريق داعشي مُتطرّف، إذ “لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا” (سورَةُ البقرَة 256) “وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ” (سورَةُ الكهف 29). كانَ جَهد ماركس الفكريّ مُتفرّغ يعتاش على إعانات الجَّهد الماديّ سوسيولوجيّ لصاحِبه «فريدريك إنجلس»!.

النائب «عبّاس البياتي» شبهه في مقابلة تلفزيَّة كُتل (دولَة القانون والفتح والنصر والحكمة وسائرون) التي ستشارك في الانتخابات التشريعيَّة بـ”أصحاب الكِساء” وإنَّ “حديث الكِساء أقدس الأحاديث عن الشّيعة وأكثرها صدقيَّة لَدى أهل السُّنة، إذ وردَ هذا الحديث في صحاح مُسلم والبخاري وهو مِن الأحاديث الصحيحة”.

وقد واجه هذا التشبيه ردود فعل غاضبة من الجَّماهير على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وطالبه عدد مِن النواب والكُتل السّياسيَّة ورجال الدّين بالاعتذار، فيما وجه زعيم”جيش المُختار”في العِراق «واثق البطاط»، في 24 شباط 2018م، رسالَة شديدة اللَّهجة للنائب البياتي بشأن تصريحه الأخير عن أصحاب الكِساء، خيَّرَه مِن خلالها إمّا الإعتذار والسَّير إلى الإمام علي ع مشياً على الأقدام أو دعوَة المُجاهدين لـ”الاقتصاص مِنه”. طالبه بتقديم “الاعتذار والتوبة”. وقال البطاط في تسجيل فيديو، ان “النائب عبّاس البياتي شبَّه القوائم الخمس التي ستشارك في الانتخابات القادمة، بأصحاب الكِساء الذوات المُقدَّسة”، واصفاً هذا التشبيه بـ”الاستهتار”، مُهدّداً إيّاه بـ”فتح المجال للمجاهدين بان يقتصوا مِنه”. وتابع ان “عبّاس البياتي أعاد إلينا مصائب علي ابن ابي طالب والجريمة التي حصلت بحق الحسن والحسين (ع)”. فيما اصدر البياتي توضيحاً بشأن ذلك، مُشيراً إلى انه لا يقصد مُشابهة الكُتل بأصحاب الكِساء، وفيما لفت إلى ان العدد والرّقم ذكره بأهل الكِساء عليهم السَّلام لقوَّة حضورهم الدّائم في الوعي والقلب، قدم اعتذاره مِن كافة المُوالين ومُحبي أهل البيت عليهم السَّلام. وقال البياتي في بيان ان “البعض تداول مقطع من لقاء لي مع قناة فضائية، وهنا أوضح لمَن ينشد الحقيقة ويسعى لفهم المقصود بشكل لا لَبْس فيه ولا تحميل، فنؤكّد بأنه ليس هناك مَن يُضاهي أصحاب الكِساء عليهم السَّلام ولا يشبههم على وجه الأرض لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المُستقبل حتى يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها”. وأضاف، “نحن وجميع ما في الأرض لا نصل إلى تراب أقدامهم وأنا لا أقصد المُشابهة بهم فذلك شرف لا أدَّعيه لي ولا لغيري، ولكن العدَد والرّقم ذكرني بأهل الكِساء عليهم السَّلام لقوة حضورهم الدّائم في الوَعي وألقلب فذكرتُ ذلك تبرّكاً، وهذا مألوف لدينا عندما نتذكر بعض الأرقام المُرتبطة بأحداث او مُناسبة، مثلما نقول (تلك عشرَة كامِلة) وهذا لايغيب على أهل العلم والوعي والإيمان والقلب السَّليم”، مُوجّهاً اعتذاره قائلاً “نعتذر مِن كافة المُوالين ومُحبي أهل البيت عليهم السَّلام”.