ما ان تتمعن في طبيعة التحالفات السياسية الحالية بين القوى السنية العراقية بينها ومع التحالفات السياسية الأخرى حتى تجد العجب العجاب في أن أغلب تلك التحالفات ان لم تكن كلها هي أقرب الى (تحالفات الأضداد) من ان تكون تحالفات سياسية حقيقية ذات برنامج سياسي يعبر عن واقع حال المكون السني !!
الحزب الاسلامي العراقي واحزاب وقوى سنية عراقية أخرى قريبة الى تلك النماذج ومنها جماعة الكربولي وقوى محسوبة على ابناء نينوى مثل جماعة وزير التربية محمد اقبال والنواب عبد الرحمن اللويزي وعبد الرحيم الشمري ونواب من نينوى ، التي يؤكد كثير من ابناء المكون السني انها باعت نفسها لقوى اقليمية ودولية وطائفية ، راحت تتخبط في رسم معالم تحالفاتها بعد ان استهلكت امام جماهيرها ، وقد أصبحت من وجهة نظرهم سببا في أزمة الواقع السياسي وتداعياته، وهي وراء كل الانتكاسات والخيبات التي شهدها الواقع السياسي العراقي المرير ، والاحتلالات الغاشمة التي رافقته!!
ومن وجهة نظر شخصيات سياسية عراقية مستقلة وأوساط رأي عام عراقي ومراكز بحثية متقدمة فهم يشيرون الى انهم لو استثنوا واحدا من تلك التحالفات ربما يكون تحالف القرار العراقي الذي يتزعمه السياسي العراقي المخضرم ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي هو الاقرب الى آمال المكون السني كونه الوحيد الذي يمتلك رؤيا وبرامجا شاملا وستراتيجية واضحة للتحرك المستقبلي ورغبة أكيدة للتغيير ومحاولة الانتقال بالعراق الى الحالة الافضل، وهو ربما الوحيد الذي تضع جهات اقليمية خطوطا حمراء امام انتشاره في اوساط المجتمع السني العراقية، وهم يرون فيه انه الأكثر قوة والاكثر اقترابا من طموحاتهم في ان يعبر عن الحالة العراقية التي تسعى الى ان تكون القوى والشخصيات التي رشحتها هي وجوه لها تاريخ وماض مشرف وذات كفاءة مقتدرة ووهم ليسوا مغمورين بملوثات فساد من أي نوع ، وها هم قد عاهدوا الوطن والانتماء بأنهم سيكونون الاحرص على حماية وجود مكونهم ومنع اية محاولة لاستهداف مكونهم والحيلولة دون تمرير الاجندات الخارجية التي تترك تأثيراتها الخطيرة على مستقبل مكون يراد ان تهيمن جهات اقليمية على مصالح شعبه ولا تترك له مساحة من الحركة باتجاه المشاركة في صنع القرار الوطني المستقل.