إن التحول الزماني كفيل بتغيير المعادلات على كافة مستويات الحياة، وهذا يأتي من خلال مراحل النمو التي تطرأ على كل إنسان في هذا الكون الشاسع، فالإنسان يبدأ هذه الحياة طفلا رضيعا ويرتقي بمراتبها للوصول إلى مرحلة الشيخوخة القريبة من وداع ذلك العالم الذي وجد فيه.
الشباب مرحلة مهمة من تلك المراحل، كونها تتميز بمميزات تختلف عن الفئات العمرية الأخرى نتيجة لتمتعها بالقدرة الجسدية والحركية والسرعة، ومن ثم البحث عن تحقيق المنجز بأقصى وقت ممكن، وهذه المميزات تضعف تدريجيا عند الوصول للشيخوخة.
وبالطبع ينجر ذلك إلى الحياة السياسية كون بقائها دون تغيير يعني أن الحياة متوقفة، وهذا يخالف المنهج الذي أوجدت الحياة من أجله وسارت عليه البشرية.
وبعد إن مضت خمسة عشر عاما على التغيير، أصبح لزاما أن يتمكن الشباب من تغيير المعادلات السياسية ومسك الدفة والتفكير بإستراتيجيات متطورة بعيده عن روح المؤامرة التي تجتاح عقول البعض من الساسة.
ولكن ذلك التغيير والهدف لا يمكن نجاحه بشكل ساحق مرة واحدة كون هناك شكوك يطرحها من كثر غبار السياسة عليهم خوفا من فقدان كراسيهم التي تعودوا عليها ويحاولون إقناع الشعب بها.
وبما إن نسبة الشباب العراقي بلغت70% حسب أخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة التخطيط إذن نحن أمام امتحان شبابي بامتياز، كون الانتخابات المقبلة ستشهد تنافسا بين الأطروحات الكلاسيكية والمتجددة وعلى الشباب الاختيار فيما بينهن.
ونحن مؤمنين بأن التغيير سيحدث ما دام الشباب العراقي مدركا لحقيقة المرحلة المقبلة واستحقاقاتها، وهذا يتطلب وقفة تاريخية لإنجاز الهدف الكامن في النفوس وهو تمكين الشباب.
والتمكين لا ينحصر في الوصول لقبة البرلمان بل يسري على جميع مؤسسات الدولة بكافة تشكيلاتها، ولعل أكثر الفساد المستشري هو نتيجة ضعف الإدارة وبيروقراطيتها وتعدد الجهات دون توحيدها وسريان ذلك إلى الجهات الرقابية.
إذن الهدف يكمن في إعادة الروح إلى المؤسسة الحكومية، وتدعيمها بروح شبابية متوقدة لتحقيق الإنجاز وإيجاد التغيير المنشود من قبل المرجعية الدينية والشعب بكافة أطيافه.