26 نوفمبر، 2024 7:56 م
Search
Close this search box.

أمانة بغداد تحمّلت المسؤولية

أمانة بغداد تحمّلت المسؤولية

بالرغم من الانتقادات الكثيرة الموجهة ضدّ المسؤولين نتيجة الاهمال الواضح ونقص الخدمات ، الاّ أن النقد أحيانا يأخذ منحى آخر ، أو بالأحرى على القلم الحرّ النزيه أن يتناول السلبيات والايجابيات على حدّ سواء ، وهذا هو منطق الموازين والعدل . والكاتبُ عليه أن يظهرَ للراي العام الصورَ الجيدة بنفس الحماس الذي يدفعهُ لاظهار الصور السيئة وبمنتهى الحيادية . كما أن الكاتب عليه أن يفهمَ بشكل جيد كل الظروف والامكانيات التي تعمل بها هذه المؤسسة أو تلك ، وعلى ضوء ذلك يتم تقييم عمل المسؤولين ومدى نجاحهم أو فشلهم في مؤسساتهم المختلفة . فعندما نجد جهة من الجهات التنفيذية تتحدّى كل الظروف الصعبة وتتجاوز جميع العقبات المالية والموضوعية لتنجز شيئاً ما – حتى وان كان بالقدر الأدنى المقبول – فهذا الأمر يُعتبر مُميّزا وفق المعادلات المنطقية على أرض الواقع . ومن هنا وانطلاقاً من الواجب الوطني والأخلاقي ارتأيتُ أن أسجلّ لأمانة بغداد الشكر الوافر الذي تستحقهُ على جهودها الكبيرة لمواجهة مياه الأمطار التي أغرقت شوارع العاصمة و التصدّي لهذه المشكلة بمستوى عالٍ من الشعور بالمسؤولية وبسرعة أذهلتْ الجميع . ونحن ندركُ جيدا أن معضلة مياه الأمطار من المعضلات المرعبة منذ سنوات ، ودائما ما يناتبنا القلق والخوف حين تبدأ الأمطار بالهطول على عاصمتنا ، ويشتد بنا القلق حين يستمرُ هطول الأمطار لأكثر من يوم بسبب المعاناة التي تعودنا عليها عبرَ السنوات الماضية . ولكن الذي حصلَ هذا العام مختلفٌ تماما عن السابق . فقد شكلت أمانة بغداد فريق عمل اداري وفني للتواصل مع المواطنين عبر كل وسائل الاتصال المتاحة وعن طريق رقم الهاتف الخاص بشؤون المواطنين ( 5628 ) دون التمييز بين مناطق العاصمة على الاطلاق . ولم يكن هذا الرقم مجرّد رقم من الأرقام التي عادة ما تلجأ اليها مؤسسات الدولة لتخدير المواطنين ( كما وضحت في مقال سابق ) وانما كان رقما فعالا يتجاوبُ بالسرعة الممكنة مع طلبات المواطنينن في مجال مياه الأمطار بالذات . كما أريد أن أسجل في هذا المقال المتواضع ما شاهدته بأم عيني نشاط ألأمانة بكل دوائرها ومديرياتها وأقسامها لسحب ما يمكن سحبه من المياه الغزيرة بواسطة عجلاتها الحوضية التي انتشرت بكثافة في شوارع العاصمة من الصباح وحتى وقت متأخر من الليل . وقد شعرتُ بالغبطة والفخر وأنا اشاهد تلك العجلات الحوضية تجوب شوارع الأحياء الشعبية مثل مدينة الشعب رغم صعوبة الأمر . وان دلّ هذا على شيء فانما يدلُ على وجود احساس وطني وشعور بحجم المسؤولية لدى أمانة بغداد التي تستحق منا كل الشكر والتقدير ، والله من وراء القصد .

أحدث المقالات