يربك الناخب العراقي عندما يتدخل المعممون بالعملية الانتخابية , محاولين فرض رايهم كانهم في مجلس عزاء ,يتحدثون وفق رايتم , فقبل ايام قليلة صرح رجل معمم بان من يذهب للانتخابات احمق واخر اتهم من لم يذهب لها فهو بعثي وفي كلا الحالتين هذا الوصف غير صحيح وتصريح غير مسؤول , وليس فيه مسوغ شرعي , فمن انتم حتى تتهموا الشعب العراقي بالحمق او البعثية ؟! ومن خولكم بهذا ؟! الا تعلمون ان الانتخاب هو حق وليس واجبا والمواطن مخير في ممارسة حقه او تركه ؟! فالى الذي يقول الانتخابات لا فائدة منها ولا يذهب لها الا الاحمق نرد عليه كان الاولى بك إعطائنا البديل عن هذه المقاطعة، فلو إستجبنا لدعوتك ، وامتنعنا عن المشاركة في الانتخابات القادمة، فما الذي سيحصل ؟! هل سيبقى اتباع الكتل السياسية في بيوتهم ؟! وهل سيعزف أقارب وأصدقاء وعشائر المرشحين عن الإدلاء بأصواتهم في مراكز الانتخابات ؟! هل ستلغى نتائج الانتخابات حتى وان قلة نسبة المشاركة فيها …بالتكيد لا , هل ستنزل مائكة من السماء تغير الفاسد وتنشر العدل ؟! قطعا لا , واما رجل الدين الذي دعى للزحف لها فنقول له ننتخب من ؟! اليس كل الاحزاب التي جلبت الويل للعراق على مدى 14 سنة من فساد وفقر وارهاب هي المرشحة فيها من جديد ؟!ففي كل دورة انتخابية ترى نفس الوجوه وكانما لا يوجد في العراق غيرهم , فهؤلاء يفوزون بالغش والتزوير وبفعل الية قانون الانتخابات البائس بان ترشيح القائمة والصقر السياسي فيها هو من يفوز المغمورين فيها , دلني على قائمة لديها برنامج انتخابي معد لتطوير قطاع التعليم , الصحة, تطوير الزراعة , تشغيل منشات الصناعة , معالجة البطالة , طبعا هذه الامور لا تعني اعضاء مجلس النواب لا السابقين ولا الحالين , فالموازنة التي حياة ومعيشة اعراقين تكمن فيها لا يقرها مجلس النواب بسبب المناكفات السياسية …دلني على اناس مستقلين الا بانتماءهم للعراق , فاذا قلت هناك قوائم مستقلة جديدة رشحت , فنقول ان طريقة التحالفات خلطت الاوراق فلا تستطيع ان تميز الصالح من الطالح فقد تنتخب شخصا تتوسم فيه النزاهة والاخلاص , ولكن قد يذهب صوتك لغيره لان قائمته متحالفة مع قائمة اخرى ليس هي من اختيارك , دلني على مرشحين ينشد فيهم التغير وامل وطموحات الجماهير , لا تجد لان رؤساء الكتل السياسية استطاعوا ان يضموا مهم المستقلين واذا كانت هناك قائمة مستقلة فقد تكون خلفية خفية لكتلة او حزب سياسي , قد تجد اناس بكفاءة ونزاهة مطلقة من امثال الحاج نصير العتابي في محافظة واسط الذي رفض كل الضغوطات التي مارسها عليه شخصيات اجتماعية ودينية للترشيح مع قائمة المستقلين , وكم عدد هؤلاء امثال العتابي في العراق ؟! فالقاعدة تقاس على العموم لا على الخصوص او الشواذ وحتى وان فاز النزيهون فكم سيكون عددهم في مجلس النواب ؟! وهل يستطيعون بقلتهم تغير الواقع المفروض ؟! نستخلص من هذا كله ان العراق لا يحتاج الى انتخابات بل لثورة وتغيير جذري باشراف دولي .