18 نوفمبر، 2024 12:52 ص
Search
Close this search box.

عندما يُكرّم العراقي ، منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي ُيقيم عرسا عراقيا في سدني ..

عندما يُكرّم العراقي ، منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي ُيقيم عرسا عراقيا في سدني ..

قليلة هي ساعات الفرح في حياة العرقيين ، وكأنهم ُنذروا للحزن  دائما .. وهكذا تبدو صورة العراقي في حياته المكدودة ، اذ يفنيها  باحثا  عن الإستحقاق الذي يليق  به في  حياته قبل مماته  ، لأن المشاع لدينا، وان حصل، هو تكريم العراقي المبدع بعد وفاته  ..  ومما زاد طين العراقيين بلّة هو  شيوع ثقافة تكريم الأموات ، وكأن الموت هو الحل السحري لتسليط الضوء على المبدعين وبناة العراق  .
وفي أمسية رائعة نظمها  منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي في سدني يوم الأحد 2/12/2012، إذ  قام بتكريم مبدعين عراقيين  أحياء ، في حفل رائع وبسيط،  إفتتح الأمسية الدكتور أحمد الربيعي رئيس المنتدى بكلمة رحب فيها بالحاضرين وبأكاديميي العراق الكبار  حيث  مرّ فيها على ماآل اليه وضع نظرائهم ومجمل الجسم الاكاديمي والعملية التعليمية ومسيرة الخلق والإبداع في الوطن الأم بعد 3 حروب عدمية و13 عاما من الحصار الظالم وعقود من الحكم الشمولي، وأشار الى موجات الهجرة للعلماء والكفاءات التي تواصلت تحت وطاة ذلك كله وبالإقتران بابشع عملية تصفية طالت المئات من أفضل العقول والكفاءات في عملية “تطهير لانظير لها،، وختم د الربيعي كلمته بنداء من 5 نقاط لحماية الكفاءات الوطنية وضمان حقوقهم في حياتهم االعملية وبعد تقاعدهم”.
ثم  قدّم الأستاذ “مارتن بابا خان” خبير الأنواء الجوية والمحاضر في جامعة نيوكاسل محاضرة  تناولت ظاهرة التصحروالجفاف التي يتعرض لها العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص حيث قدم شرحا ً لأسباب هذه الظاهرة وتداعياتها وسبل مواجتها والتقليل من أضرارها. 
وبعد المحاضرة  كان جمهور الحاضرين على موعد مع عزف على آلة القانون  مع الفنان المبدع  محمد صالح الذي أطرب الحاضرين ونقلهم الى أجواء عراقية تحمل بين طياتها رائحة التراب العراقي ونسائم دجلة وصورا ً من أرض الوطن القريب البعيد.
بعدها  تناوب على منصة التكريم  نخبة رائعة وباقة عطرة من زهور العراق بعطورها الفواحة  .. من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعات  وكفاءات في إختصاصات متنوعة . أفنوا زهرة شبابهم في الدرس والمثابرة والتحصيل والإجتهاد ليحصلوا على أعلى الشهادات والمراكز العلمية  ليكونوا في خدمة بلدهم العراق ..ولكن للأسف ما شهدناه  في حفل التكريم ، هو قصص حزينة ومواقف تبعث على الأسى والحيرة تجاه هذه الكفاءات وعقوق حكومات العراق  بأحتضانهم  والإستفادة من طاقاتهم  وعقولهم الجبارة في بناء عراق متقدم علميا وحضاريا ،
 لقد شهدنا قامات سامقة في حقول العلم  المعرفة والهندسة والفنون  يجمعها حب العراق  وخدمته ، والتهميش  والظلم الذي طالهم ايضا . مبدعون أفنوا زهرة حياتهم في خدمة وطنهم  في مجالات عملهم المتنوعة ، أدمنوا حب العراق،  ولكن  قسوة الحكومات في الزمن الديكتاتوري المقبور وهذا الزمن الجديد  ايضا  ساهمت في إبعادهم القسري عن وطنهم وحضنهم الأول ..ومرتع  صباهم وحكايات أحلامهم ..
  إنهم كفاءات مرموقة  إعتراهم الإحباط  واليأس  فيما عانوه في وطنهم بعد أن عادوا إليه وهم محملون بحلم كبير  للمساهة في بناء العراق الجديد .. عراق يواكب العالم  المتحضر ، عراق يحترم كنوزه وطاقاته البشرية ، ولكنهم للاسف  أصيبوا  بخيبة وإحباط شديدين ، وكانت شهاداتهم على منصة التكريم تفيض حزنا ومأساة، لاقِبَل لشعب في العالم المتقدم والمتخلف  معا في التعامل الرخيص وغير المسؤول مع هؤلاء  العقول  الرصينة في شتى نواحي الحياة .. 
وراء كل  شهادة تكريم قصة  طويلة من النجاح والتحدي والأصرار ، كانت القامات العراقية تتوالى على منصة التكريم وهي تفصح للعالم  كلّه قصة عراقيين  أجادوا  وإمتهنوا النجاح  في كلّ السبل ووفقا لإختصاصاتهم المتنوعة .. ولكن وراء هذه الشموع المنيرة في سماء الوطن والانسانية هناك غصّة بعمق الجرح  وشهقة  مكبوتة تبحث عن صدر الوطن الدافيء . هناك  خلف حكايات التحدي العراقي والنجاح والتقدير وأوسمة المجد على صدور هؤلاء العلماء والمبدعين ، هناك ندبة في الروح ، إلا وهي هذا الجفاء والجحود الماثلين من قبل  وطنهم العراق  ، بأهله ومسؤوليه .. فكلما أراد العراقي  أن يكون شمعة مضيئة في ليل وطنه  البهيم ، جاءت رياح العبث واللامسؤولية  لتطفيء  لهب هذه الأرواح  المشعة والفاعلة ..
قصص من خوالد الذكر  سمعناها  من  أفواه  المبدعين وهم يشيرون الى شهادتهم  وتجاربهم وخبراتهم   وكيف حصلوا على هذا المجد بكد العمر الطويل ، ولكن الوخزة في خاصرة الكلام .. وطنهم يبدي عقوقا  غريبا في إحتضانهم شباب وشيبا ..
لعل الكثير منهم كانوا  قد تركوا الوطن آبان فترة الحكم الدكتاتوري السابق ، ومع بشائر التغيير الجديد وعودة الروح للعراق ـ لكن العلّة بقيت مائلة تماما في التعامل مع الكفاءات والعلماء .. لقد كان لكلّ من هؤلاء  المكرمين قصة حزينة مع  وطنه .. وكأن العراق ظل   طاردا لابنائه المخلصين ، والمجتمع العراق هو بأمس الحاجة الى خبرات  هؤلاء  الكواكب  في سماء الإبداع  والبناء والإعمار ، في زمن الخراب الطويل  الذي طال المجتمع العراقي في بنيته  التحتية  وشيوع الأمراض المجتمعية في جسد العراق وعقله  آبان فترة شيوع  الأمراض الطائفية  وغيرها ..
رأيت دموعا ساخنة وراء كلّ  حكاية .. بطلها حب الوطن  والوفاء له !!!
 .. المبدعون يريدون  العودة كأبناء بررة وليسوا  بضالين ، ولكن حدقة عين الوطن ضاقت  وفمه لا يطيق الإبتسامه بوجوهم ، وحدوده عازفة عن إستقبال قاماتهم السامقة ..
لماذا  يجحد الوطن  حق أولاده ؟؟
 والنملة حتى النملة تعتز بثقف الارض!!!
من الدائن ومن المدين ؟؟؟
إننا  هنا نحمل الحكومة العراقية الحالية والبرلمان العراقي وكلّ المنظمات والشخصيات المعنية ،مسؤولية أهدار الوقت والتأخر في إحتضان هؤلاء الكنوز الثمينة ، ، نطالب المجتمع العراقي كلّه بإنصافهم ورد  حقهم المهدور ليس بمنّة ولا مكرمة من أحد  بل استحقاقا  لحق  مغتصب ومنتهك  من قبل الحكومة الحالية وسابقاتها !!!.
ومن الجدير ذكره أن السيدة سحر كاشف الغطاء والتي تألقت بعفويتها  في تقديم الإحتفال،  قد ألقت قصيدة مؤثرة تناغمت مع الجو العام  للإحتفال ، جاء فيها:
 رحلوا
لا لهم عدد فيحصى
ولا أسماء فتذكر
جوائزهم شاهد القبرِ
أسمٌ…تأريخ ميلاد …وآخر للوفاة
و “يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي لربك راضية مرضية”
أقلامهم…حقائبهم…غافيات
أوراقهم ظلت تحلق كأقمارٍ
عصية على الموت.

ثلاثة و عشرون عراقي وعراقية  من نسيج العراق وفسيفسائه  المدهش ., نالوا التفاتة جميلة من لدن منتدى الجامعيين العراقي الاسترالي ، والتي أرجو ان تكون منهج عمل ثابت ومستمر في تكريم العقول العراقية المبدعة في حياتها ، ويجب ايضا أن لا يقتصر التكريم على نخبة المبدعين في المجالات  الطبية والهندسية  والعلمية فقط ، بل يتخطاها الى الإحتضان والتركيز أيضا على  الطاقات الأدبية المبدعة في حقل الشعر والسرد والتشكيل  والفنون والرياضة ، لأن العراق لا يطير بجناح العلم والمعرفة الخالصة وحدها ..
وعاد الفنان المتألق محمد صالح  وعلى آلة القانون  ثانية ليكون خير مسك لختام الاحتفال   وليطرب الحاضرين  بعزف المقطوعات الموسيقية والتي صاحبها الحاضرون بالغناء في ليلة عراقية بإمتياز .
وهذه قائمة الزهور المُكرّمة  بروائحها المتنوعة :
1- د سعيد اسطيفان
2-  د رمزي برنوطي
3-  د نجلاء برنوطي
4-  د ليلى جنو
5-  د نافع جنو
6-  د هشام الجابري
7-  د عبد الرضا الزهيري
8-  البروفسور ابراهيم السهيلي
9-  السيد لفتة عامر
10- البروفيسور نجدت عزيز
11- د حكمت عسكر
12- البروفيسور معن خليل العمر
13- د خالد عوني
14- البروفيسور سمير عبد الرحيم عيواص
15- د خلف المالكي
16- السيدة مركريت مانوكيان
17- السيد ماجد المباركي
18- د ثامر المهنا
19- البروفسور طه ناجي
20- د بول نادر Paul Nader
21- السيد غازي هرمز
22- د شابا هرمز
23- د بهيجة الونداوي

أحدث المقالات