2 نوفمبر، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

“طالب الرفاعي” .. رواياته ترصد الواقع الذي يحضر فيه بشخصه !

“طالب الرفاعي” .. رواياته ترصد الواقع الذي يحضر فيه بشخصه !

خاص : كتبت – سماح عادل :

“طالب الرفاعي”، روائي وقاص وناقد كويتي.. من مواليد 1958، حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من “جامعة الكويت” عام 1982، وشهادة الماجستير في الكتابة الإبداعية من “جامعة كنغستون” لندن.

الكتابة..

“طالب الرفاعي”.. نشأ في عائلة متواضعة وغير متعلمة كثيراً، بحسب ما وصف، وكان البحر متنفس طفولته الواسع، بدأ القراءة مع رواية (الأم) لـ”مكسيم غوركي”، ثم رواية (الأب) “غوريغوري لبلزاك”، ثم اهتم بقراءة الأدب العربي مع “نجيب محفوظ”، وقد بدأ بكتابة القصة القصيرة أثناء الدراسة الجامعية في منتصف سبعينيات القرن العشرين، ونشر أول قصصه في صحيفة (الوطن) الكويتية؛ وكانت بعنوان (إن شاء الله سليمة)، وأصدر أول رواياته بعد حوالي خمسة عشر عاماً، ترجمت بعض أعماله إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية، ورأس لجنة التحكيم لـ”جائزة البوكر العربية” في دورتها الثالثة 2010، كما أنه مؤسس ومدير “الملتقى الثقافي” في الكويت، ومؤسس ومدير “جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية”، وهو يعمل أستاذ زائراً لمادة الكتابة الإبداعية في “الجامعة الأميركية” في الكويت.

الهندسة..

“طالب الرفاعي”.. مهندس مدني، بالإضافة إلى كونه كاتب رواية، وهو يقول أن الهندسة مفيدة للأدب، فقد علّمته إنشاء هياكل الروايات والشخصيات وتنظيم الرواية تفصيلاً، ولذا لا يرى أن بين الهندسة والكتابة أيّ تعارض، حيث كانت الهندسة تخصصاً مُلحّاً نتيجة الوضع الاجتماعي والحاجة للعمل، أما الكتابة فجاءت بعد الكثير من القراءة، وهو يشغل حالياً منصباً ثقافياً رفيعاً في “المجلس الوطني الكويتي للفنون والآداب” بعد أن تنقل في مواقع كثيرة.

قصص واقعية..

روايات “طالب الرفاعي” تحكي قصصاً واقعية ويحضر فيها الرفاعي باسمه الصريح، وهو موجود في كل رواياته كشخصية حقيقية، كما في (ظل الشمس) و(سمر) و(في الهنا)، معتبراً أن هذه الروايات تنتمي إلى “رواية التخيل الذاتي” كأحد أجناس الأدب، وهذه الطريقة جديدة في العالم العربي، بحسب قول “الرفاعي”، ولذا إنعكست حتى على حياته الشخصية بطريقة أو بأخرى. فمعظم رواياته تعالج قضايا اجتماعية كويتية كحالات الطلاق والحب والزواج. فهو مشدود لعالم المرأة منتمي لها ومتعاطف معها نتيجة لتنشأته بفضل أمه التي كانت الزوجة الثانية لوالده.

حصل على “جائزة الدولة الكويتية التشجيعية” عن روايته (رائحة البحر)، وقال عنها: “الدعم الأجمل هو الفوز بجائزة الدولة”.

مشروع روائي..

يقول الكاتب، “أحمد المديني”، في إحدى مقالاته عن “طالب الرفاعي”: “الإبداع السردي للكاتب الكويتي طالب الرفاعي متميز، وفي كل نص ننتبه – نحن القرّاء – إلى تبلور لرؤية دلالية وخطة جمالية هي جزء من مشروع يتقدم متجدداً منذ باكورته القصصية (أبو عجاج طال عمرك) 1992، وروايته الأولى (ظلّ الشمس) 1998، تتوالى بكيفية بنائية متصاعدة، الحكاية فيها مجتلى للخبر والتشويق، بسرد يحبكه صانعُه ويجيد غايته، فيما يرسم حياة خصوصية بذوات وأوضاع، أن يطوِّع مادةً ويطرُق موضوعاً ينطويان على معنى بالدلالة العميقة للكلمة، يختزن فلسفة حياة وقيمة وجود بقيم ومبادئ.. في روايتيه (الثوب) 2012، و(الهنا) 2014، نستقرئ منظومة أخلاقية كاملة هي عماد الكتابة، ينهض عليها السرد وعوالمه، وتنضح أو تنتأ كما ترصِّع خطابه الإجمالي. إن الأدب العالي حقاً هو ما ارتبط دائماً بإستجلاء وإستشفاف المشاعر الدفينة والقيم الكبرى للإنسان والحياة في جدل الصراع الاجتماعي والتحولات التاريخية والحضارية. ويؤمن طالب الرفاعي بهذا النهج إنطلاقاً من أن الكاتب الحقيقي من يمتلك ويستثمر في أعماله رؤية عن العالم، سمِّها إيديولوجية، أو عقيدة، خلفية فكرية، أو لا تعدو كتابته لغةً، لغواً وتطريزاً، وعنده هو يعتبر مبدأ التحول، العنصرَ الحتميَّ، الحاسمَ في صنع حياة المجتمعات وتوجيه مصائر الأفراد، يُعد شرطاً لتكوين الرواية ويوفر لها في الوقت ديناميتها المأسوية”.

ويضيف “أحمد المديني”، عن أعمال “طالب الرفاعي”: “مبدأ ناظمٌ لأعماله نراه يزيد إنغراساً في روايته الجديدة (النجدي)، منشورات ذات السلاسل – الكويت، 2017، ليصبح مؤسساً لا غنى عن إستيعابه للوصول إلى المرامي البعيدة للعمل، وإلا سيجرفك بحر الحكاية، المثيرة والشيقة، تتقلب في أمواجها، مائسةً وهوجاء، فإما تغرق، أو لن تظفر إلا بالزَّبَد، وزبدُ الرواية يذهب جُفاء، شأن كثير مما ينشر من طوفانها اليوم، انبت نسبه بالرواية. يفتح لك ساردُ (النجدي) الطريق بنداء ملتاع «تعال» مرسلُه يوجهه إلى مرسليْن إثنين، المتلفظ ذاته وبطلها، ضمنهما أنت القارئ الذي سيشدّك نداءٌ ما يفتأ يزيد التياعاً، ليأخذكم جميعاً إلى بحر النّوخذة، فيه وحوله مرابع صباه، مراقي يفاعته وعنفوان الشباب، وبه امتد مسار حياته حتى قدر مقدور، على ضفافه حياة شعب بتاريخ وتقاليد ومهارات عريقة تجابه الزمن الذي يلعب معها لعبته، نقَلها إلى حال مختلف، معه تحقق تحول طوي زمناً ومصائر وحبَل بالجديد”.

رواية “النجدي”..

عن رواية (النجدي)، أيضاً، يقول الكاتب “محمد العباس”: “الرواية تسجيلية في جوهرها، تتغيا إستعادة حياة البحر ونظامه الحياتي بكل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال مادة معلوماتية خام مختزنة في المرويات المكتوبة والشفاهية، يحاول طالب الرفاعي تسريدها. كما تعتمد في جانب كبير منها على ما سطّره القبطان الأسترالي «ألن فاليرز» في كتابه اللافت (أبناء السندباد)، الذي رافق النجدي في رحلة إلى زنغبار لستة أشهر، إنطلاقاً من عدن أواخر عام 1938 وصولاً إلى الكويت منتصف عام 1939. ليتعرف على الطريقة التي يهتدي بها البحارة العرب إلى مقاصدهم بمراكبهم الشراعية، لدرجة أن تلك المادة الخام، إلى جانب الإستشهادات بمقولات «فاليزر» ضغطت على الأفق التخييلي للنص، وحدّت من مراودات الإختلاق الذي يمثل منطقة الإبداع بالنسبة للروائي”.

سمر الكلمات..

يقول “د. فيصل درّاج”، عن رواية (سمر الكلمات) لطالب الرفاعي: “يرصد في روايته (سمر كلمات) ــ 2006، مصائر شخصيات كويتية، تترجم الشرط الاجتماعي الذي تعيش فيه، متمرّدة عليه حيناً، ومطمئنة إليه راضية به، في معظم الأحيان. غير أنّه وهو يرصد أقدار شخصيات تدور في مكان محدود، يوسّع موضوعه منتقلاً من إنسان له خصوصيته الضيّقة إلى فضاء إنساني رحيب، تترجمه مقولات يعيشها البشر جميعاً: الحب، الكراهية، الموت، الرغبة، الصداقة، صراع الجسد والروح والبحث اللاهث عن موقع يسوّره الأمان. ولعلّ الانتقال من خصوصية ضيّقة إلى ما هو رحيب في إنسانيته يجعل رواية “سمر كلمات”، التي يحمل عنوانها قدراً من السخرية، عملاً جديراً بالتأمّل. ذلك أنّ التصوّر الروائي للعالم يبدأ وينتهي، في نهاية المطاف، بالجوهر الإنساني الذي يوحّد بين البشر جميعاً.. أراد طالب الرفاعي، برغبة تخالطها المعرفة، أن يكتب عملاً روائياً يلبّي التصوّر الروائي للعالم، الذي يتمحور حول إنسان مرتاح، سقط عليه العطب في لحظة غير متوقعة، أو أصابه الأذى على غير انتظار: يقع الألم على زوج شغوف بزوجته آثرت الانتحار، ويصدم شاب هادئ أنيق الروح بموت أمّه، وتخسر “المثقفة النزقة” زوجاً ظنّت أنها ضمنته إلى الأبد، وتساكن المطلقة صديقاً عازفاً عن الزواج، وينتظر آخر وصالاً مرغوباً لن يأتي، …، تحمل كل شخصية “عاهة طارئة”، منتظرة حلاً قريباً أو مؤجلاً. يهمّش الاغتراب الإنساني، المتعدد الوجوه، الخصوصية المكانية، مستبدلاً بضيق المكان فضاء روحياً لا سبيل إلى تقييده واستنفاده”.

ويواصل “فيصل دراج” عن الرواية: “وطّد الروائي عمله، الذي يلبي ما تقول به نظرية الرواية، بعناصر متعدّدة: توطيد المأساة عتبة للوجود وسقفاً له، فالأماكن مهما كانت ألوانها ضيّقة في نهاية المآل. ومع أنّه عاين المأساوي في أقدار متنوعة مضطربة، فقد آثار أن يعطي منظوره صياغة فنية، بلغة بسيطة، أو حلاً تقنياً، بلغة أخرى. ذلك أنّ الرواية تنتهي بما بدأت به، كما لو كان تماثل البداية والنهاية إعلاناً عن هشاشة الإنسان وسطوة الزمن.. إضافة إلى الوعي المأساوي وشخصنة المكان وتوليد السخرية، أدخل طالب الرفاعي في “سمر كلمات” عنصراً فنياً خصيباً يمكن أن يدعى بـ : “شخصنة الخيال”، حين جعل من الروائي شخصية من شخصيات الرواية، يراقبها وتحاوره، حاذفاً المسافة بين الواقع المعيش والمتخيّل الروائي. ومع أنّ الأمر قد يبدو لعباً ، لا تنكره الكتابة الروائية على أيّة حال، أو معابثة ساخرة توطّد الأبعاد الساخرة الأخرى، فإنّ دلالة ما قام به الروائي قائم في أمرين: حذف المسافة بين الواقعي والمتخيّل، بما يجعل الواقع متخيّلاً والمتخيّل واقعياً. والمقصود بذلك توسيع الفضاء الاجتماعي الضيّق، الذي تكتب عنه الرواية، عن طريق المصالحة بين الضيّق والواسع والمتخيّل الواقعي. يقصد الأمر الثاني الثناء على المتخيّل الروائي من حيث هو فضاء حر يدعو إلى الحريّة ويتطلّع إليها، فضاء يرحّب بالإنساني المتحرّر من قيود متنوعة”.

الملتقى الثقافي الكويتي..

أسس “طالب الرفاعي” الملتقى الثقافي الكويتي ويقول عنه لـ “القدس العربي”: “سريعة هي الأيام في خطوها وفي تبدلها وتجددها. أذكر تماماً تداولي لفكرة تأسيس «الملتقى الثقافي» في نهاية العام 2011، مع الأديبين العزيزين إسماعيل فهد إسماعيل، وليلى العثمان، ومع عدد من الزملاء مؤسسي الملتقى لمد جسور الوصل الثقافي والإنساني بين المخضرمين والشباب.وسرعان مع تخلّق جنين الفكرة، وراح يتشكّل في هدوء، وتشرفت في الجلسة الأولى التي عُقدت 8 شباط/ فبراير 2012، أن وقع اختيار الزملاء على بيتي ليكون مكاناً تنعقد فيه أمسيات الملتقى الثقافي، وفي مساء الأربعاء 7 آذار/ مارس 2012 انطلقت أولى أمسيات الملتقى”.

ويضيف الرفاعي «مرَّ الموسم الأول، والثاني، والثالث، وها نحن نستقبل الموسم الرابع، وإذا كان الملتقى الثقافي، قد حقق شيئاً من الحضور على الساحة الثقافية والفنية المحلية والعربية، فإن ذلك يعود حتماً إلى تكاتف جهود الزملاء، وعلى الأخص الشباب منهم.. الهدف ثقافي تنويري مجتمعي يقدم إضاءات فكرية لكل أنواع الآداب والفلسفات وهموم الإبداع التي لا تنفصل عن هم الوطن بشكل عام، والتواصل مع الشباب المبدع، والاحتفاء بأعمالهم ومناقشتها وتسليط الضوء عليها عبر وسائل الإعلام المحلي والعربي، وتقديم الورش الكتابية التي تنمّي من مواهبهم وتعزز قدراتهم في فنون السرد، كما أن الملتقى وجد دعماً طيباً من مشاركات الأدباء والإعلاميين العرب، الذين استضافهم الملتقى في مواسمه السابقة وغيرهم. ان من بين أهداف الملتقى تأكيد حضوره على الساحة الأدبية من خلال مطبوعات تضئ نشاط وإبداع أعضاء الملتقى وجاء المولود الأول عبر كتاب (السرد في الكويت) الذي صدر بالتعاون مع مجلة بنيبال التي تصدر في لندن باللغة الإنكليزية، والملتقى يترقب إصداره الثاني، عبارة عن مجموعة قصصية تضم نصوصا لزملاء الملتقى، ويصدر عن دار (نوفابلس للنشر والتوزيع).

وحول أعضاء الملتقى الذين هم في الغالب من القصاصين والروائيين وضح الرفاعي «نحن في الملتقى الثقافي نستقبل ونرحب بكل المبدعين والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي ونؤكد مدّ أيادينا لكل الأصدقاء والمؤسسات فبهم نكون أفضل وأكبر. والصدفة وحدها خططت أن أكثر الأعضاء من مبدعي السرد في الكويت وهو ليس مشروطا ولا مقصودا لأننا نحلم بالتنوع والاختلاف فهما من يعمق التجربة ويوسع المدارك ومعنا في الملتقى أعضاء من الشعراء والباحثين في الشعر واللغة والتراث والفكر ومن مختلف المشارب.»

كتاب مبادئ الكتابة..

صدر ل”طالب الرفاعي” كتاب «مبادئ الكتابة الإبداعية للقصة القصيرة الرواية»، الكتاب يقع في 149 صفحة من القطع المتوسط، موجه إلى طلبة المعاهد والجامعات في المراحل الأولى والشباب الباحثين عن الخطوة الأولى في حلم الكتابة الإبداعية.. يبدأ طالب الرفاعي كتابه بتوطئة وضح فيها الهدف من وراء إصداره هذا الكتاب فيقول «يوضح هذا الكتاب بأسلوب أدبي/علمي مبسط العناصر الرئيسة للقصة القصيرة والرواية، كما يبين الطريق لكتابة إبداعية تقوم على مراعاة أصولها الفنية».

يفرد الرفاعي قسما من كتابه للحديث عن ورش الكتابة الإبداعية، حيث يرى أنها أكثر ما تكون نفعا لكاتب المستقبل، حيث يؤكد أن ورش الكتابة هي المكان الذي يستطيع الكاتب الشاب فيه تحريك موهبته وإخراج الأفكار التي تراوده أمام استاذ متمرس..في قسم آخر يعرف الرفاعي «الكتابة الإبداعية»، حيث يشير إلى أنها تعبير كتابي شخصي، يعتمد على الابتكار وليس التقليد، والكاتب إذ يحاول محاكاة الواقع، فإنه يستخدم فكره ولغته وخياله لخلق قطعة حياة فنية بحيوية العيش، وتكون عامرة بشخوصها وأحداثها وأمكنتها وخصوصية بيئتها..كما يتناول الرفاعي دور القراءة في رحلة الكتابة للمبدعين الشباب، حيث يشير إلى أن القراءة كانت القاسم المشترك في تجارب المبدعين العظماء، ويرى أن العلاقة وطيدة بين القراءة وتنمية خيال المبدع الشاب ولغته وطريقته وكتابته، وأنه الوسيلة المثلى لرفع لياقته الإبداعية في كتاباته.

وفي الجزء المخصص للحديث عن مبادئ القصة القصيرة يشير الرفاعي إلى أن القصة القصيرة هي كتابة نثرية أدبية تدور حول حدث رئيس واحد في بيئة فنية مكتملة العناصر، وأن زمن القصة القصيرة يتراوح بين مشهد عابر في دقيقتين وقد يمتد إلى أكثر من ذلك، وان تقع كلمات القصة بين 500 إلى 3000 كلمة كما تشير الدراسات الأدبية، ويتناول الرفاعي في هذا القسم المخصص للقصة القصيرة أهم عناصر كتابتها وهي: الإطار المتمثل في مكان القصة وزمانها، الشخصيات، الفكرة، الحبكة، نمط الكتابة، الضمائر (المتكلم، المخاطب، الغائب).. أما في القسم المخصص للحديث عن مبادئ كتابة الرواية فيعرف الرفاعي الرواية التي يصفها بالزاد الأطيب على مائدة جمهور القراءة بأنها «كتابة نثرية أدبية لحكاية تحوي أحداثا كثيرة متداخلة بحضور أكثر من شخصية، وتمتد على فترة زمنية قد تكون ساعات او سنوات»، ويشير الرفاعي إلى أن الفرق بين القصة والرواية يكمن في أن القصة تتناول حدثا واحدا في فترة زمنية قصيرة، بينما الرواية تحوي أحداثا كثيرة وشخصيات متداخلة في فترة زمنية أطول.

ويحدد الرفاعي للمبدع الناشئ عناصر كتابة الرواية، والتي تتمثل في الإطار الذي يشتمل على مكان الرواية وزمانها، والشخصيات التي يقوم المبدع بخلقها من خياله ويظهرها للقارئ كما لو كما شخصيات حقيقية، والفكرة التي تدور حولها الرواية والتي يريد الكاتب إيصالها من خلال مجمل الأحداث، والحبكة التي تشكل تسلسلا مدروسا للأحداث، ثم نمط الكتابة وهي الزاوية التي يختارها الكاتب كي يقدم الراوي الذي يروي للقارئ أحداث الرواية بأحد ضمائر الكتابة.. وينهي الرفاعي كتابه بإشارة إلى ضرورة إلمام الكاتب باللغة نحوا وصرفا، كما يتحدث عن الرواية بين الراوي العليم من خلال مخاطبة القارئ بضمير الغائب، وما يحبذه في رواياته من مخاطبة هذا القارئ بصيغة ضمير المتكلم أو ضمير المخاطب، لأنه يرى أن ذلك يضمن تفاعل القارئ مع العمل الروائي ويخرج بالرواية من كونها تسلية مسطحة إلى تفاعل مدروس بين الراوي والقارئ والحدث والحكاية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة