منذ 9 نيسان 2003، ونظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعمل دونما کلل و بمختلف الطرق من أجل ضمان ضم العراق الى تحت سلطته الفعلية من خلال إستنساخ نموذج ولاية الفقيه في هذا البلد الذي رأى الامرين من جراء التدخلات السافرة لهذا النظام و سعيه
لفرض نفوذه و هيمنته عليه.
تأسيس أحزاب و جماعات في إيران قبل الاحتلال الامريکي للعراق و إختراق أحزاب شيعية عراقية أخرى موالية لطهران بحيث جعلت منه مجرد بيدق بيده کما هو الحال مع حزب الدعوة، کل هذا لم يکن کافيا لنهم هذا النظام و أطماعه من أجل إخضاع العراق لسيطرته
المطلقة وانما عزز ذلك بشبکات التجسس و العمالة و التخريب التابعة له في مختلف أنحاء العراق بالاضافة الى الميليشيات الشيعية المشبعة بالفکر الطائفي المتطرف، وهو ماجعل العراق في مواجهة واحدة من أسوء المراحل التي يمر بها في تأريخه المعاصر.
تجربة ولاية الفقيه التي أثبتت فشلها و سقمها و معاداتها لما کل هو إسلامي و إنساني و حضاري، خصوصا فيما لو دققنا النظر في إيران نفسها لوجدنا إن الشعب الايراني قد أبتلي بهذا النظام”البدعة”، بحيث أصبح أکثر من 70% منه يعيشون تحت خط الفقر فيما
يواجه أکثر من 12 مليونا آخرين المجاعة و هناك 11 مليون عائلة مبتلية بالادمان، ناهيك عن إرتفاع نسبة البطالة الى أکثر من 30% ومئات المشاکل و الازمات الحادة الاخرى التي يعاني منها هذا الشعب بسبب نظام ولاية الفقيه.
الاحزاب و الجماعات و الميليشيات العميلة و المأجورة التابعة لطهران و التي ليس لديها من عمل سوى التسبيح و التحميد بخيرات و فضائل نظام ولاية الفقيه”التي لاوجود لها في الحقيقة و الواقع”، من أجل أن تخدع الشعب العراقي و تموه عليه حتى تجعله يقبل ببلاء و
مصيبة و کارثة ولاية الفقيه، وإننا هنا لسنا نقول سوى أمر واحد و نشدد عليه وهو أن ينظر الشعب العراقي لأوضاع و حال الشعب الايراني بعد 39 عاما من إذاقته نير و جور جحيم ولاية الفقيه، کي يعلم الى أين سيتجه في حال لو سکت أو لم يکن له من موقف
عملي تجاه فرض هذه النظام البدعة القمعي عليه بل وإن إندلاع إنتفاضة کانون الثاني 2018، التي هتفت بإسقاط النظام و بالموت لخامنئي بحد ذاته، کانت بمثابة تأکيد قاطع من إن نظرية ولاية الفقيه قد ماتت في مهدها إي في إيران من خلا الرفض الشعبي القاطع
لها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه و الذي يواجه أوضاعا و ظروفا بالغة السوء تدفعه من أجل البحث عن مخرج لأوضاعه الوخيمة، وقطعا فإنه سوف يسعى وعن طريق السعي لفرض هذه النظرية القمعية اللاإسلامية و اللاإنسانية
على العراق من أجل خداع الشعب الايراني و الإيحاء له بأن هذه النظرية الفاشلة صارت محط أنظار شعوب المنطقة، وإننا نٶمن تماما بأن الشعب العراقي سيقف بوجه هذه المساعي و سيفشلها حتما وإن ماتبذله الاحزاب و الجماعات التباعة لهذا النظام من محاولات
من أجل تلميع وجه هذا النظام لن تجدي نفعا أبدا فهذه النظرية قد سقطت و إنتهى مفعولها تماما.