قد أصبح واضحا اليوم الدور الإعلامي الذي أصبح أهم أدوات الحرب الناعمة على الإسلام والقيم والمبادئ التي هي مواد أساسية في فطرة الإنسان وبقاء فطرته قائمة تشع بروح تعاليم السماء .
حتى تتمكن من الوقوف بوجه المغريات العظيمة والخطيرة اليوم ، ونحن نشاهد كل ما كان ممنوعا ذاتا ، ونادرا في الحصول عليه ، أصبح بمتناول اليد وبسرعة ورخص لا يكلف جهدا على الإطلاق !
بل وتم إيقاظ كل الحواس والغرائز بوقت مبكر جدا ، حيث كان بطء نموها ومطالبتها المتأخرة عن إعمار اليوم نوع أمان تحققه التجربة العمرية المناسبة وقتئذ ، وهذا أكبر إشكالية الخطر ، فعندما يتعلق الصبي المراهق بالملذات قبل بلوغه المعرفة والعلم حتى يتمكن من التحصين والصمود والمقاومة ، تراه اليوم صريعا تحت وابل أعلام خليع توفيره له وابتذال رغما عنه وصل ليديه بقصد وعمد من قبل أطراف الصراع !
وهنا بتنا بحاجة ماسة إلى أن نحمل عقلية إضافية لها من الوعي والثقافة والإدراك ، بل والفن في التأثير على كل المستويات مع عناصر التشويق والجذب المؤثر بأسلوب إقناعي يتماشى وعملية غسل الدماغ الذي تتعرض له شرائح كثيرة ، بغية إسقاطها في فك الإدمان والتعويد نادر الخلاص منه والافلات !
إذ لا يكفي أن تكون خطيبا تحشو الكلمات وتزوج بالمفردات ، وتستخدم طريق الراديو عند توجيه التعليمات ، والقضية تحتاج خبير نفسي مطلع على كيفية هدم القناعة ، وإيصال معلومة ناعمة لها إمكانية الدخول بواسطة اللفظ والحركة والقناعة بالقول إلى حجر القلب وتحطيمه ليعود طريا يقبل حسب فطرة الأولى .
وهذا جزء المشكلة ، لأن النموذج المتصدي لا يحمل هذه الشروط ، وإتخذ المنبر والإعلام ومنابر التواصل الإجتماعي الكثيرة ، مهنة كيف ما اتفق له دون ملاحظة ان الدور التثقيفي يجب أن يكون خطة محكمة ، وبرمجة إختصاص عندما تنطلق تأخذ صداها من ما تؤمن به وتطبقه لا صراخ في الهواء الطلق ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) غافر 35 .