لقد غيب الشيعة عن الحكم لقرون متعددة بسبب انتمائهم الديني ونظرياتهم للحكم , ودفعوا جراء ذلك الثمن غاليا وخاصةً في العراق واليوم وبعد سقوط الطاغية صدام , استبشر الشيعة بالديمقراطية التي تضمن حقهم كأكثرية بالحكم وبالتالي مكنت الحياة السياسية الجديدة في عراق مابعد 2003 الشيعة من السيطرة على الحكم مع شركائهم وكان شريكهم الاستراتجي الأكراد , فمضت ثلاث حكومات منتخبة الأولى للسيد الجعفري والثانية والثالثة للسيد المالكي وكلاهما يمثلان حزب الدعوة الإسلامية احد إطراف العملية السياسية لكن خلال تلك الفترة تبينت هناك مفارقات كبيرة وخطيرة تهدد الدولة العراقية , وهي لعدم وجود أصل مشروع بناء الدولة لدى من تصدوا لرئاسة الوزراء بل الاستئثار بالسلطة وتوسعة النفوذ هي ألسمه الأبرز في سلوكهم , اليوم وخلال حكم السيد المالكي ربما فقراء ألشيعه تتحرك مشاعرهم ويسوفون بشعارات وخطابات السيد المالكي الرنانة التي يعرف متى وكيف يطلقها فكثير من أبناء الجنوب يعتقدون ان السيد المالكي هو من حقق الأمن وهو من يعطي الرواتب والامتيازات وهو من حارب البعث ألصدامي , لكن فقراء مذهبي لم يعرفوا ان حقيقة السيد المالكي التي من خلال تصرفاته وتناقضاته قد أهدر حقوق الشيعة ومكتسباتهم وعطل مشاريع الأعمار وتستر على الفاسدين وجعل ألشيعه مكروهين من قبل المذاهب الأخرى لانه دائما يتكلم من منطلق عدائي إعلامي فقط , جميعنا يعرف مدى علاقة الكورد مع الشيعة وماهية المظلومية التي يشتركون بها . فالأزمات التي كان ومازال السيد المالكي يدخل بها العراق لقد زادت من الانقسام والتشرذم , نتذكر عندما حدثت أزمت تشكيل الحكومة كيف تنازل السيد المالكي عن قانون المسائلة والعدالة وعن حصة الإقليم من الموازنة وعن المناطق المتنازع عليها حتى يحافظ على موقعه وامتيازاته واليوم يشوش على الرأي العام بأنه ضد الأكراد لأسباب تلك وهو سابقا قد تنازل عليها لكن اليوم جاءت الانتخابات فخلق أزمة مع الأكراد لكي يحرك مشاعر فقراء ألشيعه ويصور لهم بأنه بطل وطني يمنع توسع الكورد وتمردهم على الدولة خلال الشهرين الاخيرات مر العراق بأزمات كان سببها الاول هو السيد المالكي منها أزمة البنك المركزي الذي سببه الحقيقي هو ان السيد المالكي يريد السيطرة على احتياطي البنك وبعض المسؤوليات فيه وكذلك أزمة البطاقة التموينية التي تعتبر وصمة عار في جبين الحكومة , والفضيحة الكبرى التي كشفها الروس في صفقة السلاح التي روج لها الإعلام الحكومي بأنها صفقة ستحقق طفرة نوعية في الأمن العراقي والمصيبة ان الدائرة الخاصة بالسيد المالكي تبين فاسدة ومفسدة وملايين الدولارات مختلسة أريد بها تمويل الحملة الانتخابية وشراء الذمم وأقامة الولائم وتوزيع المسدسات والسيارات, إما الأزمة الأخيرة مع الكورد والتي هي بداية الحملة الانتخابية , فجميع المعطيات تقول ان السيد المالكي سيفتعل أزمات متعددة سيبدؤها مجددا مع التيار الصدري وسيستفزهم حتى ينزلوا إلى الشارع وتحدث صدامات يراد بها تأجيل الانتخابات وتحرض الشارع الشيعي ضد الصدريين , كذلك سيعمل على خلق اتهامات وإشاعات على تيار الحكيم والذي يعتبر المنافس الأول والبديل الشرعي للمالكي في المرحلة المقبلة وأيضا سيعمل السيد المالكي لخلق الفتنه والتشرذم في الوسط السني ,لذا حلفاء المالكي الرئيسيان وهما إيران وأميركا سوف لم يجازفان في دعم المالكي مرة أخرى لأنة اثبت انه غير مستقر ولا وجود لمشروع الدولة لدية بل متقلب ومتلون يميل مع مصلحته واستأثر بالسلطة وجعل المشروع الجديد في خطر , لذا هناك قناعة لدى ايران ربما أكثر من قناعة أميركا بأن البديل الشرعي والطبيعي للمالكي هو التيار العقلاني تيار الحكيم الذي يعتبر تيار معتدل وهادئ ويمتلك مشروع للدولة وفق العدالة والعصرنة , وبهذا لقد خسر المالكي جميع حلفائه ومن دعمه وسندهُ سابقا من حلفاء الخارج ومن شركاء الداخل , ولكي نتخلص من كل الأزمات على الشيعة هنا ليجعلوا مصيرهم بيد المالكي لانه سيجوعهم ويخوفهم حتى يبقون تبع له ويحتاجونه, لكن على الشيعة يعرفوا ان هناك أناس حملت ومازالت تحمل مشروع ألشيعه ومظلوميتهم هم من يستحقون الثقة وان يكونوا بديل من المالكي لان الحقيقة لابد إن نقولها وهي ان السيد المالكي طوال حكمة لم يمثل ألشيعه بل مثل حزبه فقط , وهنا لابد ان نثق بمن تثق بهم المرجعية وهم ملتصقين بالأمة ويمتلكون علاقات متوازنة وواضحة مع الجميع ومن يحققون الاستقرار والازدهار , كلنا أمل بالحكيم عمار لأنه يعرف مايقول ولدية رجال تشهد لهم الأيام بالخدمة والنزاهة والوطنية وهو من ينتشل العراق من المجهول والمواطن من الحرمان ……