اسلفت في مقالة سابقة موجزا عن تاريخ المنطقة و الاحداث التي ادت الى ضم الجزء الكردي من العراق الى المملكة العراقية و اليوم ساستعرض موجزا من تاريخ تامر ذلك الجزء على وطنه .
بعد سقوط الدولة العثمانية اتفقت تركيا مع محمود الحفيد ان يقوم الاخير بالعمل لالحاق ولاية الموصل الى الدولة التركية الحديثة مقابل مساعدات مالية و عسكرية الا ان طموح الحفيد و احلام وعود اتفاقية سيفير دفعت الحفيد الى الاتصال سرا بالبريطانيين عارضا عليهم تسليمهم المحمية التركية في السليمانية اخر ما تبقى من المحميات التركية في ار العراق الى الانكلز مقابل ان يتولى حكم المنطقة و هو ما تم الا ان معاهدة لوزان التي نسفت الاحلام الكردية جعلت الحفيد يقوم بالتمردعلى الدولة العراقية و الانكليز استمرت من 1919 الى 1923 و انتهت بنفي الحفيد و ضم ولاية الموصل الى المملكة العراقية في 1925 .
تزامنا مع ذلك قام احمد البرزاني باعمال تمرد واسعة في منطقة برزان و قدم طلبا الى عصبة الامم يطالبهم بتشكيل دولة كردية (تشمل كركوك, السليمانية , اربيل , زاخو , دهوك ,العمادية , سنجار , خانقين و مندلي) الا ان الطلب قوبل بالرفض و شنت القوات البريطانية و العراقية حملة عسكرية انتهت بنفي احمد البرزاني و اخوه و خوه مصطفى البرزاني , الا ان الاخير استطاع الافلات من منفاه و شن اعمال تمرد عسكرية في 1943 انتهت بهزيمته و هروبه الى ايران ثم الى الاتحاد السوفيتي.
بعد استيلاء عبد الكريم قاسم على الحكم في العراق في 1958 دعا قاسم البرزاني للعودة و التفاوض و هو ما تم ايضا الا ان المفاوضات كانت دون ما يطمح االية البرزاني فاعلن التمرد مرة اخرى الذي تم القضاء عليه في 1961 . بعد استلام عبد السلام عارف الحكم بدأ بتسليح الجيش العراقي بالاسلحة الحديثة و الثقيله مما اثار مخاوف الجارة ايران التي بدأت باستمالة الاكراد وهو ما ادى بانشقاق في داخل صفوفهم فانشق جلال الطلباني و احمد ابراهيم عن مصطفى البرزاني الذي اثر التعاون مع ايران . اتفق جلال الطلباني مع الحكومة العراقية و شن الاثنان حملة عسكرية على مصطفى البرزاني و قام الاخير بزيارة طهران طلبا للدعم حيث وافق الشاه الايراني محمد رضا بهلوي على دعم الاكراد ضد العراق في عام 1968 .
بعد وصول حزب البعث الى السلطة في العراق في يوليو 1968 زادت ايران من دعمها للاكراد و نشبت معرك عنيفة بين المتمردين الاكراد بزعامة مصطفى البرزاني و الجيش العراقي استنزفت 30% من ميزانية العراق مما دفع الحكومة العراقية الى عقد مباحثات مع البرزاني حول اعلان المنطقة الكردية في العراق منطقة حكم ذاتي (1970) و لم تشمل تلك المباحثات كركوك التي اعتبرها البرزاني كردية فباءت تلك المباحثات بالفشل فاعلنت الحكومة العراقية منطقة الحكم الذاتي من جانب واحد في 1974 . في تلك الاثناء كان الاسرائيليون يدفعون الاكراد للقيام باعمال تمرد لاشغال القوات العراقية البطلة في جبهة داخلية و تخفيف الضغط عن الجبهة السورية التي كاد العراقيون فيها ان يحققو النصر الكامل على اسرائيل وكانوا على وشك تحرير الجولان و الاستمرار لدخول تل ابيب .
وقد عقد اجتماع سري بين محمود عثمان و رئيس وكالة المخابرات الامريكية (ريتشارد هيلمز) تعهدت امريكا خلالة بدعم الاكراد بالمال و السلاح عن طريق ايران و كانت تلك احدى اقوى الضغوط التي اجبرت الحكومة العراقية على توقيع اتفاقية الجزائر مقابل وقف ايران امدادات السلاح الى الاكراد و متى توقفت الامدادات شن الجيش العراقي حملة عسكرية الحقت الهزيمة بمصطفى البرزاني الذي فر الى امريكا و مات في احدى مستشفياتها في العام 1979.