إرتبط العراق على طول العقود الماضية بشبکة علاقات إقليمية و دولية متميزة، وتتسم هذه العلاقات بکون بعضها متکافئة و بعضها تميل نوعا للدولة الاخرى و قسم نجد فرقا کبيرا في ميزان المبادلات، لکن وبعد الاحتلال الامريکي للعراق و عند النظر الى العلاقات مع نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية، فإننا نجد أن الفرق کبيرا و شاسعا الى درجة لايمکن قياسها بأية علاقة تبادل أخرى مع کافة دول العالم حيث إن ميزان التبادل التجاري و کافة الامور و المسائل الاخرى(سياسية و أمنية و ثقافية)هي لصالح طهران بنسبة فاحشة بحيث لايمکن إيجاد نظير لها في أية علاقة من هذا النوع بين بلدين محددين في العالم.
العلاقات مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد الاحتلال الامريکي للعراق، شهدت تطورا واسعا لصالح الاخيرة بالشکل الذي يمکن تشبيه العراق بأرض مفتوحة أمام طهران ولها حق إستخدامه بمختلف الانواع مقابل أجر رمزي، وحتى إن زيارة العتبات المقدسة التي من المفترض أن تدر موردا ماليا لصالح العراق، حتى في هذا المجال قامت طهراب بإستغلال الامر بطريقة لايستفيد منها العراق شيئا خصوصا عندما تم الاتفاق على صيغة جديدة لدخول الايرانيين لصالح طهران.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي يکاد أن تسيطر على الساحتين السياسية و الامنية في العراق من خلال أذرعها المتواجدة في البلاد، جعلت من العراق سوقا لبضائعها الرديئة و حتى تلك التي إنتهت صلاحيتها، وحتى إن الاسلحة التي ترسلها للعراق بموجب صفقات ضخمة صار واضحا بأنها أسلحة رديئة و فاسدة و يتندر بها العراقيون في مجالسهم الخاصة، والمشکلة الاکبر هي عدم وجود موقف وطني من جانب الساسة العراقيين المعنيين لإنهاء مهزلة العلاقات العراقية ـ الايرانية بهذه الصورة المثيرة للسخرية.
العلاقات بين العراق و إيران ومنذ عام 2003 ولحد الان هي أشبه ماتکون بعلاقات بين دولة تحتل دولة أخرى، ذلك إن النفوذ الايراني بمختلف أبعاده و الذي تجاوز کل الحدود يمسك بتلابيب مختلف الاوضاع في العراق ومن ضمنها الاوضاع الاقتصادية التي تتراجع أمام الهيمنة المتصاعدة لطهران، والانکى من ذلك إن الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تقوم بحلب و نهب خيرات العراق بطرق و اساليب ملتوية لاتکتفي من ذلك وانما تقوم أيضا وطبقا لما أکدته مرکز العلاقات التنموية ومقره في لندن خلال العام الماضي، بسرقة النفط العراقي من معظم الحقول المجاورة لحدودها وحتى تلك التي تقع داخل الاراضي العراقية و ليست بحقول مشترکة، وبموجب ماأکده هذا المرکز فإن طهران تسرق سنويا ماقيمته 17 مليار دولار من النفط العراقي، وکل هذا تحت نظر الحکومة العراقية التي لاتنبس ببنت شفة ازاء ذلك!
هذه العلاقات غير المتوازنة و المضرة جدا بمصالح العراق من مختلف النواحي من الضروري جدا إعادة النظر فيها کليا و إيقاف هذه المهزلة لصالح نظام يصدر بدلا من کل هذه الخيرات التي يسرقها من العراق، التطرف الديني و الارهاب و الجريمة و الدمار و التفجيرات وإن هذه مهمة وطنية مستعجلة في عنق کل سياسي يعتبر نفسه إبنا للعراق و شعبه.