16 نوفمبر، 2024 2:06 م
Search
Close this search box.

 الأضواء تعود للسينما العراقية بعد سنوات من الظلام ‏

 الأضواء تعود للسينما العراقية بعد سنوات من الظلام ‏

أفراد مسلحون واقفون لحراسة منزل في بغداد يجري داخله تصوير فيلم روائي جديد بعنوان (بغداد ‏حلم وردي). ويحتاج المنتجون للاستعانة بحراس مسلحين في مواقع تصوير الأفلام في شوارع ‏العاصمة العراقية حيث باتت التفجيرات والمشاجرات عند حواجز التفتيش جزءا من صناعة السينما ‏في العراق فضلا عن نقص الاستديوهات وندرة العاملين ذوي الخبرة.‏
لكن السينمائيين العراقيين سعداء رغم كل ذلك بالعودة إلى العمل ومنهم فيصل الياسري الذي يعكف ‏حاليا على تصوير فيلمه (بغداد حلم وردي).‏
وأحالت الحرب والعقوبات الدولية معظم مرافق البنية الأساسية وقطاعات الصناعة في العراق بما فيها ‏صناعة السينما إلى خرائب. وكان من شأن تمويل حكومي أن يتيح الفرصة لانطلاق صناعة السينما ‏ولكنها لم تكن ضمن أولويات الحكومة في عهد صدام. وأنتج آخر فيلم روائي طويل مولته الدولة عام ‏‏1990. ولكن بعد عام من رحيل آخر جندي أمريكي من العراق وصل إنتاج النفط العراقي إلى أعلى ‏مستوياته منذ عشرات السنين من خلال عقود قيمتها مليارات الدولارات مع شركات أجنبية. ‏
وتظهر في الحياة اليومية علامات على التعافي وعودة الاستقرار إلى العراق وتقول الحكومة إنها ‏تستطيع الآن أن تنظر مرة أخرى في تمويل الفنون.‏
وخصصت وزارة الثقافة 4.7 مليون دولار خلال العام الجاري لتمويل 21 فيلما منها أفلام روائية ‏طويلة وأفلام قصيرة وأخرى وثائقية تتناول موضوعات حساسة مثل الصداقات بين الشيعة والسنة ‏وقضية شرف العائلة.‏
وقال الياسري “السينما مكلفة والسينما يراد لها فلوس. فإذا كانت الدولة تريد أن تنتج أفلام تحكي عنها ‏أو تحكي عن طموحاتها تخصص فلوس وآنذاك ماكو مشكلة بالربح والخسارة. ولكن إذا تريد تنتج ‏أفلام سينمائية تعرض عالميا.. تعرض في دور السينما بالداخل والخارج.. يجب أن ننتج أفلام تتحدث ‏عن قضايا تهم المشاهدين في كل مكان وأيضا تراعي تقنيات الإنتاج السينمائي وقابلة للتنافس.”‏
ويعود تاريخ السينما العراقية إلى الخمسينات لكن الإنتاج لم يتجاوز عددا قليلا من الأفلام في العام ‏آنذاك. وأنشئت إدارة حكومية للسينما في عام 1959 لكنها لم تنتج سوى فيلمين روائيين طويلين في ‏السنوات العشر التالية لإنشائها وعدد قليل من الأفلام الوثائقية.‏
وكانت صناعة السينما بصفة رئيسية أداة دعائية لحزب البعث الذي تزعمه صدام حسين على مدى 24 ‏عاما حكم فيها العراق منذ عام 1979 وتكفل أيضا برعاية الآداب والمسرح والموسيقى
وركزت أفلام على الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988بتصوير العراق منتصرا كما ‏أنتج في تلك لفترة فيلم بعنوان (الأيام الطويلة) يحكي قصة حياة الرئيس السابق صدام حسين
وبلغت صناعة السينما ذروتها في السبعينات عندما أسست الحكومة أول مؤسسة للسينما وخصصت ‏مزيدا من الأموال للأفلام الروائية الطويلة ودعت صناع السينما من أنحاء العالم العربي لمد يد العون.‏
وأنتج أول فيلم ملون في تلك الفترة بعنوان “الرأس” من إخراج فيصل الياسري.‏
وقالت الممثلة هند كامل التي تؤدي أحد الأدوار الرئيسية في فيلم (بغداد حلم وردي) “أنا أعتقد عودة ‏الإنتاج السينمائي العراقي بعد هذا الغياب الطويل وهذا التلكوء الطويل هو دلالة ومؤشر صحي حقيقي ‏وواقعي إلى بدء عودة الاستقرار.. استقرار الحياة في العراق. مؤشر إيجابي ونبحث عنه. كنا بانتظار ‏هذا المؤشر حتى نستطيع العودة إلى العمل بالطريقة الأكاديمية التي اعتدنا عليها.”‏
ولكن عودة التمويل الحكومي تمثل بداية جديدة لكثير من المخرجين العراقيين حتى لو كانت المبالغ ‏صغيرة بالمعايير الدولية.‏
وتصل ميزانية إنتاج الفيلم الروائي الطويل ضمن برنامج التمويل الحكومي الحكومي إلى 1.25 مليار ‏دينار (1.07 مليون دولار) بينما حصل الفيلم القصير (اغتيال مع وقف التنفيذ) للمخرج فاروق القيسي ‏على ميزانية قدرها 40 مليون دينار (نحو 43 ألف دولار). ‏
وقال القيسي “نحن نشتغل بأبسط الإمكانيات وبميزانية متواضعة جدا. وأنا أحرص على أن أعمل ‏ضمن الميزانية المتوفرة وليس بميزانية واسعة. وكما قلت زميل آخر يعمل بمليار وربع.. لماذا.. لأنه ‏يصور سينما. السينما يجب جلب أفلام من الخارج ثم التصوير ثم إرسال الأفلام إلى الخارج للطبع ‏والتحميض. بعد ذلك تأتي الأفلام ويشوفوها ثم تجري عملية المونتاج. وهذه كلها مسألة تأخذ وقت ‏وتأخذ زمن وتأخذ تكاليف.”‏
ويقول كثير من منتجي الأفلام والفنانيين والموسيقيين والممثلين إنهم يشعرون بقيود تفرضها النزعة ‏الدينية المحافظة في العراق حاليا حيث تسعى الأحزاب والميليشيات الإسلامية إلى فرض رؤيتها ‏المتشددة للإسلام على الفن.‏
وحتى مع حصول صناعة السينما في العراق على دفعة من التمويل فلا تزال دور العرض قليلة ورغم ‏التحسن في أوضاع الأمن يخشى كثير من العراقيين التجمعات العامة.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة