26 ديسمبر، 2024 7:28 م

ماذا حصل في تحالف الحكيم والعبادي ؟!!

ماذا حصل في تحالف الحكيم والعبادي ؟!!

ليس هناك قاعدة ثابتة في السياسة ، ولا توجد مبادئ ثابتة ولا متبنيات يمكن اعتمادها في السياسية ، وهذا لا يعني أن السياسية في جميع الأنظمة في العالم لا تملك رؤى أو مفاهيم أو حتى قواعد يمكن السير عليها وبناء ديمقراطية ، ولكن في العراق الصورة مختلفة تماماً ، والتي باتت درساً عميقاً في بناء السياسي ، وأمست في مقدمة التجارب الفاشلة في العالم ، الأمر الذي جعلنا نقف عند التجربة العراقية طويلاً بجميع مفاصلها وتفاصيلها لنتعرف على مكامن الخلل فيها ، وكيف أصبحت التجربة الديمقراطية الأكثر فشلاً من بين تجارب المنطقة التي تعرضت إلى اهتزازات وسقوط لأنظمتها كمصر وتونس ، والتي نجد أنها أكثر أستقراراً من العراق ، وعلى الرغم من تعرضها إلى أعاصير الربيع العربي ، إلا أنها استطاعت الوقوف وبناء نظامها السياسي من جديد ، وهذا يعود إلى عوامل عدة ، بعضها داخلي يعود إلى وجود أرادة سياسية في بناء الدولة الحديثة ، أو عوامل خارجية هي الأخرى تريد الاستقرار لهذا البلد أو ذاك .
مع بداية العد التنازلي للانتخابات البرلمانية ، والتي من المزمع إجراءها في آبار المقبل ، بدأت سخونة التحالفات السياسية بين الكتل عموماً ، فكانت الخارطة السياسية غير واضحة المعالم ، إذ بدأت أولى التخبطات وعدم الوضوح في المشهد الكردي ، والذي ازداد تشوشاَ وغموضاً بعد الآثار التي خلفها الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان ، والذي قوبل بالرفض داخلياً وخارجياً ، إلى جانب المشهد السني ، الذي كان الأكثر وضوحاً فتوضحت صورة التحالفات السياسية أستعداداً لخوض الانتخابات ، وعلى الرغم من المساعي في تأجيل الانتخابات إلا أن هناك حراك سني واضح في خوضها .
المشهد الشيعي بان أكثر أنقساماً ، فالمالكي ابقي على ائتلافه ، مع خروج للعبادي الذي فضَل ذلك مدعوم من كرسي رئاسة الوزراء ، والتي ستكون كفيلة بحصوله على ما يجعله أكثر المرشحين حضوضاً في بقاءه في رئاسة الوزراء ، وبقاء الصدر متفرجاً أو مفضلاً أن يستفيد من أصوات التحالف المدني ، إلى جانب أصوات أنصاره ، كما أن دخول الحشد في تحالف العبادي ، جعل الأخير في موقف المحرج من وجود قوة عسكرية تريد المشاركة في الانتخابات ، وهو الرافض لهكذا أجراء ، ولكن دخول الحكيم في تحالف العبادي أحرج الحشد ، وجعلهم ينسحبون ، لشعورهم أن مثل هذا التحالف سوف لن يكسبهم شيئاً ، وهذا ما لمسناه مؤخراً من خروج للحكيم من ائتلاف العبادي ، والذي يُقرأ على أنه أبعاد للحكيم ، وذلك بعد الشروط والاشتراطات التي مارسها العبادي ضد حليفه ، والتي جوبهت بالرفض من قبل الحكيم ، الأمر الذي جعل الأخير يلجأ إلى الخروج وإعلان دخوله في الانتخابات بقائمة منفردة .
لا اعتقد أن مثل هكذا أمر غريباً خصوصاً وأن الساسة الدعاة ، معروفين بعدم وجود مواثيق تحكم أي أتفاق بينهم وبين القوى السياسية الأخرى ، وهناك شواهد كثيرة في هذا الجانب ، كما كان من الأولى بمن يسعى إلى التحالف مع الدعوة أن يضع مواثيق المالكي بين يديه ، ليعرف أن السيد العبادي ليس ابعد من المالكي ، لان الاثنين يحملون نفس الفكر ، كما أن الأولى بالقوى السياسية الشيعية الأخرى والتي تحالفت أو تسعى للتحالف ، أن لا تعتمد كثيراً على أي وعود يطلقها الساسة الدعاة ، وأن تسعى إلى لملمة صفوفها ، كما إن على الحكيم أن يدخل الانتخابات منفرداً دون التحالف مع أي قوة سياسية أخرى ، وهو اختباراً سياسياً لقدراته ، خصوصاً بعد خروجه من المجلس الأعلى ، وبناءه تيار الحكمة الذي يعتمد على الشباب في بناء تياره السياسي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات