لا يستقيم أي بناء دون المختص الذي يملك العلم المؤهل للبناء وأغلب خفاياه .
فلا يمكن التطاول بالبناء العمودي الشاهق مثلا دون دراسة أو إذن الخبير المختص في حجم وثقل البناء ، ونوع التربة ، وكذلك دراسة الرياح ، وظروف الأنواء الجوية ومنطقة الزلازل ، وغيرها حتى يحيط بهذا البناء من الأخطار والكوارث !
وكم رأينا إنهيار المباني بأهلها جراء خطأ في خطة البناء ؟ أو لغفلة تقنية في المخطط الذي يضعف البناء ، أو قدرته على تحمل الظروف ، ليذهب البشر والمال بلحظة كان من الممكن أن لا تحدث تلك الغفلة والمجازفة !
هذا على المستوى المادي ، فما بالك ببناء الإنسان وتقويم سلوكه حول مبدأ يديم له الحياة النقية الجميلة الطاهرة ،ليحمي نفسه ومن سيكون تحت مسؤوليته سواء على مستوى أسرة أو قيادة رعيل ما مدني أو عسكري !
بدون أن يخضع هذا الفرد والذي يقابل البناء العمودي الخطر ، إلى خطة محكمة تكون الخريطة العلمية والتنفيذ الحديث في هندسته ليقابل أعتى الظروف والمحن ، لا يمكن أن يكون مؤثر في مجاله أو أن ينجح في المهمة الموكلة إليه .
ولأجل هذا ” النقص أو طريقة المحسوبية والمجاملات في التعيين ” وعدم إخضاع القيادات الصغيرة والكبيرة في قيادة الحركات الإسلامية يفشل البعض ، لأنها لم تكن قد وضعت على رأس الهرم أو الإجراء والمفاصل المهمة المختص المتدرب أو المهني الذي نال الخبرات بعد تجربة أكيدة !
ولعل واحدة من أدوات الحرب الناعمة أن تخلق أجواء معينة بطريقة ما ، تضع في قلب قمر القيادة لهذه الحركات الشخص الغير مناسب مما يتسبب بإخراج هدف الحزب أو الحركة عن صراطها السوي الذي يقلل من تأثيرها في وقت نحن بحاجة إلى عدم الخطأ والخلل ولا بأي نسبة أو إحتمال !