23 نوفمبر، 2024 10:43 ص
Search
Close this search box.

سيادة الوزير وتعاليم سيدنا الحسين (ع)!

سيادة الوزير وتعاليم سيدنا الحسين (ع)!

أمنية رغبت أن أراها تتحقق ولكنها أبت ذلك ، تلك الأمنية التي ما برحت تلاحقني وأنا أبعدها عن تفكيري ، لكوني لم أجد ما يحوّلها إلى حقيقة واضحة المعالم. أتعلمون ما هي أمنيتي التي أخشى منها ؟ هي بسيطة جداً ولا تعدو عن كونها من مطالب الأغلبية (الصامتة) الذين يتمنون مثلي ولكن أمنياتهم تذروها الرياح. كثير من المسؤولين يصرّحون ويكتبون ويعدون مع أنّهم لا يصدقون معنا أو حتى مع أنفسهم ويعتقدون أنّهم ينجحون إن هم حاولوا معنا بعد أن يرتدوا ثوب الورع والتشبّه بالمتديّنين الأقحاح الذين صدق بحقّهم القول (سيماهم في وجوههم). قرأت قبل أيام مقالاً أو الأصح موضوعاً (إنشائياً) حمل إمضاء السيد وزير الشباب والرياضة ، تحدث فيه عن الإمام الحسين سيد شهداء الجنة ، الرجل الذي ظلم وأصبح بظلمه مناراً للعالم التواق للعدالة والحرية ، حسيننا الذي زرع فينا الأمل قبل الشجاعة ، كان عادلاً ولم يرض بالظلم على قومه ، قبل يفكر برفعه عن آل بيته الذين خصّهم الله بمنزلة رفيعة مهما تحدثنا عنها ، فإننا لن نفيها حقّها .. شرح السيد وزير الشباب والرياضة ما اعتقد أنّه غائب عنّا متناسياً أننا فطمنا على حب ومناقب الحسين الشهيد الذي نعيش فصول مظلمته يومياً ، كونها لم تغادرنا أو نحاول نحن أن ننساها ، لأننا إن فعلنا ، فسنجد أنفسنا بلا ماضٍ أو مستقبل ، لكننا وفي عزّ شوقنا لسيدنا الحسين لم ننس الأساسيات التي زرعها فينا وقدّم من أجلها روحه قرباناً ومناراً للمظلومين الذين تتزايد أعدادهم بشكل لافتٍ ، رغم أن الحسين الشهيد عليه السلام  وجهنا نقلل من أعدادهم. ترى هل فعلنا ذلك في العلن أم أننا بقينا نضمر بالسر ما نخشى منه أن يعلن ، ونعلن ما نراه يقرّب الآخرين منّا وهو بعيد كل البعد عن الواقع .. وزير الشباب والرياضة عدد مناقب أبى الاحرار التي نعرفها أكثر منه وليته فكّر كثيراً بتطبيق جزءٍ منها بدلاً عن نشرها بتلك الصورة التي كشفته على الملأ وربما فضحت الكثير من أفعاله .. الحسين الشهيد لا يرضى بالظلم وهذا شيء أساس ثار عليه وحاربه رغم قلّة عدد من كانوا معه ، ومع ذلك واصل سيره في الطريق الذي اختاره ، لأنّه كان شجاعاً وسيبقى مناراً لنا .. ترى هل يعلم السيد وزير الشباب والرياضة أنّه أساء لنفسه قبل الآخرين عندما نشر مقاله عن سيد الشهداء، لأنّه أي الرجل وبدلاً من أن يكتب ، كان عليه أن يفعل ويبدأ من وزارته التي توالدت فيها الحيتان التي فرضت نفسها علينا نتيجة ضعف السيد الوزير الذي لم يتصدى لها ، بل كل ما فعله أنّه راح يحارب البسطاء من موظفيه الذين يعلم أنّهم بلا سند أو ظهر يستندون إليه .. كبار اللصوص يعيشون في أمان وغيرهم من المستضعفين يدفعون الضريبة ، لكي يقال أن وزيرنا عادل .. أي عدل ذلك الذي مارسه السيد الوزير عندما أطاح بموظّفٍ بسيط ، كانت كل جريمته أنّه أخطأ من دون قصد أو عمد ، فتناسى وزيرنا (العادل) كل أنواع الرحمة أو التعاليم الحسينية التي شربناها منذ الصغر واستمع إلى نصيحةٍ من (حامي) العدل في وزارته المفتش العام الذي أوصى بمعاقبة ذلك الموظف (الصغير) لم يصل حد جرمه إن صدقت الأسباب التي تعكّز عليها الوزير ومفتّش وزارته إلى حجم أصغر ذرة مقارنة مع الجرائم الكبرى التي ترتكب يومياً ويهمّش عليها (تقيّد ضد مجهول) !… المجهولون أصبحوا كثر لأنّهم أقوياء ويجدون من يحمونهم ، على العكس منهم أولئك الذين قدموا التضحيات التي تبدأ ولا تنتهي ومنهم ذلك الموظف الصغير الذي قدّم (ستة شهداء) من عائلته إن كان بزمن النظام (السابق) أو نتيجة أفعال الإرهابيين لاحقاً .. هذا الموظف (ص) الذي لم يضرّ بالبلد كما فعل من حماهم الوزير وسكت عنهم وعن أفعالهم ، يعاني اليوم من ظلم وقع عليه وهو الذي يعيل أسر عديدة تركهم القدر أمانة في عنقه وأغلبهم من الأرامل والأيتام الذين أوصى بهم سيدنا الحسين ، لا بل أوصت بهم جميع الديانات لكي يتم كفلهم ، كون من يكفل يتيماً فإن الجنّة مثواه ليستقر بالقرب من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلّم .. لقد نفّذ السيد الوزير عدالته فقام بإبعاد ذلك الموظف من وزارته التي تحتاج لأكبر عملية تنظيف تبدأ من الأسوار الخارجية مروراً بالغرف والدهاليز وما تحتها ، كون درجات العفونة باتت لا تحتمل فيها ولن يفيدها التخلّص من موظفٍ بسيط ، لم يفعل شيئاً ذي بال مقارنة مع كافة أنواع الخطايا التي ترتكب تحت سقف وزارة الشباب والرياضة .. يا سيادة الوزير ليتنا لم نقرأ لك ما كتبته لتذكرنا بحسيننا الشهيد الذي لن تخلّده كلماتك التي لن يلتفت إليها أحد ، كون الحياة الأبدية التي اختارها الحسين عليه السلام ستبقى شاهدة على تلاعبك بالعقول لكي تسيطر عليها وراح عن بالك أن عقولنا تميّز الغث من السمين وهي لا تتأثر سوى بالأفعال وليس الأقوال التي يطلقها أصحابها جزافاً لغايات في النفس البشرية (الضعيفة) أمام المغريات حتى وإن لبست ثوب الورع الذي سيعلن ثورته ليكشف عن عورة من لم يستروا الآخرين ففضحهم الله .. ندعوك ايها  الوزير أن تثوب إلى رشدك وتكون متمسّكاً بحق بتعاليم الحسين عليه السلام وتبدأ من وزارتك حملة صحيحة قوامها تعاليم جدنا الحسين ، فهل أنت قادر على ذلك ؟.. نتمنى ونكرر نتمنى ، فهل كانت أمنيتنا صعبة أم سهلة يا سيادة الوزير أو أنتم يا من قرأتم الموضوع ..
 
تنويه … لم أكتب الموضوع لكي أهاجم السيد الوزير ، بل كتبته لأني أريد أن أنصره على نفسه وهذا هو الأهم عندي عملاً بقول المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وأنا أنصرك أن تقوم برفع الظلم عن الآخرين !..

أحدث المقالات

أحدث المقالات