23 ديسمبر، 2024 6:13 م

قبيل الانتخابات .. وبعدها !!

قبيل الانتخابات .. وبعدها !!

لايكاد هذا الشعب يستفيق من صدمة من صدمات العملية السياسية حتى يفاجأ باخرى مثلها او اتعس منها ، وفي كل المرات والصدمات والقرارات نراه مستكيناً مستسلماً لما تجري به مقدرات الامور التي هي من صنع سياسيينا وعملهم الدؤوب في سبيل البقاء اطول فترة ممكنة في سدة الحكم والتسلط على رقاب الناس وكأن هذا الشعب هو قطيع متنازع عليه يفوز بقيادته من يحسن أستمالته الى وُرده ومرعاه ، ولا تبدو من تصريحات من يخوض غمار الانتخابات اي بوادر للانفراج او النية الصادقة في تقديم الافضل وتحسين واقع الخدمات والعمل على (التقليل) بنسبة بسيطة من الفساد المالي والهدر المهول في المال العام ، انها طبول حرب الانتخابات التي بدأت تقرع مبكراً ، ورائحة الملفات (الفاسدة) بدأت تزكم الانوف شيئاً فشيئاً ، وتوقيت اعلان مثل هذه الملفات ( التي كانت نائمة قبل حين ) محسوب بدقة رغم علمهم بها قبل ذلك بشهور او سنوات عديدة ، ولكنها قد لاتنفع في حينها ولا تحقق الغاية المرجوة من كشفها ، فافضل توقيت هو قبيل الانتخابات واستخدامها في ضرب الخصوم السياسيين وتقليل نسب نجاحهم في الانتخابات وليس الغاية هي مصلحة الشعب وايقاف الفساد عند حده !! ، وتتناقل الاخبار في اوساط البسطاء وكلُ يبدي سخطه على من (يُتهم ) ويتعاطف مع من القى التهمة ، وينقاد هذا الشعب سريعاً وراء المساجلات وتبادل الاتهامات ويبني عليها قناعاته التي غالباً ماتكون قناعات (انفعالية) او عاطفية قد تؤدي به الى التسرع في اتخاذ القرار ، والمتتبع لحالة الشارع والراي العام يجد عزوفاً شبه قطعي لعملية الانتخابات (طبعاً مع كيل كمية لابأس بها من الشتائم لمن وعد وأخلف ،وارتقى وتخلى ،وجمع فأوعى )، فياترى كيف ستكون حالة اقبال الجماهير على صناديق الاقتراع ؟ وهل قرار مقاطعتها يعد القرار الاصلح ؟ لقد افرغتم  كلمة ومهنة ( المسؤول ) من فحواها الانساني والاخلاقي ، ولا تلجأوا ثانية للتلاعب بمشاعر المواطنين نحو تاجيجه نحو قضية معينة وما تلبثوا حتى تتفرغوا للسلطة ومكاسب السلطة وتنسون من اوصلكم الى هذا المقام . فالشعب لايكترث للقضايا السياسية او عرض وجهو نظركم تجاه قضية ربما تعد ( اتحادية ) وتقع ضمن اختصاص مجلس النواب والحكومة المركزية وحكومة الاقليم .. جل ما يبغيه هذا الشعب هو درء المدينة والمحافظة عن صراعاتكم السياسية التي تنعكس تلقائياً ومباشرة على الوضع الامني ومعيشة الناس ، لفت انتباهي تعليقاً على صفحة الفيسبوك لأحد الاصدقاء حول تبادل الاتهامات بين اركان الحكومة المحلية فقال ” وفروا لنا النفط الابيض في الشتاء والكهرباء في الصيف والامن في الربيع واصلاح الطرق والمجاري في الخريف( قبيل الفيضانات) ، وافعلوا ما شئتم بالباقي ..” . انها وجهة نظر معقولة لو ينتبه لها السياسيون والمتسلطين ، ولتكن تحالفاتكم قائمة على مبدأ الرؤية المشتركة نحو تقديم الافضل ووضع حد لمافيات الفساد والابتزاز والمحسوبية والابتعاد عن مبدأ ( انت هص وأني هص واثنينا بالنص ) ، وتحكيم المنطق والرغبة في احلال السلام بين مكونات الشعب على اختلاف تنوعهم القومي والديني والسياسي ، ولا ينبري احدكم ويفوض نفسه نائباً عن سكان مناطق هم أدرى بمصلحتهم ومصيرهم ويحاول التاثير على خياراتهم وقد يكون ابعد ما يكون على ان يقدم لهم خدمة ترفع من واقع مناطقهم وتحسين مستوى معيشتهم . عليهم التفرغ لتقديم الخدمات التي هي عصب الحياة بالنسبة للشعب وينالوا منه التاييد لكم والتصويت والمطالبة ببقاءكم ولايات متعددة .
ولتكن لكم عبرة في العديد من الدول التي تشهد أختلافات سياسية عميقة في وجهات النظر لكنها تتفق وتتوحد على شيء واحد هو خدمة الشعب والارتقاء بالمجتمع ، وبأمكانكم ذلك لو توفرت الارادة والرغبة الصادقة والعمل مع اصحاب الراي الآخر نحو تحقيق نهضة عمرانية شاملة لاتدع جانباً من جوانب الحياة الا وضعت له الخطط الاستراتيجية وتهيئة الموارد اللازمة للنهوض به كالجانب الصحي والكهرباء والمجاري والبيئة والزراعة والصناعة وفتح طرق ومجسرات جديدة تفك الزحام الخانق وغيرها كثير وكثير .. والساحة امامكم والشعب بانتظاركم ..!