24 نوفمبر، 2024 6:33 ص
Search
Close this search box.

“الكيميائي السوري” .. لغم واشنطن لتفجير التسوية !

“الكيميائي السوري” .. لغم واشنطن لتفجير التسوية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة على طريق استخدام الاستراتيجية الأميركية الجديدة حيال سوريا؛ لضمان البقاء أطول فترة ممكنة بها، صرح مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة تحتفظ بحق استخدام القوة العسكرية في حال الضرورة لردع دمشق عن استخدام السلاح الكيميائي.

قائلاً إن القوات الحكومية في سوريا “تستمر باستخدام السلاح الكيميائي على نطاق محدود، منذ الهجوم في نيسان/أبريل الماضي”، في إشارة إلى حادثة “خان شيخون”، التي تُحمل واشنطن الحكومة السورية مسؤولية استخدام “غاز السارين” السام فيها.

بصدد تطوير أسلحة جديدة..

أضاف المسؤول الأميركي: أن “الهجمات الكيميائية الأخيرة في سوريا تدل على أن قوات الأسد قد تكون بصدد تطوير أسلحة جديدة”.

داعياً، المسؤول، المجتمع الدولي إلى “زيادة الضغط” على دمشق بشكل عاجل، محذراً من “إنتشار الأسلحة الكيميائية السورية حتى تصل السواحل الأميركية”.

قصف “مطار الشعيرات”..

يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد قصفت “مطار الشعيرات” العسكري في ريف “حمص” خلال نيسان/أبريل الماضي، بعد أن اتهمت الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي في بلدة “خان شيخون” بريف “إدلب”.

وإدعت الإدارة الأميركية بأن القوات الحكومية السورية استخدمت المطار المذكور لشن “الهجوم الكيميائي” المزعوم.

أكاذيب لا دليل عليها..

من جانبها، نفت وزارة الخارجية السورية، الإتهامات الأميركية بأن “قواتها استخدمت أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية قرب دمشق ضد المعارضين الذين يسيطرون عليها”، قائلة: إن “الإتهامات أكاذيب لا دليل عليها”.

تزرع لغم مدمر في عملية التسوية السياسية..

اعتبر مصدر في الخارجية الروسية أن إتهامات واشنطن لدمشق؛ بتطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيميائية، لا أساس لها من الصحة، وتهدف إلى شيطنة الرئيس السوري.

ونقلت وكالة (إنترفاكس) عن المصدر قوله؛ إن واشنطن تستغل موضوع الكيميائي السوري لزرع لغم مدمر في عملية التسوية السياسية في سورية.

واشنطن تٌحمل روسيا المسؤولية..

في الوقت ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي، “ريكس تيلرسون”، إن الولايات المتحدة تعتقد أن من مسؤوليات روسيا كبح استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي، أكد “تيلرسون” على تصريحاته السابقة؛ بأن الحكومة السورية، التي تدعمها روسيا، قد تكون مستمرة في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها في أعقاب ما يشتبه أنه هجوم بـ”غاز الكلور” في “الغوطة الشرقية”، التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وتابع: “نحمل روسيا (مسؤولية) التعامل مع هذا الأمر. إنها حليف” لسوريا.

محاولة لنسف النجاح السياسي السوري..

عضو البرلمان السوري، النائب “عمار الأسد”، يقول إن الإدعاءات الأميركية الأخيرة بشأن تطوير دمشق لأنواع جديدة من الأسلحة الكيماوية، هي محاولة يائسة لنسف النجاح الذي حققته سوريا على الصعيد السياسي.

موضحاً إن الذريعة الأميركية، التي تلوح واشنطن باستخدامها بين الحين والآخر، هي سلوك معتاد في السياسة الأميركية، سواء في سوريا خلال الـ 7 سنوات الماضية، أو في العراق سابقاً، كي تستتر به خلف الفشل الذريع الذي لحق بها وبقواتها في سوريا.

مضيفاً: “إن كان هناك استخدام للسارين أو الكلور أو أي من الأسلحة الكيميائية في سوريا، فهو بأوامر أميركية موجهة إلى عناصر (داعش)، وإلصاقها بالجيش العربي السوري، مردفاً، أن تصنيع غاز السارين يقوم به الإرهابيون باستخدام التكنولوجيا الغربية، بدعم تركي أميركي مزدوج، رغبة منها في عرقلة نجاح المسار السياسي الذي تسير فيه دمشق في الآونة الأخيرة”.

تحذير روسي منذ شهرين..

أشار النائب، إلى “تحذير موسكو من وجود تحضير لهجوم إرهابي من قبل المسلحين تخص استخدامهم للأسلحة الكيميائية، منذ ما يقرب من شهرين ماضيين”.

وأكد “الأسد”، على عدم وجود ما يثبت مخالفة الدولة السورية لقوانين الأمن الدولية، أو استخدامها لأسلحة محرمة دولياً، وفي المقابل تتهرب الولايات المتحدة من إرسال الخبراء والمحققين الذين سيكشفون زيف إدعائها بحق الدولة السورية في كل مرة.

واختتم بقوله: “لدينا أكثر من 90 رسالة مقدمة إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي، تفيد بإحتفاظ المجاميع المسلحة بغاز السارين والأسلحة الكيميائية”.

ننتظر ضربة أميركية صاروخية على الأراضي السورية..

الكاتب، “عبدالباري عطوان”، يرى أنه في ظل الهزائم التي مُنِي بها المشروع الأميركي في سورية لصالح “الغريم” الروسي، فنحن في إنتظار ضربة أميركية صاروخية يائسة في “مكان ما” على الأرض السورية في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وتحديداً فور “تجهيز” الأدلة، وهي عملية سهلة ومضمونة على أي حال، والمتطوعون كثُر.

مضيفاً أن أميركا حاولت “تخريب” مؤتمر “سوتشي” للحوار الشعبي السوري وفشلت، وبذلت جهوداً كبيرة لمنع تقدم قوات الجيش السوري في “إدلب”، وفشلت، وحاولت أن تمنع الصدام بين حليفها التركي القديم، والكردي الجديد وفشلت، ولم يبق أمامها غير أن تحاول إثبات وجودها، وتحويل الأنظار عن هزائمها السياسية والعسكرية بضربة جديدة في “مكان ما في سورية” وستفشل أيضًا.

تحاول تعزيز دورها في الملف السوري عبر مسارين..

وفقاً لصحيفة (الأخبار) اللبنانية، تحاول الولايات المتحدة تعزيز دورها في الملف السوري عبر مسارين متوازيين: الأول طُرح على شكل وثيقة ترسم خريطة طريق لمحادثات “التسوية السياسية” المرعية أممياً، والثاني عبر التلويح بالرد على هجمات كيميائية مفترضة، بدعم من “مؤتمر باريس”، الذي خصص للضغط على دمشق وموسكو ضمن هذا الإطار.

تهديد جديد تجاه دمشق..

أوضحت الصحيفة البيروتية أن الولايات المتحدة الأميركية تعيد إطلاق تهديداتها تجاه دمشق، متذرعة بمزاعم حول استخدام الأخيرة لأسلحة كيميائية خلال العمليات العسكرية الدائرة.

الوعيد الأميركي بخيار التدخل العسكري، الذي سبق وترجم على شكل ضربة محدودة طاولت “مطار الشعيرات” العسكري في حمص، (مطلع نيسان من العام الماضي)، جاء بعد سلسلة من الإجراءات الأميركية ــ الفرنسية المشتركة، التي إنطلقت منذ توافق الرئيسين الأميركي والفرنسي على تطويب “استخدام الأسلحة الكيميائية” في سوريا، كخط أحمر لبلديهما، بما يخص الملف السوري؛ المستجد في التهديدات الأميركية جاء بعد حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الفصائل المسلحة في “غوطة” دمشق الشرقية، تتهم القوات الحكومية بقصف مواقع بغازات سامة “من نوع جديد”؛ إذ رددت واشنطن مصطلح “الغاز الجديد”، بطريقتها، عبر الإشارة إلى إحتمال تطوير القوات السورية لأسلحة كيميائية جديدة، وفق ما أوضح مسؤولون في الإدارة الأميركية منذ يومين، ليعود وزير الدفاع، “جيمس ماتيس”، ويؤكد أنّ غاز الكلور استُخدم “6 مرات عدة”، فيما “لا يوجد دليل” على استخدام “غاز السارين”.

الدفع الأميركي بهذا المسار التصعيدي عبر الملف الكيمائي، ترافق ــ كالعادة ــ مع المبادرة الجديدة التي طُرحَت في جولة “محادثات فيينا” الأخيرة، عبر ورقة موقعة من واشنطن وحلفائها، تضع إطاراً لمسار الحل السياسي المفترض عبر المحادثات المرعية أممياً.

وبينما استهدفت الورقة مباشرةً الضغط على مسار مؤتمر “الحوار الوطني” في “سوتشي”، فهي تأتي ضمن سلّة متكاملة مع التلويح بعصا “الكيميائي”؛ في محاولة لتغيير توازنات “التسوية السياسية” المدفوعة بما يجري في الميدان.

الوجود الأميركي باق إلى أجل غير مسمى..

الكاتب، “خطار أبودياب”، يقول أن معالم المقاربة الأميركية مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي، “ريكس تيلرسون”، في “جامعة ستانفورد” توضحت بشكل أفضل؛ إذ قال إن “الوجود الأميركي العسكري في سوريا باق إلى أجل غير مسمى في إطار إستراتيجية أميركية أوسع نطاقاً، تمهد الطريق دبلوماسياً لرحيل الرئيس “بشار الأسد” إنما لاحقا وليس على المدى القصير”. هكذا حدد “تيلرسون” إنخراط أميركا في سوريا على كافة المستويات من رحيل “داعش” إلى رحيل “الأسد” عند ختام العملية الإنتقالية.

إتخاذ الوجود الإيراني حجة للبقاء..

موضحاً “أبودياب”؛ أنه من أجل تبرير الوجود العسكري الطويل المدى أعتبر “تيلرسون” أن “إبتعاد الولايات المتحدة عن سوريا سيتيح لإيران فرصة ذهبية لتقوية تواجدها ونفوذها هناك، وأن إنسحاب العسكريين الأميركيين كلياً من سوريا سيساعد بشار الأسد على البقاء”. ولذا جرى الربط بين المصلحة القومية الأميركية و”منع ظهور داعش أو ما يشابهها وضرب نفوذ إيران”، مع الإحتفاظ بوجود عسكري ودبلوماسي في سوريا للمساعدة على إنهاء الصراع.

الجيش للحماية ومنع عودة الإرهاب..

بيد أن الاحتجاج التركي على نشر قوة حدودية دفع “البنتاغون” للتوضيح أن واشنطن ليست بوارد إنشاء جيش أو قوة حرس حدود، وأصدر بياناً، جاء فيه: “تُواصل الولايات المتحدة تدريب قوات أمن محلية في سوريا”.

ويهدف التدريب إلى تحسين الأمن للنازحين العائدين إلى مناطقهم المدمرة ومنع عودة الإرهاب، لكن ذلك لم يقنع أنقرة وبرز الرد التركي من خلال عملية “عفرين”، التي تمت بضوء أخضر روسي في سياق “إنتقام” موسكو من تحالف الأكراد مع واشنطن.

مضيفاً أنه يتبين من خلال الحفاظ على الوجود العسكري الأميركي في العراق وسوريا، وحراك الأسابيع الأخيرة على الصعيد الدبلوماسي، (تشكيل مجموعة عمل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن، وتحجيم مؤتمر سوتشي)، بلورة إطلاق ديناميكية إقليمية ودولية هدفها تحويل الرؤية المشتركة إلى ورقة عمل، (اللاورقة التي قدمتها الدول الخمس إلى الموفد الدولي “ستافان دي ميستورا” عشية مؤتمري فيينا وسوتشي هي أول الغيث)، وشراكة تنفيذية ميدانياً.

العودة الأميركية بمثابة نقطة التوازن..

مفيداً أن الطموح يتمثل في أن تكون العودة المباشرة لأميركا بمثابة المحرك الأساس من جديد للسياسة في الشرق الأوسط ونقطة التوازن فيه، وذلك بعد العودة الروسية القوية وتداعياتها.

وأن ذلك الخروج من سياسة الإدارة السابقة يمثل في الإنسحاب من ملفات الشرق الأوسط وإدارتها من الخلف، لكن كبح إيران في سوريا ولجم طموحاتها الإقليمية لا يصطدمان فقط بالشراكة الروسية الإيرانية، ولكن بعدم توفر أدوات عمل فعالة ومنسقة بين واشنطن وحلفائها.

لمنع استفراد روسيا بالنفوذ..

مؤكداً “أبودياب” على أنه من خلال هذه الدعائم لسياسة جديدة تأمل واشنطن منع استفراد روسيا بالنفوذ وفرض “الحل الروسي” في سوريا، وعدم السماح لها بتحقيق نصر منفرد في أزمة دولية كالأزمة السورية، لكن ذلك لا يعني وجود رغبة أميركية بتقويض كل الجهد الروسي في الملف السوري، وإنما إلزام موسكو بإحترام الجهد الدولي للحل السياسي المتمثل بمسار “جنيف”.

وسيتوقف التعامل مع موسكو على المراحل القادمة للعملية السياسية، إذ أن الإكتفاء بالنتائج المحدودة لـ”سوتشي” سيؤدي إلى المزيد من التباعد بين واشنطن وموسكو، وعلى الأرجح سيبقى التجاذب هو القاعدة لأن الحل في سوريا يرتبط بملفات أخرى دولية وإقليمية.

بيد أن عملية “عفرين” وتداعياتها؛ أبرزت الصعوبة الجوهرية لاستراتيجية الولايات المتحدة، التي تتطلب الإحتفاظ بتحالفات نشطة مع وجود قوتين في حالة حرب مع بعضهما البعض.

روسيا صانعة الصفقات..

حاول “فلاديمير بوتين”، قبل إعادة انتخابه، أن يبرهن على أن روسيا، على عكس الولايات المتحدة، هي صانع الصفقات الحقيقي في سوريا وفي الإقليم، لكن واشنطن ترفض التسليم وتحاول إستعادة دورها في سياق منعطف جديد من سياستها السورية، عبر البقاء على خط الضغط والتواصل مع موسكو للمساومة عند اللزوم، أما الجديد فهو قرار بدء إحتواء النفوذ الإيراني الإقليمي إنطلاقاً من سوريا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة