لم يتعظ اياد علاوي من تجاربه المريرة خلال سنوات المعارضة العراقية السابقة ، وهو الآن تمهيدا” للإنتخابات القادمة ، يُقدم مرة أخرى هذا الإستغفال على طبق من ذهب ، الى حسن العلوي ومن خلال نفس التعامل السابق ، عندما يوظف حسن العلوي لماكينته الإعلامية ، على الرغم من درايته التامة ، من أن حسن العلوي يستغفله ماديا” ! ، وقبل أن نُعّرج على هذا الإستغفال المنصرم ، دعونا نتناول أولا” هذا الإستغفال الحاضر ، وفقا” لما هو معروف للمراقبين والمطلعين على حثيات هذا الموضوع .
قبل شهرين تقريبا” وإستحضارا” للإنتخابات القادمة في آيار القادم ، قام أياد علاوي بإستئجار منزل فخم لحسن العلوي في منطقة الحارثية شارع الزيتون رقم المنزل 43 في بغداد ، تحت لافتة ( زاوية العلوي – منتدى الفكر والأدب والسياسة ) .. إيجار المنزل شهريا” 3000 دولار ، ولمدة 6 أشهر ، حيث إشترط صاحب المنزل أن يستلم أو يقبض بدل الإيجار لهذه الأشهر كاملا” ( 18 ألف دولار ) ، وهذا ما حصل بالفعل .
المنتدى منذ جلسة إفتتاحه والجلستين الأخريين ، بدا بإمتياز منتدى بعثيا” ، من واقع إن كرنفال الإفتتاح وقص الشريط ، وكأنه مشروع رسمي أيام البعث الحاكم ، كان بيد الصحفي البعثي في جريدة حزب البعث – الثورة – ( سجاد الغازي ) الى جانب حسن العلوي ، والأول عندما قص الشريط قال ( يا للضحك ) : أقص شريط إفتتاح ( المنتدى ) بإسم ( المناضل ) حسن العلوي ( طبعا” حسن العلوي كان بجانبه ) ، ناهيك من أن مجمل الحضور ولا أقول غالبا” ، هم من البعثيين ( العتيكين – ومفردها عتيك ) ! .
المهم في الجلسة الثانية والتي أعقبت جلسة الإفتتاح مثلما أسلفت ، حضر الى ( المنتدى ) أياد علاوي وسكرتيرته النائبة ميسون الدملوجي ، وطبعا” السيناريو كان معدا” سلفا” ، فكانت الجلسة ( زفة عرس ) لعلاوي والدملوجي ، وبالتالي ( كام الداس يا عباس ) مثلما يقول المثل العراقي الشعبي .
وللإختزال أقول : أن المبلغ المالي شهريا” لصرفيات هذا ( المنتدى ) والذي إتخذه حسن العلوي مسكنا” خاصا” له آنيا” ، بعدما رفضت زوجته اللبنانية ( أم إبنته هاديا ، وأم إبنه هادي ) ، المجيء الى بغداد ، على الرغم من الإغراءات التي قدمها حسن العلوي لها ، والتي تمثلت بتسجيل شقة راقية في بيروت بإسمها وبإسم هاديا وهادي ، وكذلك شقة راقية في قبرص ، إضافة الى منزل فخم في إحدى مدن جنوب لبنان ، لكنها تطمع أكثر الى أن يكون منزل حسن العلوي في لندن ، يُسجل بإسمها أيضا” ، بيد إنه وحسب مصادري ومعلوماتي ( التي إستقيتها من داخل أُسرة حسن العلوي بالذات ) ، يُحبذ أن يُسجله بإسم إبنه الأكبر ( أكثم ) والمقيم أصلا” في لندن ، وهو من زوجته الأولى شقيقة عدنان الحمداني ، الذي اعدمه صدام ، على الرغم من حب صدام له ( ومن الحب ما قتل ) ، … وهذا الأمر أيضا” يثير حفيظة أبنه الآخر ( عمر ) شقيق أكثم ابا” وأما” ، لكونه يطمع هو الآخر بالمزيد ، فقد سجل حسن العلوي لأبنه ( عمر ) منزلين في أربيل ، وكذلك أنشأ له مطعما” سياحيا” في مدينة دبي في الإمارات ، كما سجل لأبنته ( هنوف ) من زوجته الثانية ( محاسن عبدالوهاب ) منزلا” في أربيل أيضا” وهي تعمل موظفة في إحدى دوائر الأمم المتحدة في الأردن وفي لندن .
أياد علاوي خصص لهذا ( المنتدى ) ولا أقول مسكن حسن العلوي ، عشرة آلاف دولار شهريا” ما عدا الثلاثة آلاف دولار إيجار المسكن مثلما ذكرت سلفا” ، ومن هذا المبلغ المخصص ، يضع حسن العلوي 8000 دولار في جيبه شهريا” ، بينما الباقي 2000 دولار ، يصرفها على ثلاثة شبان ، كعاملين في هذا المنتدى المزعوم ! ، مع أن هناك هامش وضعه حسن العلوي وبإحتيال واضح وهو ، زيادة هذا المبلغ الى 30 ألف دولار شهريا” في حالات ما ، ومن خلال إستدعاء ( ضيف عراقي ) مقيم في خارج العراق ، بغرض التحدث في إحدى جلسات ( المنتدى ) ، معتبرا” أن هذه الإضافة الإستثنائية ( 20 ألف دولار ) ، هي أكلاف تذكرة الطائرة ذهابا” وإيابا” والإقامة في فندق خمسة نجوم لثلاثة أيام .. مع إنه في الحقيقة يتفق مع هذا الضيف العراقي الذي هو أصلا” مشتاق لزيارة بلده العراق ، على تحمل أكلاف تذكرة الطائرة والمبيت في المنزل أو ( المنتدى ) فقط ، وليس في الفندق خمسة نجوم .. وكل هذه الأكلاف لا تصل الى 2500 دولار في كل الأحوال ، وهنا يكون في جيب حسن العلوي 17500 دولار ، إضافة الى 8000 دولار سالفة الذكر .
هذا الأمر يعود بي الى أيام وسنوات المعارضة العراقية السابقة ، عندما ضحك حسن العلوي على أياد علاوي في عام 1992في سوريا ، بذريعة إصدار جريدة ، تُروّج لأياد علاوي ، عندما قام الأخير بتحويل مبلغ قدره 38 ألف دولار الى حسن العلوي ، بغية إصدار هذه الجريدة ، حسن العلوي أصدر هذه الجريدة إسبوعيا” في دمشق لمدة شهرين لا أكثر ، وبإعلان إنها تصدر من قبرص ، بينما هي في حقيقة الأمر تصدر في دمشق ، وتُطبع في مطبعة جريدة الثورة السورية مجانا” وبإيعاز من وزير الإعلام السوري وقتذاك محمد سلمان .
حسن العلوي تذرع لأياد علاوي عن سبب توقف الجريدة ، بذريعة نفاد ال 38 ألف دولار ، بينما هو في حقيقة الأمر لم ينفق على عملية إصدار هذه الجريدة أكثر من عشرة آلاف دولار ، لكونه وضع في جيبه 28 ألف دولار خلال شهرين لا أكثر …. ( ومن هلمال حمل إجمال وفقا” للمثل السوري الشائع – هههههه ) ! .
لهذا أعجب من ( حنكة ) أياد علاوي إذا كان صاحب حنكة بالفعل ، أن يقع بالمقلب في عهدين .. فالمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين .
وهنا أخاطبك تأسيا على شعبنا وليس عليك بالطبع : بربك يا أياد علاوي ، لو أنك أنفقت هذا المال ، وقبل الأشهر التي تسبق موعد الإنتخابات ، على شعب العشوائيات في بغداد فقط ، بدلا” من إنفاقها على هذا الإنتهازي والمستفيد من كل الحقب والعهود ( حسن العلوي ) ، لكسبت آلاف الأصوات في بغداد فقط ، لكون شعب العشوائيات في بغداد تخصيصا” ، يُعد بالآلاف المؤلفة ، وهو أحق بمثل هذا المال ، حتى لو كان مصدره ( سحتا” حراما” ) .
فأولا” لأستفدت ( يا أياد علاوي ) من كسب هذه الأصوات الكثيرة الى جانبك ، وثانيا” إستفاد هذا الشعب العشوائي المحروم ، والذي يلتحف ( التنك ) سقفا” ، والأوحال دثارا” … وبالتالي : اللهم إشهد إني بلغت ، ولكن لا حياة لمن تنادي ! .