عندما نحاول الدخول في صلب مواضيع نقاشية مهمة ومصيرية للشعب التركماني علينا الابتعاد عن إبداء أراء عاطفية ذات رؤية ضيقة , حيث يجب أن تتلاءم هذه الآراء مع الأفكار السياسية شريطة عدم الانصياع إلى المكاسب الشخصية وكذلك عدم الانجرار خلف المنافع الذاتية فحينها قد نستطيع الوصول إلى رؤية مشتركة حول المسائل المتعلقة بمستقبل القضية التركمانية.
من المعلوم للمتابع السياسي والمواطن العادي كثرة الاتصالات واللقاءات وتنظيم الاجتماعات الكثيرة والتي جرت وتجري من قبل جهات سياسية محلية واقليمية ودولية من اجل إجراء الانتخابات المحلية في محافظة كركوك لا سيما بعد تأجيلها في الدورة السابقة بسبب عدم حصول توافق بين الكتل السياسية على حسم المشاكل العالقة بين مختلف الأطراف.
وفي هذا الخصوص فأن للمكون التركماني في كركوك وضمن إستراتيجيته السياسية عدة مطالب من اجل ضمان سلامة إجراء الانتخابات بشكل عادل وشفاف ونزيه , حيث أن الإعلام في العراق قد لا يتطرق بشكل مؤثر على هذه المطالب لكن الكتل السياسية ورغم نشر بعض الوسائل بأن موضوع الانتخابات في كركوك سوف تجرى في موعدها المحدد لكن هذه الأنباء ليست صحيحة لان هذه الكتل السياسية تحاول ان تجد حلولا لهذه المطالب لان التركمان هم المكون الأساسي والرئيسي في كركوك على وجه خصوص وهم ايضا المكون الثالث الرئيسي في العراق على وجه العام إضافة إلى ذلك وجود بصمة اجتماعية واسعة الانتشار في كركوك وان أية خطوة لا تأخذ مطالب التركمان على محمل جد فأنها حتما ستفشل.
رغم أن الاعتقاد السائد ولحد ألان فأن الانتخابات في كركوك لن تجرى في موعدها كباقي المحافظات الأخرى لكن لو اتفقت الأطراف على إجراء الانتخابات في كركوك فهل القيادات والكوادر السياسية التركمانية مستعدين لها؟
وهل إننا سوف ندخل ضمن تحالفات كالذي حصل في الانتخابات التشريعية الماضية ام ضمن قائمة تركمانية موحدة؟
هناك جملة من الأسئلة نحاول الإجابة على بعضها والباقي نطرحها على مائدة الكتل السياسية التركمانية للاجابة عليها من قبلهم ؟
الانتخابات :”هي رمز الشعوب التي تحب السلام والعدالة والديمقراطية وهي التي تفتح الطريق أمام حكومة تحاول معالجة معاناة الشعوب”.
لكن الذي نتحدث عنه يجري في أجواء مسامحة ولا تشهد مشاحنات عسكرية أو نظرية فرض واقع الحال!
في محافظة كركوك الموضوع يختلف تماما ,التركمان ينظرون بحذر إلى مسألة الانتخابات لان مطالبهم تحتاج إلى ضمانات ميدانية وليس على الورق.
التركمان في كركوك يحتاجون إلى تشكيل قوات محايدة ومن أهالي المحافظة نفسها لحماية صوت الناخب التركماني فنحن نحس بأن ليس لدينا أي تأثير واضح في الملف الأمني وهذا ما يزيد من قلقنا من إجراء الانتخابات
لماذا هذا التخوف من مراجعة شاملة وتدقيق لسجل الناخبين إذا كانت المكونات في كركوك واثقة بأن لها ثقل سكاني كبير.
القيادات السياسية التركمانية إذا تريد أن تحصل على نتائج تظهر ثقلها الحقيقي عليها الاستماع إلى كافة الآراء وألطروحات والأفكار والنقد سواء كان نقدا بناء أم غير بناء وذلك عبر أقامة ندوات ومؤتمرات جماهيرية واختيار اشخاص ذات مهنية عالية في العمل واصحاب قبول من قبل القاعدة الجماهيرية وان اختيار هذه الشخصيات يتم عبر فتح قنوات حوار مع الجماهير لان هذه الانتخابات لا تشبه سابقتها لان الشعب اصبح له خبرة في هذا المجال وان الناخب سوف لن يمنح صوته الى من لا يرغب رؤيته في ألاماكن الحساسة وهذا الكلام ينطبق عل كافة الكتل السياسية وهذه الخطوات يجب ان تطبق في حالة إجراء الانتخابات أو عدم إجراءها لان السياسة تبنى على المفاجأت.