عندما استجاب الشعبي الإيراني للخميني إبان ما يسمى بالثورة الاسلامية، فان استجابته وثورته لم ينسج خيوطها الخميني وفريقه وهو بعيد كل البعد عن الشعب، لكن هذه الثورة جاءت لتراكم تضحيات ونضال طويل ورفض لملك ظالم مستبد بحكمه وظلمه، فرفضه الشعب الايراني فأستغل الخميني ذلك الرفض وغياب القيادة الفعالة مع دغدغت المشاعر بالشعارات الدينية والمذهبية على وجه الخصوص، فخطف تلك الثورة ووصل الى سدة الحكم وسار الشعب خلفه بأمل ان يتحقق لهم شيء من عدل الامام علي (عليه السلام)، الذي طالما حكى عنه اصحاب العمائم ومضت الايام وحدثت حرب الثمان سنوات المؤلمة وراحت ابواق السلطة الدينية تصور المعركة بأنها بين الإمام الحسين (عليه السلام) ومعسكره وبين يزيد الفاجر ومعسكره كما فعل نظام صدام الفعل نفسه لكن بثوب القومية وحراسة بوابة الشرق.
وهذا ما ساهم وبشكل كبير الى تثبيت السلطة “الدينية” في ايران واضفاء القداسة والشرعية الى ابعد حدودها المتصورة ومن ثم أخذ نظام الملالي باستحداث اوراق جديدة كالقضية الفلسطينية، والدفاع عن المحرومين والمظلومين في العالم الإسلامي، وهذا الاسلوب يهدف الى شيطنة كل من يعارض او يفكر بالاعتراض على ذلك النظام الديني، فأن معارضته وتشكيكه يضعه في خانة محارب الدين والاسلام “محاربة الله ورسوله” ومبادئ ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وبالتالي جواز قتله او اعتقاله واستحقاقه اشد العقوبات كونه يقف بوجه المشروع الالهي !
فأخذت قبضة القداسة هذه بالقوة وراحت تبطش وتضرب كل من يعترض او يتولول ومن الصعب جدا في مثل هذه الظروف والمعطيات ان يبرز موقف معارض او تسمع صوت يقول كلا فسيكون مصيره الموت والاعتقال والتخوين والعار ….الخ فقبعَ الشعب تحت حكم الظالم المقدس او “الظلم الشرعي!” وكُبت صوته وغُيبت إرادته، في عزلة تامة وتعتيم ممنهج، ساعد عليه الاختلاف الثقافي واختلاف اللغة مع الشعوب المجاورة لكن ورغم ذلك فالنار تحت الهشيم تستعر، وأخذت الاصوات تتعالى هنا وهناك بدأت يوم خسر المحافظين الانتخابات وتم تزوير الانتخابات فخرج الشعب بالمظاهرات فقمعت وكما شاهدها العام بفضل الانترنت حتى النساء تضرب وتعتقل وتهان. ووضع قادة تلك المرحلة رهن الاعتقال او الاقامة الجبرية بحكم من “الولي الفقيه”. وجراء تلك الممارسات القمعية “المقدسة” سأم الشعب وكره حتى الدين لاساءة السلطة الدينية، للدين والشعب على حد سواء، فالحكم لم يقوم على اساس العدل، بل يقوم على اساس الولاء والطبقية وتقديم فروض الطاعة، رافق ذلك سياسة خارجية فاشلة ومتناقضة خصوصا بعد ما يسمى “بالربيع العربي” فاخذ بدعم التظاهرات هنا ضد دكتاتور والوقوف هناك مع دكتاتور ضد شعبه.! وهذا يحكي حقيقة خامنئي ومن معه وزيف شعار عون المظلوم. وتم انفاق اموال وبددت طاقات ووصل الشعب الى اليأس وخرج بتظاهرات كشفت زيف المظهر الذي يصدره اعلام سلطة الملالي للخارج. وحكت عن حقيقة الشعب الايراني الواعي المنتفض. واوضح دليل على رفضهم لتلك السلطة الكاذبة المتسترة بالدين رفعهم شعار “الموت لخامنئي” “الموت للدكتاتور” وتمزيق صوره وحرقها. هذا الوعي والتحدي يدل على ولادة مرحلة جديدة ليست بصالح حكم الملالي، فعقاقير التخدير ما عادت تنفع وبطل مفعولها وطعم تصدير الثورة لفظه الشعب وراح ينظر لواقعه المزري وتردي اقتصاده وصار يرفض استحماره كما يعبر شريعتي ابن ذلك الشعب. وعرفَ الشعب انه يعيش خدعة كبيرة بثوب مقدس مطرز بديمقراطية زائفة يشرح زيفها فلاتر النظام التي تفلتر كل مرشح قبل خوض الانتخابات، فمنع المرشحين ممن لا يصفق للنظام نوع من انواع القمع ودليل يكشف زيف ادعاء الديمقراطية .
https://www.facebook.com/muthahrat2/videos/172199283399186/