أكد مصدر شيعي رفيع ان المرجعية الدينية العليا في النجف قد اعطت الضوء الأخضر لتغيير نهج الحكم في البلاد، مشدداً على ان ذلك يعني تغيير رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه اذا رفض الامتثال لهذه المبادرة.
وأوضح المصدر ان المالكي مطالب الان بتقديم تعهد بعدم الترشيح لولاية ثالثة، وبأن يطبق اتفاقية اربيل بحذافيرها، وأن يكف عن التلاعب بالسلطة القضائية. وكشف عن ان موفدي رئيس الوزراء الى المرجعية العليا، حسين الشهرستاني وعبدالحليم الزهيري، عادا من النجف “مذعورين” مما سمعاه من المرجعية، وان المالكي نقل الى المستشفى اثر ذلك.
ولفت المصدر الى تحذير المرجعية من ان اي حرب داخلية يمكن ان تندلع ستؤدي الى انقسام الجيش العراقي الذي يخشى ضباطه من التورط مع القائد العام. واشار الى ان ايران من طرفها تشعر بغضب شديد تجاه المالكي لانه يورطها بفتح جبهة جديدة تثقل كاهلها. ورأى المصدر ان المرجعية الدينية تدعم بقوة حواراً يطلقه عقلاء الشيعة مع السنة والكرد للخروج بحلول جذرية لازمات البلاد. واثر اعتقال حماية وزير المالية رافع العيساوي منتصف كانون الاول الماضي، اندلعت سلسلة تظاهرات تحولت فيما بعد الى اعتصامات متواصلة في الانبار والموصل وصلاح الدين للمطالبة باطلاق سراح المعتقلات والغاء قوانين المساءلة والعدالة والمادة 4 ارهاب أو تجميد العمل بها.
وكانت مصادر رفيعة في التحالف الوطني كشفت في وقت سابق، عن ان المرجعية الدينية اكدت لموفدي رئيس الوزراء الشهرستاني والزهيري بان حل البرلمان يعد خطاً احمر، وان اي تفسير سياسي للمادة 64 من الدستور مرفوض من الاساس، ومن شأن الاخذ به تعريض سلامة البلاد والعملية السياسية الى الخطر.
وان المرجعية أبدت عدم رضاها عن ظاهرة الانفراد بادارة الدولة، وان من الضروري أن يتولى التحالف الوطني وليس أي شخص أو فرد معالجة القضايا الحيوية وملفات الازمة، وعبرت المرجعية عن عدم رضاها عما يجري من تصعيد سياسي على اكثر من صعيد وتوتير الاجواء والاستهدافات للاخرين من خلال اثارة الازمات وفتح الملفات خارج الاطر الدستورية مما يؤدي بالبلاد الى منزلق لا يحمد عقباه.
وفي هذا السياق قال المصدر الشيعي الرفيع لـ”المدى” “بعد الضوء الاخضر الذي اعطته المرجعية، امامنا 3 سيناريوهات: الاول ان يستقيل المالكي بأمر التحالف، والثاني ان يتعهد بعدم الترشح لولاية ثالثة ويقوم في الوقت نفسه بتطبيق اتفاقية اربيل بحذافيرها، وبفتح الباب امام استجواب كل الفاسدين، والكف عن التحكم بالقضاء، والسيناريو الثالث أن يفتعل قتالاً داخليا بضرب التظاهرات والاعتصامات وان يقوم بتعطيل الدستور والبرلمان”.
ورأى المصدر الشيعي الرفيع، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان “الخيار الثاني سيسهل تصحيح وضع السنة ورفع المظلومية عنهم حسبما طلبت مرجعية النجف”، وأردف قائلا “المطلوب الان تغيير نهج حكم المالكي”.
وكشف المصدر تفاصيل جديدة عن لقاء الوفد الحكومي بممثلي المرجعية الدينية الذي تم مطلع الاسبوع الحالي، وقال ان “نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ومستشار رئيس الوزراء عبدالحليم الزهيري عادا الى بغداد مذعورين ونقلا كلاما من المرجعية تضمن اقسى كلام يسمعه المالكي الذي توعك صحيا في الجال ونقل الى المستشفى اثر ذلك”.
وأكد المصدر ايضا ان “واشنطن وطهران غاضبتان من سلوك المالكي وتفرده في السلطة”، مشيرا الى ان “ايران تعتبر ان المالكي حول العراق الى عبء اضافي على كاهلها المثقل بالمسؤوليات والصراعات التي تمتد من ساحل المتوسط الى افريقيا الوسطى”. ولفت المصدر الى ان “طهران لن تتجرأ على التدخل لمساعدة شيعة العراق عسكريا اذا ما حصل صدام داخلي، لأن واشنطن ساعدت في تشكيل ميليشيات سنية كالجيش الحر قادرة على التدخل لمساعدة السنة وخوض قتال ضار مع الجيش العراقي”، مذكّرا بان “ايران لن تستطيع بيع اكثر من 30% من نفطها هذا العام وبالتالي لن يكون باستطاعتها الدفاع عن المالكي”.