أن الخوض و التشعب في موضوع الخط يطول كثيرا لان له عدة جوانب و أبواب فهو فضلا عن كونه لغة القران الكريم فان له روح و كيان خاص به ،فالخط له ديناميكيه كامنة في ذاته و هو يحاكي روح الإنسان بالرغم من تجريده إلا انه في نفس الوقت له مشاعر و أحاسيس ينقلها للمتلقي و إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار قابلية الشكل التجريدي للخط بالانفتاح على سمات جديدة لتصوغ لنا لوحات فنيه إبداعيه بما تضفي علينا خطوطه من انسيابيه عاليه فيصبح مكتنز برقة و رهافة الاحساس ويبعث لنا بتوهجات وومضات لا حصر لها في فن الخط كخيوط من الحرير…أو بما يحمله من خلجات لتعبر عن روح فنان الخط و الفضل في ذلك يعود إلى إبداع الخطاط بابتكاره لأسلوب او أساليب انيقه وجديده معتنى بها وان هذا الأسلوب او الأساليب تنسخ و تولد من داخل إرهاصات و عناصر اسلوب الخط نفسه بما يسمى (ااسلبة الخط او الشكل) و هي لحظه تجريديه تؤدي إلى الوصول الى شكل تجريدي و بصيغه جديده فالمسؤليه هنا اذا تقع على عاتق فنان الخط
واذا ما حررنا الخط من اسلبه الشكل سيعطينا نتائج لا حصر لها من الإبداع الفني بما يرقى إلى فنون أخرى جديده كالفن البصري أو التجريدي او التشكيلي والخ ..
فهو انبعاث لتمرير عالم داخلي إلى عالم خارجي عن طريق الشكل الحروفي،وهنا يأتي دور التجريد في الخط والتجريد في الخط يلعب دورا مهما إذا ما عرفنا ان التجريد ( هي ألقدره على تعرية الشكل وتشذيبه) وبالتالي فهو يعطي مسارا خاصا به ،وإذ كان التجريد في الفن يتميز بتدخل الخيال الإبداعي ولعل ذلك مبرهن عليه في منزلة التجريد الاسلاميه في الفن فهو مايفسر نوعا من جمالية الغموض في فن الثقافه العربيه الاسلاميه .
ففي الخط توجد لحظه تهتم ببنية الفكر في الخط اوببنية الخط في الفكر،نجد ذلك واضحا بما تتميزبه لوحات الفنانين الخطاطين ،وربما نتساءل كم تساوي هذه اللحظة لد يهم ؟ بما تحويه من كنوز لمشاعر كانت مكبوته فإذا بها أصبحت مستهله في الخط وعناصره لديهم ومستوحاة بكم هائل من النشاط الإبداعي في أعمالهم ،على أنها لحظه عابره في حال سبيلها ولكنها استغلت أنبل استغلال لديهم فأظهرت نتائج مبهره تستحق التقدير والاعتزاز.
(ولابد من الاشاره إلى إن هناك حضارات مختصة بفن الخط(الحضارة الصينيه والحضارة الاسلاميه وغيرها من الحضارات) نجد فن الخط في الحضارة الاسلاميه ليس له مثيل في تاريخ أية حضارة أخرى لأنه اقترن .
أولا إمكانية الحرف العربي الجمالية التي تمنح الخطاط ،أو الفنان التشكيلي في القدره على تشكيله وتنويعه والتعبير عنه بصوره طبيعيه ومتعددة تستجيب إلى ماتحويه بنيته الجمالية الداخلية من عمق وبساطه في الآن ذاته .
الثانية العناية القصوى بالكلمة المكتوبة منذ بداية الإسلام (كتاب الخط العربي الأستاذ أكمل الدين إحسان اوغلو ) .ويقول معلم صيني في وصيته لأحد تلامذته الخطاطين ، إن عليه أن يكتب خطا فنيا ، أن يرفع عن كتفه كل الهموم ،أن ينسى ،أن يستقيم تنفسه، أن يريح جسده، وان ينتظر ألقدره تأتيه .ثم عليه أن يعبر بالخط عن الذي تعبر عنه الإمطار والعواصف ،وهذا الموقف يقوله ابن البواب أيضا .
أن إمكانية الخط قد تشعبت فضلا عن الزخرفة التي تتكون من عدة إشكال تجريديه والتي تستخدم في تجميل النصوص ألقرانيه والبناءات الدينية لتوكد على قدرة الإنشاء وقدرة الخيال وعلى تجاوز الاستدراك المرن للعفوية البيئية إلى استدراك نظامي مجرد .ولقد اندمج فن الخط مع فنون أخرى تطبيقيه بالاضافه إلى الزخرفة ،فنون الخزف والخشب والمعادن والزجاج المطلي والقماش إلى غير ذلك فهي فنون تطبيقيه خا ضعه لرسوم المزخرفين وخطوط الخطاطين بشكل إبداعي .واستثمار الخط العربي في داخل المساجد والجوامع بصورة نقوش مستخرجه من وسا مة الخط ومن هنا اخذ الأخير بدوره بعدا تعليميا فخما داخل المشيدات ألمعماريه .
أن المكتسبات الخطيه قد أصبحت مهمشة بسبب تدهور فن الخط ففي منتصف القرن العشرين لم يحظى بالمكانة المرموقة التي كانت سابقا يرجع ذلك إلى تدني مستوىالثقافه العربية وانتهاء أنماط الحفاظ على موروثاتنا وعدم الاهتمام بالخط والخطاطين والعاملين عليه وظهور عصر المكننه والالكترونيات في ألكتابه كل ذلك أدى إلى نسيانه واختفاء جيل الخطاطين .وبالتالي لابد من الاهتمام به وعدم تجاهله لأنه تحفه أثريه أصيله مستمره على مدى الزمن.