ما حدثَ في ( البغدادي ) لا يُمكن تبريره من الحكومة العراقية أو الجهات الرسمية الأخرى بهذا التلاعب بالألفاظ وإسقاط المسؤولية عن المسبب لهذه الجريمة البشعة والبحث عن تبريرات غير مقنعة ومضحكة بعد إستشهاد عشرات الأبرياء العزَّل من بينهم سلطات امنية ورجال دولة في المدينة .. الناطق بإسم وزارة الدفاع العراقية يُبرر قصف هذه المنطقة بوجود عناصر من المجرمين الدواعش في أحد أبنيتها وهو ما يتناقض تماماً مع عدد كبير من الصور والشهادات لمواطني المدينة ومنظمات إنسانية أخرى أكدت أنَّ المنطقة التي إستهدفها القصف بطائرات التحالف الدولي .. نداءات التنديد وصيحات الإحتجاج والدعوات بفتح تحقيق فوري بمن تسببَ بوقوع هذه الجريمة لا تكفي .. فردود الحكومة العراقية ومتابعتها للموضوع عبرت بلا أدنى شك عن عدم إهتمامها والإكتفاء ببعض التصريحات الغامضة أو المتشكك .. وبدأ العراك السياسي والحزبي يلوح واضحاً في أفق ماتحدث به المسؤولون .. فرئيس البرلمان العراقي وعدد قليل من أعضاء مجلس النواب عن محافظة الأنبار ومجلس محافظة الأنبار حمّلوا الحكومة العراقية مسؤولية ما حدث والتأكيد على ضرورة تحقيق سريع لتحديد المسببين بوقوع هذه الجريمة بحقَّ الأبرياء العزل من أبناء مدينة البغدادي .. لكنّي على يقين تام أنَّ الموضوع سوف يُهمل ويُنسى خلال أيام إن لم يكن ساعات! هذه الجرائم لاتمنح الحقَّ لأيٍ كان أن يتعامل مع الأبرياء وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم بحجة مقاتلة الدواعش ومطاردتهم فماحدث يُعبر بلا أدنى شك عن ضعفٍ كبير في الميدان الإستخباري العسكري وعن ضعفٍ أكبر في الطرق القتالية وقصف الأهداف المعادية بعد أن وصلَّ التطور في هذا المجال إلى تحديد أهداف معادية بالأمتار كي يتم تدميرها بعيداً عن التأثير أو تضرر المواطنين الأبرياء فهدف الدواعش الإحتماء بين صفوف المدنيين وهو مايجب أن تنتبه إليه القوات العراقية وقادتها تطبيقاً على الأرض وليس من خلال التصريحات المتكررة فقط .. الرحمة لشهداء مجزرة البغدادي الأبرياء ..