13 يناير، 2025 10:48 ص

العقوبات الجديدة .. سهم “ترامب” نحو قلب الاقتصاد الروسي !

العقوبات الجديدة .. سهم “ترامب” نحو قلب الاقتصاد الروسي !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

استمراراً لحالة التوتر بين كل من واشنطن وموسكو، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات جديدة على 21 شخصاً و9 كيانات روسية على خلفية الأزمة في “أوكرانيا” وضم شبه جزيرة “القرم” إلى روسيا، وفي المقابل أكدت موسكو على أنها سترد على العقوبات الأميركية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة 26 كانون ثان/يناير 2018، إن من بين المشمولين بالعقوبات مسؤولين روس؛ بينهم نائب وزير الطاقة، “أندري تشيريزوف”، الذي يخضع لعقوبات سابقة من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب عدد من الشركات التي أسهمت في بناء بنى تحتية في شبه جزيرة “القرم”.

وأضافت الوزارة أن القائمة أصبحت تشمل الآن أيضاً، “سيرغي توبور-غيلكا”، رئيس شركة “تكنوبرومكسبورت” الهندسية، بالإضافة إلى عدة شركات تابعة لشركة “سورغوتنفتيغاز” لإنتاج النفط.

وتستهدف العقوبات أيضاً، 11 إنفصالياً أوكرانياً مؤيدين لموسكو، بينهم وزراء المالية والتجارة والعدل والأمن في الدولتين المعلنتين من طرف واحد، “جمهورية دونيتسك الشعبية” و”جمهورية لوهانسك الشعبية”.

واشنطن واهمة ولا يمكنها إخافتنا..

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الروسية، السبت 27 كانون ثان/يناير 2018، بياناً رداً على العقوبات الأميركية جاء فيه: “لا تستطيع واشنطن التخلص من الأوهام، بأنه يمكن إخافتنا من خلال رفض منح التأشيرات الأميركية أو فرض حظر تجاري، لإجبارنا على التخلي عن المسار المستقل ضمن الساحة الدولية، والدفاع عن مصالحنا الوطنية”.

وأضاف البيان: “إذا كانت السلطات الأميركية تفضل فسخ الروابط الاقتصادية وغيرها مع روسيا، فمن حقها، ونحن نحتفظ بحق الرد، ومع ذلك، فقد آن الأوان لاستراتيجيي واشنطن أن يفهموا أن حملة العقوبات بلا معنى، والتي لم تقدم ولن تجلب لهم أي نتائج، ولن تؤدي إلا إلى خسائر مالية للشركات الأميركية، فإنها تثبت للعالم بأسره عجزهم، وبطبيعة الحال، لن يكونوا قادرين على إخفاء دورهم في انقلاب الميدان في (كييف) وتأجيج الحرب الأهلية في أوكرانيا”.

خطوة مدمرة..

وصف مسؤول روسي العقوبات الأميركية بـ”خطوة مدمرة”، ونقلت وكالة الإعلام الروسية، الجمعة، عن نائب روسي كبير قوله: إن “العقوبات الأميركية الجديدة ضد روسيا خطوة مدمرة ستؤدي إلى مزيد من التدهور في العلاقات بين موسكو وواشنطن”. في حين، قال “ليونيد سلوتسكي”، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما، إن روسيا سترد على العقوبات الجديدة.

يهدد الشركات الأميركية..

وزير الاتصالات الروسي، “نيكولاي نيكيفوروف”، أعلن أن تشديد العقوبات يهدد شركات تكنولوجيا المعلومات الأميركية في روسيا، بخسائر تقدر بمليارات اليورو.

قائلاً “نيكيفوروف”: “نحن ضد هذه العقوبات. ونحن نرى كيف تتحمل أوروبا خسائر بمليارات اليورو جراء هذه الألعاب. الآن يمكن أن يؤدي التفاقم المحتمل لقصص العقوبات من الولايات المتحدة إلى إلحاق الأذى بالشركات التي تجني مئات الملايين وحتى مليارات الدولارات من أسواقنا”.

مضيفاً: “نحن لا نفهم المعنى العملي لكل هذا. والأهم من ذلك، أن هذه قصة لا طائل منها تماماً من حيث مدى جدوى هذه العقوبات، نحن لا نفهم من وما يراد تحقيقه بهذه الأدوات، عدا إلحاق الضرر بشركاتها، (الولايات المتحدة)، التي عملت بنجاح في سوقنا لسنوات عديدة”.

تلحق الضرر بالاقتصاد الأوروبي..

دعا سياسيون ألمان إلى رفع العقوبات المفروضة ضد روسيا، مؤكدين على أنها تلحق الضرر بالاقتصاد الأوروبي.

ووصف رئيس الوزراء الفيدرالي عن ولاية “تورينغن” الألمانية – العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضد روسيا بـ “الحصان الميت” الذي يعيق الاقتصاد الأوروبي، مشيراً إلى أن الأزمة الأوكرانية لن تحل عبر عقوبات، وأن المتضرر الوحيد منها هي الشركات الأوروبية.

من جانبه، دعا رئيس وزراء ولاية “ساكسونيا” إلى تحديد مسار واحد لحكومات الأراضي الألمانية الشرقية بخصوص موقفها الرافض للعقوبات.

وكان وزير الخارجية الألماني، “زيغمار غابرييل”، قد أكد على أن العقوبات الأميركية ضد روسيا تهدد اقتصاد بلاده.

إعلان حرب..

كما اعتبر “أندري كوستين”، الرئيس التنفيذي لمجموعة “في. تي. بي” المصرفية الروسية، إن تبني واشنطن وبروكسل نهج فرض العقوبات ضد روسيا ليس إلا مؤشراً على “إحتدام التصعيد بين الغرب وروسيا”.

ووصف “كوستين” عقوبات الولايات المتحدة الجديدة بمثابة “إعلان حرب” على روسيا.

قائلاً: إن “هذه الإجراءات في الواقع ليست إلا هجوماُ واسع النطاق على روسيا ومجتمعها واقتصادها. إنها حرب اقتصادية كبيرة، وأنا جاد في كلامي، وسوف نأخذ ذلك على محمل الجد”.

العقوبات ستؤجج التوتر بين روسيا والغرب..

مضيفاً أن العقوبات تهدف لإضعاف الاقتصاد، وإثارة سخط المواطنين، مشيراً إلى أنها ستؤجج التوتر بين روسيا والغرب.

وتابع: “الوضع الداخلي في الولايات المتحدة يهدد العالم من الناحية الأمنية. من وجهة نظري، فإن ما يسمى (بالتحقيق الروسي) ليس إلا مؤشراً على وجود صراع داخلي في الولايات المتحدة، تستخدم خلاله روسيا ورقة للمساومة”.

محاولة للتأثير على الشؤون الداخلية الروسية قبل انتخابات الرئاسة..

نقلت وكالة (تاس) الروسية للأنباء؛ عن نائب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي ريابكوف”، وصفه حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على موسكو، بأنها محاولة للتأثير على الشؤون الداخلية الروسية قبل انتخابات الرئاسة.

قائلاً: “نرى ذلك بوصفه محاولة أخرى للتأثير على وضعنا الداخلي، خاصة قبل الانتخابات الرئاسية”.

وتجري روسيا الانتخابات الرئاسية المقبلة، في 18 آذار/مارس القادم، ويتوقع على نطاق واسع بأن يفوز فيها الرئيس “فلاديمير بوتين” بفترة رئاسة جديدة لست سنوات.

وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد وقع في آب/أغسطس الماضي على حزمة جديدة من العقوبات على روسيا لتصبح قانوناً. ويحد القانون الجديد أيضاً من قدرة “ترامب” نفسه على رفع أي عقوبات عن روسيا.

وأول عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على روسيا، كانت في 2014، بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية وضمها لشبه جزيرة “القرم”. وفرض الاتحاد الأوروبي أيضاً عقوبات على موسكو، مما دفعها إلى الرد بحظر واردات الأغذية من الدول التي فرضت عليها عقوبات.

وقد تتضمن العقوبات الأميركية الجديدة حظراً على شراء أذون الخزانة الروسية.

وتعتبر هذه الأزمة في العلاقات بين روسيا وأميركا هي الأسوأ منذ تفكك الاتحاد السوفياتي وانتهاء “الحرب الباردة”، قبل أكثر من 20 عاماً.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة