الرؤية هي صورة ذهنية، للأهداف المنشودة التي يجب تحقيقها في المستقبل، وتختلف من شخص إلى آخر.
إنعدام الرؤية، والثقافة السياسية لدى شبابنا، من أهم أسباب إنحدار وفشل سياسة الدولة، بالإضافة إلى إنتشار الفساد في كافة مؤسسات الدولة.
بعد 2003م، شهد العراق إنفتاحاً واسعاً، على مختلف الأصعدة السياسية والأجتماعية، والسبب هو وجود مصطلح الديمقراطية، التي بدأت تأخذ مداها، في مجال حياة الشعب العراقي، حيث أنه في أول عملية إنتخابية، إتجه العراقين، لأختيار ممثليهم في الدولة، بكامل حريتهم، بالإضافة إلى وجود العديد، من الناشطين السياسين والمدنين، على مواقع التواصل الإجتماعي، وحرية الرأي التي إجتاحت الشبكة العنكبوتية، كل هذا يعتبر من أهم معالم الديمقراطية.
إن توجهات العراقين، وبالأخص الشباب، على الصعيد السياسي، تختلف بأختلاف طوائفهم، وحتى مناطق سكناهم، حيث أن أغلبهم ينتمون، أو بالأحرى يتبعون مرشح، أو قائمة محدده في الإنتخابات، والبعض منهم يقدس شخص محدد، ويتبع أوامره بجهلٍ تام، من دون أي رؤية أو منطق، ولكن قد تجد لسان حال أغلبهم، ينطق بأنه مستقل، اذاً كيف يكون الشخص مستقل، وفي ذات الوقت ينتخب قائمة محدده، سواء القائمة ذات طابع إسلامي أو مدني، لأن مفهوم الاستقلالية، في التوجه السياسي، يجب أن يكون عدم إنتخاب، قائمة محددة في كل الإنتخابات، بل إنتخاب الأشخاص المستقلون، أو عدم الإنتخاب نهائياً، وعدم المشاركة أو إبداء الرأي في السياسة، هنا يسمى الأشخاص، مستقلون عن أي توجه سياسي.
أغلب شبابنا اليوم، له إنتماء أو تبعية سياسية، سواء إسلامية أو مدنية، الأهم أنه يمتلك توجه سياسي محدد، بعيداً عن ما إذا كان هذا التوجه، صحيح أم خاطئ، ولكن الأهم أن خوفهم من معترك السياسية، هو الذي يجعلهم لا يعلنون، عن هذا الكيان السياسي، ولا يشتركون فيه، وهذا هو السبب الرئيسي، في كون الكابينة السياسية، لا تحتوي على قادة شباب، والأهم من ذلك هو أن تبعيتهم لأي كيان سياسي، يكون مجرد من أي رؤية، فاليوم لو أردت أن أنتمي، لجهة سياسية معينة، يجب أن تتناسب توجهات الحزب أو التيار، مع أهدافي التي أسعى إلى تحقيقها، في الحياة السياسية .
لو أردنا أن نغير الواقع السياسي، وندخل بالعملية السياسية، يجب أن نطرق باب التيار، الذي يمكن الشباب في القيادة، ويرى أنهم قادة المستقبل، ويعطيهم حرية الرأي، ويرى فيهم خلاص العراق، لكن الأهم، هل سنختار التيار الصحيح لننهض بالعراق ؟