من الأمور التي يتاجر بها المتلبسون بالدين لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الشخصية هي توظيف القضايا الخلافية أو التي تأخذ بعدا طائفيا او استغلال الرموز الدينية من أجل خداع الناس واستقطابهم طائفيا وبالتالي السيطرة على تفكيرهم وتوجيه سلوكهم بما ينسجم مع مشاريعهم
تعتبر قضية الصحابة من أهم القضايا التي أخذت حيزاً واسعاً في الساحة الإسلامية وكانت لها انعكاسات كبيرة على واقع المجتمعات الإسلامية ولم تسلم هذه القضية من نزعة التوظيف والتسخير التي تسيطر على المتلبسين بالدين من أي طرف كان، الذين راحوا يتاجرون بها لتحقيق مصالحهم الضيقة، وبلغت الخطورة ذروتها عندما استخدمت هذه القضية من قبل هؤلاء لزرع الفتنة بين المسلمين وتكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم…
ومن بين أولئك الذين تاجروا بهذه القضية هم أتباع أئمة الخوارج المارقة حيث رفعوا شعار الصحابة والدفاع عن الصحابة بيد أن من يطلع على كتاباتهم وعقيدتهم وتوجهاتهم ومواقفهم يجد بكل وضوح أنهم قد خالفوا نهج الصحابة وتجرؤوا على الصحابة، بل نجدهم يمجدون ويشرعنون خلافة من قتل الصحابة واستباح أعراضهم واتخذوهم أئمة وخلفاء وولاة الأمر كما هو الحال (مثلا) في موقفهم من يزيد، وهذا ما كشف عنه المحقق الصرخي بقوله تحت عنوان:
((ثانيًا: يزيد خليفة وإمام:…1- سير أعلام النبلاء/4: الذهبي…2- مجموع فتاوى ابن تيمية/3: ابن تيمية: العقيدة: كتاب مجمل اعتقاد السلف: الوصية الكبرى: فصول في بيان أصول الباطل التي ابتدعها من مرق من السنة: فصل في الاقتصاد والاعتدال في أمر الصحابة والقرابة: {{الأمر الثاني: فإنّ أهل المدينة النبوية نقضوا بيعته وأخرجوا نوّابَه وأهلَه، فبعث إليهم جيشـًا، وأمره إذا لم يطيعوه بعد ثلاث أن يدخلَها بالسيف ويبيحَها ثلاثـًا، فصار عسكره في المدينة النبويّة ثلاثـًا يقتلون وينهبون ويفتضّون الفروج المحرمة، ثم أرسل جيشًا إلى مكة المشرفة، فحاصَروا مكة، وتوفي يزيد وهم محاصِرون مكة، وهذا من العدوان والظلم الذي فعل بأمره…)).
توظيف القضايا الخلافية أو التي تأخذ بعدا طائفيا أو استغلال الرموز الدينية منهج مستمر يسير عليه الدينييون ( اللادينييون) لتحقيق مصالحهم والحفاظ على عروشهم في حين تجد أن منهج هؤلاء يتصادم مع الدين ورموزه، الأمر الذي تسبب في كثير من المآسي والويلات التي حلَّت بالمسلمين، بل وبغيرهم من بني البشر والواقع المعاش خير دليل وبرهان.