الفساد في وزارة التجارة موضوع طويل وعريض ، ولا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع عن قضية أو فضيحة جديدة من هذا الفساد المتواصل والمتشعب كالسرطان .. واليوم يتحدث الشارع البابلي عن قضية فساد كبرى حدثت في مدينة الحلة ، وانتشرت رائحتها حتى أزكمت الأنوف ، وملخصها أنه قبل أيام باعت وزارة التجارة زيتاً أوشكت صلاحيته على الانتهاء ، وقد تم شراؤه من قبل أحد التجار المتواطئين مع الفساد والمفسدين ، ثم تولى توزيعه مباشرة على المدن العراقية المختلفة وبيعه فيها .
وقد تمكن مكتب تحقيقات بابل بعد ورود إخبار له بذلك من كبس شاحنة محملة بهذا الزيت في مدينة الحلة ، فحجزت وعرضت القضية على قاضي النزاهة في رئاسة محكمة استئناف بابل ، فأمر بإيداع سائقها التوقيف حسب الأصول لحين أكمال التحقيق ، ولكن في اليوم التالي فجأة قرر القاضي نفسه أطلاق سراح السائق بسبب تدخل من جهة متنفذة – كما قيل سراً – تدخلت بقوة ، وهي تحاول لملمة الموضوع وغلق القضية بمساعدة القضاء طبعاً و(لوجه الله تعالى وخدمة للمصلحة العامة) !!
المواطنون الحليون في حيرة وعجب مما يحدث ، وهم لا يجدون تحليلاً معقولاً له ؟! لذا نناشد المسؤولين في مجلس القضاء الأعلى ، ورئاسة الوزراء ، ووزارة التجارة وندعوه جميعاً إلى التدخل وإيضاح المخفي من القضية وإعادة إحالة المفسدين إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل ، فأن في ذلك ردع للمفسدين وإنصاف للحق والشعب ..