بداية لابد من تفسير كلمة ” البزازين “، فهي مفردة عراقية تعني ” القطط”، أما ” السُفرة ” فهي تعني المائدة المفروشة على الأرض، وهو مثل قديم يطلقه العراقيون على من تكثر خصوماته وشجاره مع الآخرين، تشبيها بحال القطط التي يكثر صراخها وصراعها على المائدة المفروشة، من اجل الحصول على بقايا الطعام.
كلما كان الطعام دسما ورائحته زكية، كلما كثر تصارع هذه القطط وصراعها حول المائدة، وستبقى تعبث فيها بين أكل بشراهة أو نقل لبعض البقايا الى مكان فيه خلوة، أو تلف ما هو موجود بسبب الشجار المحتدم، الذي لن ينتهي إلا بقيام ربة البيت بانتفاضة، وطرد هذه القطط والتخلص منها.
بعض السياسيين حالهم كحال “بزازين السفرة”، لم نر منهم إلا محاولة الحصول على أي عظمة موجودة أو بقايا طعام، فسخر جميع إمكاناته السياسية للحصول على منافع شخصية، حتى وان كان بطريقة غير شرعية، فالتلويح بملفات الاستجواب تارة والخروج على الفضائيات وإظهار ورقة بيضاء على إنها ملفات فساد تارة أخرى، والكثير من الاتهامات الباطلة التي ليس لها سند قانوني، قد خلط الحابل بالنابل وجعل الجميع في دائرة الفساد.
مضت أربع سنين على الكثير من هؤلاء السياسيين، الذين أصواتهم تشبه عواء القطط، دون أن يتركوا أثرا طيبا في خدمة ناخبيهم، أو المساهمة في رفع المعاناة عنهم، في حين سكن الكثير من هؤلاء المسئولين في فنادق عمان وأربيل وأنقرة، غير مبالين بأهل الدار الذين يأكلون من سفرتهم، بعد أن نقلوا خيرها في حسابات المصارف الخارجية.
حان الوقت وجاءت الفرصة للعراقيين، لطرد هؤلاء السياسيين وإبعادهم نهائيا، بعد أن اثبتوا فشلهم الذي أصبح واضحا، فلا هم لهم سوى البحث عن مغانم السلطة والمصالح الشخصية، وان عوائهم وصياحهم هو مجرد كذب وافتراء وضحك على الذقون، وان خطاباتهم العنترية هي هواء في شبك.
آن لصوت البزازين أن يتوقف، ولسرقاتها طعام العراقيين أن تنتهي، ولن يحدث ذلك إلا بثورة بيضاء وإصبع بنفسجي، يجسدها العراقيون من خلال صناديق الاقتراع.