17 نوفمبر، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

المرجعية , السياسيين , الشعب

المرجعية , السياسيين , الشعب

منذ اكثر من عقد والمواطن يعيش في اعنف دوامة وتخبط وانحلال اجتماعي وسياسي وديني عرفه التاريخ العراقي الحديث .
فما يمر به من فتن و شك و حقيقة مغيبة و كذب مبطن بالوهم والخيال والافتراء حتى ظن البعض انه حقيقه وحده كافي ليزج بامة كامله في الجحيم وينهي تاريخ وحاضر ومستقبل شعب بأكمله .
( لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ).
مقولة الامام الحسين عليه السلام هي بالاساس فعل الانبياء والرسل والائمة الصالحين .
ولا اتصور ان المرجعية المتواجده الان في النجف الاشرف ترتقي الى هذا المستوى او حتى الى ما هو دون هذا المستوى .
من المؤكد ان هذا الكلام لن يعجب الكثير ممن رضي على نفسه ان يكون مجرد بيدق يحرك ذات اليمين وذات الشمال من قبل الاخرين , الذين رضوا على انفسهم الغاء العقل تماما والهروب خلف الاسماء الرنانه حتى وان كانت فارغة المعنى والمضامين .!
أن التصدي لقيادة المجتمع ليس بالامر الهين كما انه ليس بلعبه او نزهه يقوم بها بعض كبار السن في ايامهم الاخيره .
وعليه اما ان تكون المرجعية قدر المسؤوليه التي سمحت لنفسها ان تكون عليها او ان تترك المجال لمن هو اجدر منك في التصدي لهموم الشعب ومشاكل الرعيه .
فقول مولى الموحدين كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته لابد ان يطبق بحذافيره ومن قبل الجميع وبالاخص المتصدين لامور الدين في المجتمع وبالخصوص دعاة السير على نهج اهل البيت عليهم السلام.
فهل مرجعيتنا واعيه لهذا الامر ام لا
لقد ابتلينا بسياسيين فاسدين خبثاء ميالين الى الدكتاتوريه والتسلط على رقاب الناس وسرقة البلد وخيانتها بكل ما تحمل الكلمة من معنى وكل هذا واكثر يتم ويحدث تحت مسمى الانتماء الى الدين والمذهب والسير على نهج الشهداء والصالحين
حتى اصبح القتل والخيانة والعمالة والفساد شيء طبيعي ومقبول بل ومطوب من قبل بعض فئات الشعب بعد أن تم تعبئة وتغليفة بأسم الله والنبي والامام
فالبارات تفتح تحت حماية الاحزاب الاسلامية والمخدرات تنقلها بعض فصائل الحشد ( الميليشات الوقحه ) هل تتذكرون هذه الكلمة وكم اعترضتم عليها ؟
واخره سياسية تطالب بقتل سبعة من السنة مقابل سبعه من الشيعه والكل يهتف لها ويسميها باللبوه
واخر تأمر مع الشيطان حتى يعود الى السلطة والنفوذ فكانت النتيجة داعش تحتل ثلثي الاراضي العراقية
ورابع رمي بنفسه في احضان الصهاينة من اجل ان يحصل على دولته المزعومه ( كردستان ) بعد ان سرق البلد منذ السقوط وحتى يومنا هذا بحجج ما انزل الله بها من سلطان
السياسه فن , مكر , شطارة , خداع , دجل , كذب وافتراء كل هذا وارد ومتوقع منها لكن بشرط ان تكون كل تلك المسميات والامور مع الاجنبي مع دول الجواب مع الاغراب من اجل حماية البلد والمجتمع الذي تحكمه قوى السياسة
حتى يحافظ المجتمع على ما لديه من نظام ويتفانى في الدفاع عن العملية السياسية التي حفظت له حقوقه وامنت له حياة طبيعية
لا ان يكون كل ذلك الكذب والدجل والخداع والمكر مع الشعب
منذ بداية فجر ما بعد الطاغية وحتى يومنا هذا ونحن نسمع بالوعود ولا نراها , نحلم بالمستقبل ولا نصل اليه .
الجميع اصبح افضل حال من العراق واقصد دول الجوار الا الشعب العراقي فقد اصبح اسوء من ذي قبل
فأن كانت المقابر الجماعية الشاهد الوحيد على اجرام صدام اللعين
فقد اصبحت مقابرنا الجماعية امام الكامرات والاعلام وبالمئات يومياً من خلال تفجير هنا وتفخيخ هناك ومذبحه هنا ومذبحه هناك والكل يدعي الحرص علينا في حين ان خنجرة ما زال مغروس فينا
مالذي جنيناه ومالذي حصلنا عليه ومالذي ازدهر بعد رحيل الطاغية
– هل اصبحنا الاول في التعليم او على الاقل هل استطعنا ان نصل الى مستوى دول الجوار ؟
– هل تخلصنا من الفقر ومن البطالة ؟
هل استطعنا القضاء على الفساد المالي والاداري ( الرشوة )
هل تمكنا من استعادة الصناعات العراقية وتطويرها ؟
ام اصبحنا نستورد حتى الملح والطماطم من خارج البلد
نحن حتى الان اذا اردنا ان نعالج مرضانا قم بارسالهم اما الى الهند او ايران او لبنان
اذا ما الجديد الذي جلبه السياسيين معهم للعراق ؟
ولماذا علينا ان نشاركهم لعبة السيطرة والخداع والدجل والكذب والافتراء وظلم العباد ؟
وهل يحق للمرجعية ان تصمت حيال هذا الوضع وتكتفي بمقولة المجرب لا يجرب ام عليها ان تنهض من اجل الشعب وتخرج لا اشره ولا بطره ولا مفسده وانما لطلب الاصلاح في العراق والحفاض على الشعب العراقي من الضياع !
الشعب العراقي
في خضام كل تلك الاوضاع والازمات كان الشعب العراقي الخاسر الاول بل الوحيد ومع هذا استمر في اداء دور الشعب المظلوم البريئ المستغل من قبل الطغاة والمفسدين ورجال الدين لان البعض اوهمه ان يكون مظلوم فقط حتى ينتصر
ونسى ان الاستعداد من اهم ادوات النصر ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )
ونسى ان للكلمة صداها المسموع فما بالك بتلك الكلمة التي تكون بوجه الطغاة والمفسدين
( اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)
كما انه نسى ان لا حياة ترتجى مع الظلمة والفسقة والمفسدين
امور كثيره غيبوها عن هذا الشعب او سمح الشعب لنفسه ان يغيب عنها لهذا تسلط عليه كل من هب ودب من الاراذل ( النطيحة والمترديه ) يسرقونه ويسومونه سوء العذاب وهو فرح راضي مستبشر خير وكأنه قد ضمن الجنان بانهارها وقصورها
ما هكذا تورد الابل يا شعبنا او يا بقية ذلك الشعب الابي.
الا اني لا استطيع ان الوم الشعب دائما فقد اصابه الغثيان والملل والحزن بل قد جزع من كل شيء حوله لانه رأئ الذبح باسم اللاله والسرقة بأسم الدين والمذهب والفساد والفحشاء تحدث بأسم التقوى والزهد والشرع لهذا لا استطيع ان اطالب من هكذا شعب ان يكون شعب انبياء وسط كل هذا الصخب والغوغاء والتزاحم الحاصل ما بين القادة على لعب دول الاله
ومع هذا الكل يتوقع من الشعب ان يكون على قدر المسؤوليه
وهم يعلمون جيدا ان الجميع سيقف ضده ان اراد ان يعبر عن رأيه او يغير من حاله , فاذا اراد التخلص من هذه الطبقة الحاكمه اتهم بأنه من بقايا البعث
وان طالب بالاقليم اتهم انه يسعى الى تقسيم البلد
وان رفض تدخل دول الجوار اتهم بالعنصريه ومحاربة الدين والخروج على المذهب
…..
مرجعية وسياسيين والاعم الاغلب من الشعب الكل اثبت فشله في عراق ما بعد الدكتاتوريه
لهذا ابتلينا بهذا الوضع المأساوي الذي نحن عليه
الذي يرى ان هذا الكلام تعدي على المرجعية والشعب والطبقة السياسية فليثبت عكس ما اقول!
على الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي لا مجرد شعارات وخطب رنانه .
على الجميع مراجع سياسيين وشعب ان يتذكروا قول الله سبحانه وتعالى
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ﴾
صدق الله العلي العظيم

أحدث المقالات