23 نوفمبر، 2024 2:02 ص
Search
Close this search box.

لننتخب لا نريد تخويفا من الاخر بل نريد حلا

لننتخب لا نريد تخويفا من الاخر بل نريد حلا

مقالات ومنشورات من البعض يدعو فيها لمقاطعة الانتخابات بحجة انهم فاسدون والبعض يقول بدون علم ان نسبة المشاركة اذا كانت ٢٥٪؜ او اقل تلغى الانتخابات وطبعا هذا كذب صريح فلا يوجد نص دستوري او قانوني بذلك بل ان النصوص تعطي الشرعية حتى لو شارك ٥٪؜ فقط. وبالجهة المقابلة أصوات كثيرة تدعو لممارسة الحق الانتخابي حتى لا يعاد انتخاب الفاسدين وتتهم حملة المقاطعة بأنها سعي لإعادة حكم الفرد الدكتاتوري. لن انحاز لهذا ولا لذاك فكل له رأيه والديمقراطية تكفل للكل حق ابداء الرأي وممارسته ما لم يخل بقانون ولا أظن ان احدهما خالف القانون بإبداء رأيه. السؤال للممانعين ما هو البديل عن الانتخاب لمنع وصول الفاسدين هل هذه الحملة مجرد احتجاج بلا بديل؟ اذا كانت كذلك فما نحن بحاجة اليه ليس مزيدا من التأسف والتململ والضجر. فلا اكثر من ذلك في العراق فالكل يشكو ويبكي واللطم ومجالس الحزن بحمد الله على مدار السنة حتى بعضهم اكتشف يوم وفاة حواء وأقام لها مجالس عزاء وهو لا يدري ان نصف الشعب العراقي مواليد ١/٧ ولا يعلمون حتى بيوم ولادتهم. اما الفيسبوك فهو حائط المبكى العراقي بامتياز. تجد فيه بضاعة رائجة وهي بكاء وأنين لإله العجز والكسل ولا مستجيب سوى صدى البكاء بنشيج والأنين بآهات. اذا كانت حملة الممانعة كذلك فنحن بغنىً عنها وعن أصحابها اما اذا كانت تسعى فعلا لديكتاتورية وإعادة حكم النار والحديد فهذا مسعىً خطير يستوجب ليس رفض رأيكم فقط بل محاربتكم ومحاكمتكم على سعيكم لاغتيال الديمقراطية قبل ان تولد.
اما من يدعو للمشاركة فأقول له الكل متفق على فشل احزاب العملية السياسية في إدارة البلد منذ ٢٠٠٣ حتى الْيَوْمَ ويتهم قادتها بعدم الكفاءة او بالفساد او بكليهما معا وانتخاب وجوه جديدة لا يغير من الامر شيئا لان مجلس النواب الحالي يضم ٦٠٪؜ من نواب جدد لم يسبق لهم ان شغلوا موقعا نيابيا فماذا حصل وهل تغير شئ من الامر ؟ فتغيير الوجوه لا اثر له بحكم التجربة والواقع المهم في التغيير هو تغيير منهج إدارة الدولة من منهج فوضوي الى منهج مؤسساتي وبروز قوى تؤمن فعلا بالمؤسساتية كمنهج في إدارة الدولة هو سبيل التغيير الحقيقي. وهذه القوى حتى نصدق انها لا ترفع شعاراً كشعارات الدين والطائفة والمذهب والقومية والعلمانية والمدنية التي باسمها كلها جميعا ذبحنا وسرقنا. حتى نصدق ان شعار الوطنية والمؤسساتية والغاء المحاصصة شعار حقيقي يمثل منهجا في عملية التغيير المنشود علينا ان نرى هذه المؤسساتية وهذه الديمقراطية في البناء الحزبي لهذه القوى ولا نرَ زعيما فرد بلا منافس ولا رأي مع رأيه. اذا وجدتم قوى او قوّة بهذه المواصفات ولو بالحد الأدنى فدلونا عليها وسنذهب للانتخابات لنختار بين هذه القوى او ننتخبها ان كانت وحيدة.
ختاما نقول للممانعين والموالين اعطونا حلا للمعضلة ولا تعتمدوا في اقناعنا اُسلوب التخويف من المقابل فقد جربنا من قبل عملية التخويف من المقابل ولم نحصد الا خيبات أمل ممزوجة بالدم المسفوك ظلما وبالفقر والالم والتيه الذي لا نعرف متى سيغيب من نفوسنا وعقولنا الحائرة المرتبكة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات