توصل بعض الباحثين واخيرآ، وسيلة مبتكرة للقضاء على مرض” السرطان” وذلك من خلال تجويع المريض نفسه، وبالتالي تجويع “المرض” فكما هو معلوم ان الخلايا السرطانية تتغذى على الخلايا السلمية، ثم تعمل على تدميرها اذ تستنزف قوى الجسم تدريجيا، وتستعمر جهازه المناعي، فهي اشبه بالخائن الذي يستوطن داخل البلد، ويأكل من خيراته، ليقوم بتفجير نفسه بعد ذلك!
الا ان العلم بهرولته السريعة والمستمرة للامام، وجد ان لمشكلة السرطان الطبية، علاج وحل وبطريقة مجدية اقتصاديآ، بل وفعالة طبيآ، حتى انها اكثر امانآ من العلاج الكيمياوي، الذي يحرق جسد المريض المسكين اكثر من كونه وسيلة للعلاج، تتلخص هذه الطريقة ب “تجويع السرطان” وبالتالي اضعافه وجعله يتغذى على نفس الخلايا السرطانية، حتى يقضى على نفسه ، وقد اثبتت هذه الطريقة نجاحها وخلوها من المضاعفات، فلا تحتاج سوى الى ارادة حديدية وعقل باطن ايجابي مئة بالمئة .
ان سياسة “التجويع” اعتقد هي الحل الامثل والطريقة الاكثر نجاح، ونحن نتعامل مع الطبقة السياسية الحالية، فالسرطان كمرض بسلوكياته هو الاكثر دقة، عندما نريد ان نصف بعض رجالات السياسة الحاليين، فهم اشبه بسرطان ينخر بجسد العراق، ويستنزف موارده، بل ويعمل على شرعنة وجوده اطول فترة ممكنة، وهذا ما جعل البعض منهم يصوتون وبشكل سري لتأجيل الانتخابات، بعد ان تيقنوا من افلاسهم للمقبولية في اوساطهم، ونفاذ صلاحية بقاءهم لفترة اطول، اخذوا بالقفز على الدستور واختلاق مختلف العراقيل والاعذار، كعودة النازحين .
ان خشيتهم باتت واضحة للعيان من غضب جمهورهم، فهم لا يجرؤن حتى الذهاب الى مناطقهم للترويج عن انفسهم كمرشحين، بعد ما اثبتوا فشلهم الذريع في الدورة السابقة، اضافة لما لحق بسكان تلك المناطق من اضرار كبيرة، جراء سياسات نوابهم واصواتهم المبحوحة، التي تنادي بالفرقة والطائفية “اصوات المنصات” .
اما اليوم فقد انقلب السحر على الساحر، ولم تعد شعاراتهم تسمن من جوع، ولن تنطلي اكاذبيهم مرة اخرى على عقول الناس، فهم يرون ان الانتخابات القادمة طوفان جارف لن يبقى امامه اي من تلك الوجوه السابقة، التي نهبت وسلبت المال العام حتى اوصلت اقتصاد العراق الى مرحلة التقشف والافلاس!
لذلك فان اجراء الانتخابات في موعدها المقرر، اشبه مايكون بعملية “تجويع لسرطان الفساد السياسي”وهو اول خطوة للقضاء عليه، من خلال استبدال الطبقة السياسية الموبؤة الحالية، بأخرى كفؤة، بشرط ان يكون رجالها ممن عانوا من ساعات قطع التيار الكهربائي الطويلة، وممن عانوا من انقطاع الماء الصالح للشرب في الصيف اللاهب، ممن عجن بتراب هذا الوطن، ويشعر بمعاناة ابناءه لسنا بحاجة للمزيد من “الساسة المستوردين” فهم سرطان ولا علاج له سوى بأستئصاله او تجويعه!.