17 نوفمبر، 2024 10:31 م
Search
Close this search box.

الجيش الذي يرتوي من فكر الحسين لا يهزم أبداً

الجيش الذي يرتوي من فكر الحسين لا يهزم أبداً

الحسين هو العملاق الذي يتصاغر أمامه كل الطغاة والمنحرفين وأصحاب الأفكار الفاسدة. الحسين هو الشمس التي شروقها مواقف وغروبها حياة. الحسين كبيرٌ بالعطاء وصلابة الموقف والثبات على العقيدة’ الحسين لم يكن شيعياً أو سنياً بل كان رمزاً إنسانياً تنهل من فكره ومواقفه كل الإنسانية’ ومن الظلم أن يختزل الحسين لفئة دون أخرى’ فهو القائد الذي علم الدنيا أبجديات التضحية عندما قدم حتى طفله الرضيع في ساحة المواجهة ’وهل مر على صفحات التاريخ الإنساني قائد على هذا القدر من التضحية؟ ولا اعلم هل إن غاندي محرر الهند والعالم الايطالي الدمييلي والمؤرخ الانكليزي السيد برسي سايكس والمستشرق الألماني يوليوس فلهاوزن والعالم الانثروبولوجي الأمريكي كارلتون كون والمستشرق الفرنسي هنري ماسيه والمستشرق الهنغاري اجناتس غولد تسيهر والمستشرق الهولندي رينهارت دوزي والمستشرق الالماني كارل بروكلمان وانطوان بارا وجورج جرداق وعشرات المفكرين والمستشرقين من الديانات الأخرى الذين تناولوا شخصية الحسين وتأثروا بها وكتبوا عنها عشرات المؤلفات هل يحق لأحد أن يعترض عليهم ويمنعهم من ذلك؟ كم هو مخجل أن نسمع أصوات من أبناء الوطن تعترض على الشعائر الحسينية التي تحيي واقعة الطف الخالدة.وفي هذه الأيام المتوشحة بالحزن استذكاراً لهذه الملحمة الخالدة’ رأينا كيف أن الشعائر الحسينية تزداد تجذراً في قلوب وعقول الأمة التي تتخذ من الحسين قدوة ورمزاً لها’ ولم تقتصر أجواء الذكرى على المسلمين فقط’ بل رأينا الأخوة في الوطن من باقي الطوائف كالصابئة والمسيح وغيرهم’ يحتفلون ويشاركون أخوتهم من أتباع أهل البيت هذه الذكرى حيث أقاموا المواكب والمهرجانات التي عبروا من خلالها عن تضامنهم مع الثورة الحسينية المعطاء فجزاهم الله خيرا على هذه الخطوة التي تسهم في رص الصفوف وتزيد من أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء الوطن’ ولكن الغريب عندما نسمع صوتاً برلمانياً ينتمي إلى الإسلام ويفترض أن يكون (ممثلاً للشعب) يعترض على الشعائر الحسينية عندما يقيمها أبناء القوات المسلحة’ ولا أدري هل توجد مدرسة أعظم من مدرسة الحسين يتعلم فيها جنودنا فن القتال ومعنى التضحية من اجل الحرية والعقيدة والمبدأ. الحسين هو المقاتل الذي علم الدنيا قيمة التضحية وان الشهادة هي الباب الواسع الذي يدلف من خلاله الإنسان إلى مساحات الخلود’ وكم عظيم ومفرح أن نرى قواتنا المسلحة تتخذ من منهج الحسين طريقاً لها في الدفاع عن قيم الإنسان والأوطان’ وهل يعلم الآخرون أن مدرسة الحسين هي مدرسة الحب والتسامح والقيم المحمدية الأصيلة فلماذا هذا القلق والانزعاج والهستيريا والتخبط في المواقف والتصريحات والخوف المغلف بالحقد على طلاب هذه المدرسة. سيبقى الحسين وشعائره ومواقفه هو المعين الذي لا ينضب ومنه ترتوي الأجيال’ كم هو رائع أن تصدح الحناجر باسم الحسين في فضاء معسكرات الجيش’ وكم هو جميل أن يتشرف أديم المعسكر بأقدام جنود يلطمون على الحسين لتكون أقدامهم أكثر ثباتاً في ساحات الوغى دفاعا عن الوطن لأنهم سيتذكرون وقفة الحسين في كربلاء وحيداً لكنه لم ينحن ولم يتنازل عن مبادئه التي قدم من اجلها كل شيء عزيز ولم يبخل عنها بالغالي والنفيس’ وكم تمنينا أن تكون ذكرى عاشوراء مناسبة تجمع كل الطوائف والأديان والقوميات في هذا البلد حتى تستثمر من اجل التوحد ورفض الظلم وقول كلمة الحق لان الحسين هو المعيار الحقيقي للمواقف الكبيرة ’ ولكن يبدو إن الأمنيات شيء والواقع والنفوس المريضة التي لا تعيش في مساحات المحبة والتوحد شيء آخر. ورغم كل الأصوات النشاز سيبقى الحسين مشعلاً ينير الطريق للسائرين والباحثين عن الحرية الحقيقية التي لا يعرف معناها وطعمها أعداء الحسين’ وستبقى الشعائر هويتنا التي لم ولن نفرط بها رغماً على أنوف الرافضين.

أحدث المقالات