الدبلوماسية فن من فنون الحوار للوصول للاهداف , وقد تسعى بعض الاطراف لنفس الهدف بلغة الحروب والعنف والازمات ولكنها حينما تعجز تلجأ للدبلوماسية والحوار , وكما يقال الدبلوماسية حرب بصورة لطيفة والحرب دبلوماسية بصورة عنيفة و هما وجهان لعملة واحدة وفي كلا الحالتين سوف يصل بهما الفرد لنفس الغاية فأن كانت نبيلة فوسائلها نبيلة , ومنذ انتهاء الانتخابات النيابية في الدورة الحالية الى يومنا هذا توالت الازمات والاختلافات واختلفت أليات الوصول للهدف وتعددت الوسائل المشروعة والغير مشروعة وانطوت تحتها ملفات لتستخدم للتسقيط السياسي وربما دفعت بعض الاطراف للاستعداد بالتضحية بالعملية السياسية وتخطت مراحل خطيرة , واعترفت الحكومة والاطراف السياسية بصعوبة ايجاد المشترك في توجهاتها , لتطلب دون ادراك الى حل الحكومة والبرلمان او سحب ثقة رئيس الوزراء والبرلمان او دعوات للتقسيم دون ادراك مخاطر تلك الطلبات وعدم اهتمام للواقع المجتمعي الذي بدأ يتراجع بسبب الصراعات السياسية الشخصية , السيد عمار الحكيم ومنذ ازمة تشكيل الحكومة وصعوبة الاتفاق على صيغة مشتركة طرح الحلول بالطاولة المستديرة , ولكن هذا الطرح ترك لتصورات بعض الكتل انها في سباق ولا تريد احد يسبقها ويسدد كرته نحو الهدف , وهذه الممانعة ولدت حكومة كانت مفقس للازمات والوكالات غير متكاملة الاركان , وتوالى التصعيد ليزج فيه الشارع ويطلب من المواطن الدفاع عن السياسين وحل مشاكلهم العصية رغم امكانياتهم وامتيازاتهم الهائلة , وبعد وصول الازمة للعقدة والمختنق حاولت بعض القوى حشد الجماهير وخداعهم بطوائفهم المهددة وتنصيب تلك القوى انفسها نخب ومدافع عن الطوائف , وهذا النزول الى الشارع ولد الانقاسامات بين المكونات وفي داخل المكون نفسه واتجهة العمليية السياسية اتجاهات خطيرة , المرجعية الدينية كان لها الاعتراض الواضح على السياسات الحكومية وفي وقت سابق رفض استقبال السياسين لحين الايفاء بالوعود التي قطعوها للمواطن واعترضت اليوم على حل الحكومة والبرلمان واعتبرت ذلك خط احمر , واستمرت بدعواها للتهدئة والحوار والعودة للدستور وحماية المتظاهرين وسماع مطالبهم بما يتفق مع الدستور , وهذا ما اوقع الاطراف المتناحرة في حرج كبير وكشفت اوراقها ,وبقيت تبحث عن مخرج لها وبالذات التحالف الوطني عليه المسؤولية الكبرى في ارساء قواعد الدولة وحفظ النظام بأعتباره الكتلة الاكبر , ما جعل قوى التحالف تطلب من السيد عمار الحكيم بصورة مباشرة للتدخل لجمع الاطراف على طاولة الحوار وهذا ما ينسجم مع اطروحاته الدائمة للحوار والدستور وتواصله مع بقية القوى السياسين ووقوفه بنفس المسافة عنها , وهذا الطلب رحبت به كلتة الاحرار والفضيلة وحزب المؤتمر وقوى اخرى وهذا ما صرح به رئيس حزب المؤتمر احمد الجلبي , وايقنت الاطراف السياسية انها بحاجة للحلول الجذرية من تصفيرها الازمات والابتعاد عن لغة التشنج والانفعالات وان لغة الدبابات لا تستطيع بناء الدول ..