يبدو ان مسلسل الفساد عند المسؤولين اخذ طابعا جديدا , حيث بدأت الادلة والبراهين تتوالى تلقائيا رحمة بهذا الشعب الصابر والذي تحمل عقودا من الزمن من الظلم والاهانة من حكامه لانهم نزعوا برقع الحياء عن وجوههم واستهوتهم الدولارات وباعوا شرفهم حتى سقطت اوراق التوت لتظهر سرقاتهم واكلهم السحت والمال العام , ونأمل ان ينتفض شريف من هذا الشعب ليعريهم واحدا تلو الاخر وينتزع منهم كل دينار ودولار سرقوه من هذا الشعب ويذيقهم المر لما اقترفوه بحق العراق.
واليوم نطالع على المواقع فضيحة الطائرات الكندية مرة اخرى و التي قام وفد برئاسة علي محسن العلاق امين عام مجلس الوزراء بشرائها , لقد تبين ان هذه الطائرات خارجة عن الخدمة وان كندا اعتذرت عن تحمل مسؤولية اي خلل يحصل فيها مشيرة الى انها قامت بصيانة واستبدال محرك احداها سبع مرات في عام واحد . واعرب مهندس يحمل شهادة في هندسة الطائرات كما تذكر المواقع بان الخطوط الجوية العراقية غير مجبرة على اخضاع المسافر العراقي لتجارب مصيرية على متن طائرات غير سليمة , ونحن نتساءل لماذا لم يتم التحقيق منذ ذلك الوقت في فساد الوفد المفاوض , ولماذا لم تحرك لجنة النزاهة النيابية التحقيق في فساد هذه الصفقة المشبوهة , هل لان ابطالها مسؤولين في الدولة ؟ ولهم حصانة من نوع معين نتساءل اين الشيخ حسين الاسدي وبهاء الاعرجي وجعفر الموسوي وهم اعضاء في اللجنة النيابية للنزاهة ؟ ولماذا اغفلوا عن هذا الملف ؟ اليس المتورطين فيه قد استهتروا بارواح المواطنين ؟ وكيف المسؤول الاول عن هذه الصفقة الفاسدة رئيس الوفد امين عام مجلس الوزراء علي محسن العلاق يصبح عضوا في لجان النزاهة المشتركة بين مجلس النواب وهيئة النزاهة ؟ وكيف يمكن التحقيق معه وهو في هذا الموقع ( الحكم والخصم ) , ان وجود جهلة واميين في مواقع الدولة يكون الفساد المالي والاداري نتيجة طبيعية لها , ومثلما علمت الحكومة من روسيا المرتشين والفاسدين في صفقة السلاح الروسية يمكن للحكومة ان تعلم من الجانب الكندي فساد الوفد المفاوض والذي اشترى طائرات خارج الخدمة لتحيلهم الى القضاء . ان التمادي في عدم المسائلة يجعل من الفاسدين المرتشين مطمئنين بانهم فوق القانون والمحاسبة , وقد نادت النائبة شذى الموسوي وصباح الساعدي اكثر من مرة بوجود فساد كبير في الامانة العامة لمجلس الوزراء ليس فقط بشان الطائرات الكندية وانما حتى بالعمل اليومي لها , والعلاقات المشبوهة التي ارتبط بها امين عام مجلس الوزراء مع اشخاص لايمكن ان تكون له علاقة مهنية معهم لابتعاد اختصاصه عن عملهم , وانما توطدت العلاقة بينهم لان المشترك فيها هو الفساد المالي , ولانريد ان نخرج عن صلب الموضوع لان القضايا الاخرى اشبعت كتابة وبالادلة والاثباتات الا اننا اليوم بصدد هذه الطائرات الخارجة عن الخدمة والاستهتار الواضح والصريح بحياة المواطنين ولا ندري كم كانت العمولة التي اتفقوا عليها ليدفع المواطن ضريبة هذا الفساد , نهيب مرة اخرى بلجنة النزاهة النيابية باستدعاء رئيس واعضاء الوفد , والتحقق مع الجانب الكندي بثمن تمرير الصفقة الفاشلة فنيا والمخزية اداريا لمسؤولين يفترض ان تكون النزاهة شرفا لهم لا ان يثروا على حساب الشعب والوطن , وان غدا لناظره قريب .