23 ديسمبر، 2024 11:06 م

لماذا رَوَيت هذه الحكاية

لماذا رَوَيت هذه الحكاية

تم التركيزُ على الجهة التي لاتحيطها الطبيعةُ ، وتوقعَ أن الجُملَ التي سيقرئها تحتوي على تعقيدات جديدةٍ لهذا العالم
أمام ذلك ضَعُفّت التجسيدات العقلية وبدأت وكأنها لم تَصنع شيئاً بل وبعد وقت قصيرٍ بدأت وكأنها لاتُرى ،رُكزَ في بداية اللهجة على التفويض الذي منحهُ  صموئيل بيكت في كلماته (لماذا رويت هذه الحكاية ) ، وكان لابد من رؤية الجانب السلبي في ذلك المعيار وَفهم رمزية الجسد المحنط ككلب الأمير الدنماركي وفَهم الرمزية في مسيرنا نحو الخوف  رغم أن معظم الأشياء باقية على قيد الحياة ، وباقية وسائل الكشف عن البدايات ووسائل التوقف وعرض الأشياء المفزعة في عقلانية اللحظة وأنسيابية الأنا للدخول والخروج من وإلى عالم العُتمة ليكون الإدراك بعد ذلك شمولياً بأن العالمَ مُقبلٌ وبشغف على فهم الأرجوحة والدوامة وما تعنيه المغنيةُ السمراءُ ليُستَمتعَ بما يأتي من أحداث ويُستَمتعَ بتكاثر المشاهدِ الهزلية فَيُنتظر من الكائنات الحية أن تطيل وقوفها أمام الماء والجبال والصحارى والشهب الساقطة من خلفِ السماء ويتم بعناية التفتيش في أوراق مارتن تيرنل وبعناية أدق إعادة أبي العلاء المعري وفهم جوهر العزلة في الحياة وترتيب السنين هبوطاً ، من ذلك يُحصدُ الكثير سواء مايملأ العقل  أو ماتأتي به المخيلة من راءٍ جديدٍ  للأسطورة ويتفقا على جوليان المضياف وقصة هوردياس التي أدت إلى مقتل يوحنا المعمدان ،
يبدو كلُ شئ يتجه إلى المُعاصرة بحماقة مقبولة أورثها البعض للبعض وبنفس الوقت تبدو الطبيعةُ ليست بالقوة العمياء ومواضعها تليق بالمعتوهين وهنا تكون المفردات أوسع وأعمق وتمارسُ وبعضَها شوقها الملائكي لربح الوقائع بأحادية الهدف، هذه الوقائع التي ستُظهر كماً من التاريخ الواقعي والتاريخ المُتخيّل يتضمن أحدهما إشارة  الغرض والآخر يتضمن إشارة لصيرورة دائمة ،
يبدأ الرواة رائياً رائياً ،
يبدأُ راءٍ بقميص صوفي …
وأخرَ بالقص السكسوني …
وراءٍ بالآلهة نامو مروراً بمردوخ وتيامات
إلى أن يروي أخرَ الرواة :
 قيام الآلهة أنليل بأغتصاب الآلهة ننليل ، ومن ذلك يمكن ملاحظة التسلسل الطبولوجي والذي شكل فيما بعد البيئات الثقافية وأيضا قيام معارفُ أخرى مستمدةً من السلسلة المثيولوجية ليعود بيكت بسؤاله لنفسه (لماذا رويت هذه الحكاية ) ،،
ظل الخلقُ يُجددُ تاريخَه بالرواة ،
وترك لنا ضوءاً من خلاله إمتلكنا :
نسخة القياس التي تقودنا لقبول المنطق
ولكن البعضُ لازالَ حين يَسردُ شيئا يعضُ إبهامَه ويقول ماقاله بيكت
لماذا رويت هذه الحكاية .
[email protected]