23 نوفمبر، 2024 6:35 ص
Search
Close this search box.

“إسرائيل اليوم” : ترامب ينحاز للعرب وقادر على صنع السلام !

“إسرائيل اليوم” : ترامب ينحاز للعرب وقادر على صنع السلام !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

لا يزال الخطاب الأخير، الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني “أبو مازن”، أمام المجلس المركزي الفلسطيني، يثير ردود أفعال من قبل المحللين الإسرائيليين الذين أعتبروه يمثل خروجاً عن قواعد اللعبة السياسية ويعكس صرخة يأس تنم ضياع حلم الدولة الفلسطينية.

عامل الوقت في صالح إسرائيل..

في مقال نشرته صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية, يقول المحلل الإسرائيلي، “إيال زيسر”، لقد ظل العرب طيلة سنوات عديدة, يعتقدون, فيما يتعلق بكفاحهم ضد إسرائيل، أن عامل الوقت في صالحهم وبالتالي فإن كل ما ينبغي عليهم هو عدم فعل أي شئ، وبمرور الوقت سيحققون النصر على إسرائيل. غير أن معظم الدول العربية، وعلى رأسها “مصر السادات”، أدركت أن عامل الوقت لا يصب إلا في صالح إسرائيل وأن كل يوم يمضي دون تحقيق السلام يمنعها من حل مشاكلها الداخلية، التي في نهاية المطاف تقربها هي – وليس إسرائيل – من الإنهيار الاجتماعي والاقتصادي.

لكن الفلسطينيين – ومعهم في الحقيقة بعض الإسرائيليين – ظلوا في المقابل متمسكين بفكرة أن الوقت الذي يمر دون حل للصراع, لا يخدم مصلحة إسرائيل، وبالتالي يمكنهم تجنب إتخاذ قرارات صعبة، والإمتناع عن تقديم تنازلات من أجل السلام، على أمل أن تتراجع إسرائيل أو حتى تنهار أولاً. أو أن يفرض عليها المجتمع الدولي قبول الموقف الفلسطيني.

أبو مازن” يهدر فرصة لن تتكرر..

يضيف “زيسر” أن محاولة الرئيس “ترامب” – بدعم من “مصر” بل وحتى من “السعودية” – للتفكير خارج الصندوق والعمل على تفكيك بعض الألغام التي تعوق عملية السلام، مثل مسألة “القدس”، قد أخلت توازن الرئيس الفلسطيني، “أبو مازن”، وزعزعت إعتقاده بأن كل ما ينبغي عليه هو فقط الإنتظار مهما طال الوقت, إلى أن يتم حل النزاع وفق مطالبه.

فكان رد “أبو مازن” على قرار “ترامب” هو إعلان الحرب  الدبلوماسية ضد الولايات المتحدة برئاسة “ترامب”. لكنه بذلك يهدر فرصة ربما لن تتكرر، لإطلاق عملية سياسية برعاية الطرف الوحيد القادر على دفعها. وبالطبع يمكن للرئيس “أبو مازن” أن يزرف دموع التماسيح على أكتاف الاتحاد الأوروبي, لكن الدولة الوحيدة القادرة، في حقيقة الأمر، على مساعدة الفلسطينيين هي الولايات المتحدة الأميركية, ولقد ساعدتهم بالفعل، حتى الآن، أكثر من أي جهة أخرى سواء كان ذلك مالياً أو سياسياً.

نزاهة الوسيط ليست شرطاً لتحقيق السلام..

يؤكد “زيسر” على أن الولايات المتحدة ليست وسيطاً نزيهاً فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ويبدو أنها لن تكون كذلك، على الرغم من أنه كانت هناك شخصيات في أروقة الإدارة الأميركية داخل واشنطن تميل دوماً لصالح الجانب العربي. ولكن من قال إنه لا بد من وجود سيط عادل لإحراز اتفاق ؟.. فأغلب اتفاقيات السلام التي تم إحرازها في العالم, ولا سيما التي جلبت بالفعل السلام والإستقرار, لم تكن قائمة على العدالة المطلقة، ولم يكن الوسيط الذي ساهم في إحرازها نزيهاً. وكانت المصالح في معظم الحالات هي الدافع لإحراز تلك الاتفاقيات وهي سبب الحفاظ عليها.

لكن بشكل عام, هل يُعد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، وسيطاً عادلاً في سوريا ؟.. إنه يدفع بقدر لا بأس به من النجاح عملية سلام هناك ستحقق السلام والإستقرار، ولكنها بالتأكيد لا تحمل أي قدر من العدالة لمئات الآلاف من السوريين الذين قُتلوا في الحرب أو للملايين التي  طُردت من البلاد؛ ولا حتى لجماعات المتمردين التي وجه لها “بوتين” ضربات قوية حتى قبلت برعايتة والتحاور مع “بشار الأسد” تحت وساطته.

الفلسطينيون لن يجدوا وسيطاً أفضل من “ترامب”..

بحسب “زيسر”؛ ربما يمكن للرئيس “أبو مازن” أن ينتظر إلى مالا نهاية حتى مجيء وسيط نزيه لتحقيق سلام عادل، وفقاً لمفاهيمه أو وفقاً للمفاهيم الأوروبية، غير أنه لن يجد وسيطاً أفضل من “دونالد ترامب”، وأي صفقة سيهدرها “أبومازن” اليوم، لأنها لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، ستُعرض عليه مستقبلاً بشروط أصعب بكثير. ولكن بدلاً من ذلك، يفضل “أبو مازن” العودة إلى رسالة الدكتوراه التي حصل عليها من “جامعة موسكو” في أوائل الثمانينيات، والتي تتناول العلاقات بين النازيين والحركة الصهيونية. ومنذ اتفاقيات “أوسلو”، تنصل “أبو مازن” مما كتبه في تلك الرسالة, غير أن ما قاله في الخطاب الذي ألقاه، الأسبوع الماضي, من أن المشروع الصهيوني هو مشروع إستعماري, يدل على أنه ينوي العودة للوراء.

وختاماً يوضح “زيسر” أن “أبو مازن” ربما يفضل, كما كان يفضل سلفه “ياسر عرفات”، الركون إلى الوضع القائم والإمتناع عن إتخاذ قرارات قاسية وشجاعة، حتى لو لم تكن ذات قبول جماهيري، ولكنه بنهجه هذا لن يخدم مصالح المنطقة عموماً، ومصالح أبناء شعبه خصوصاً. وما زال “أبو مازن” حتى الآن هو الأفضل للفلسطينيين من “حركة حماس”، لأنه كما تعلمنا من تجربة “داعش”, يمكن للتطرف أن يحقق الإعجاب؛ بل وحتى الردع – لكنه في النهاية يجلب كارثة على الذين يتبعونه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة