23 نوفمبر، 2024 4:47 ص
Search
Close this search box.

البرزاني وعقدة الحكومة المركزية

البرزاني وعقدة الحكومة المركزية

تتصاعد حدة الازمة بين حكومة البرزاني وحكومة المركز الاتحادية بسبب قرار الاخيرة نشر قوات اتحادية في المناطق المتنازع عليها ,والسيد مسعود البرزاني يعارض بشدة نشر هذه القوات معتبرا ذلك خرقا للدستور  وكانما لو لم يكن في المسألة خرقا للدستور لما اعترض على ذلك , وان همه الاول والاخير من الاعتراض هو حرصا والتزاما بالدستور لاغير, اذن لماذا يحق للاحزاب الكردية ان تقوم بنشر قواتها العسكرية والامنية والاستخباراتية في المناطق المتنازع عليها او المختلطة ولا يعتبر هذا الامر مخالفة دستورية ؟؟؟ ان الدستور العراقي يكفل للقوات الاتحادية الانتشار في كافة ارجاء العراق بما في ذلك مناطق شمال العراق , ولو استثنينا محافظات شمالي العراق الثلاثة لتمتعها بظروف خاصة ولوقوعها تحت سيطرة الاحزاب الكردية فان من حق القائد العام اللقوات المسلحة ان يامر القوات الاتحادية بالانتشار في اي مكان وخصوصا المناطق المتنازع عليها.
 ان تقارير تصل الى الحكومة المركزية تتحدث عن ان ساكني المناطق المتنازع عليها من العرب والتركمان والاشوريين  والشبك والكاكائيين والايزيدين يتعرضون لمضايقات من قبل اجهزة الامن التابعة للاحزاب الكردية تهدف الى اجبار المواطنين  على تغيير قومياتهم او اخلاء هذه المناطق من هذا الخليط ومحاولة الابقاء على مكون واحد في محاولة للتاثير على مصير هذه المناطق مستقبلا وهذا ما لايجب ان تسكت عنه  الحكومة الاتحادية.
السؤال هنا هو لماذا تتخوف قيادات الاحزاب الكردية من القوات الاتحادية ؟ فلا يوجد اي مسوغ حقيقي يبرر هذا التخوف حيث ان القيادة الكردية تعلم ومتاكدة بان المجتمع الدولي لن يتخلى عنهم اذا ماحصل اي شئ مما يخشون , وهذا ماحصل عندما قام النظام السابق بتوجيه قواته للتصدي لميليشات الاحزاب الكردية انذاك, ان قلق ومعارضة الاحزاب الكردية المشاركة في مايسمى بـ حكومة الشراكة الوطنية  تجاه انتشار القوات الاتحادية في المناطق المختلطة في حقيقة الامر لا ينبع من حرصهم على سلامة الشعب الكردي وسلامة الاقليم كما يدعون بل هم  يخشون من ان يكون تواجد القوات الحكومية في هذه المناطق مانعا ورادعا لعمليات التغيير الديموغرافية التي تنتهجها الاحزاب الكردية.
فالمفروض هنا ان يتم اخلاء هذه المناطق من كافة الاجهزة الامنية والاستخباراتية التابعة للاحزاب الكردية قبل ان يحق للقادة الكرد المطالبة بمنع انتشار القوات الاتحادية وكذلك يجب ان يتم الاتفاق على نشر قوات دولية محايدة لضمان سلامة واستقرار هذه المناطق بعيدا عن التاثيرات السياسية لحين تقرير المصير وفق المادة 140.
على مر التاريخ العراقي الحديث والاحزاب الكردية في صراع مستمر مع حكومات المركز, فالصراع مستمر منذ العهد الملكي مرورا بحكم عبد الكريم قاسم ومن ثم فترةالاخوين عارف  وتلاهم  البكر الى زمن صدام وحتى الان ولازال الصراع مستمرا رغم ان الاخوة الاكراد الان مشاركون في ما يسمى بـ حكومة الشراكة الوطنية, فهل يعقل ان كل حكومات المركز المتعاقبة كانت على باطل والاحزاب الكردية على حق؟؟ اشك في ذلك.

أحدث المقالات

أحدث المقالات