يفهم الفرد الإنتخابات حسب مستوى المعلومة التي يمتلكها، وتتفاوت بين شخص وآخر، ويدور لغط بالشارع العراقي لقسمين منهم، هنالك من يقول لن اذهب، لأنني في السنوات المنصرمة ومنذ بداية العهد الجديد، وأنا أنتخب دون نتائج ملموسة، من الأشخاص الذين تبؤأ المنصب، وتركنا مع الريح لينعم هو وأقربائه! ويتركونا نعاني شظف العيش، تاركين خلفهم الوعود التي ألزموا أنفسهم بها، يضاف له شيء مهم جداً، ألا وهو القسم الذي ردده، وبذا يكون أكبر كاذبٍ أنتجتهُ الإنتخابات وعلى العلن، ولن يُقبل له يمين مرة أُخرى كونهُ حَنَثَ به.
يذهب القسم الأكبر من المتفائلين بضرورة الإنتخاب، لتبديل الفاشلين الذين جيروا الكرسي والمنصب للمصالح الشخصية، التي عانينا ولا زلنا نعاني منها اليوم، وخاصة بقاء نفس الوجوه التي التصقت بالمناصب وصعودهم العجيب! وهم لم تكن لهم تلك الشعبية، وبالطبع هذا بفضل رؤساء الكتل، الذين أبقوا نفس القاعدة للحماية من الإستجواب والمحاسبة، وكأننا في عشيرة وليس حكومة ومواطن وحقوق وواجبات!، وعليه كما له من المهام والواجبات، مما أوجد حالة من اليأس من التطور والبنى التحتية والأمن والإستقرار، وهذا قادنا الى العبثية التي يعيشها المواطن بحالة يومية ولا تريد مغادرتنا .
كثيرة هي الكتل أو الأحزاب المفلسة، التي لم تعمل لترضي ناخبيها، كونها إرتأت أن تعمل لأشخاصها وحزبها! وتركت المواطن يعيش لوحده، ولم توفر له أبسط المقومات بالعيش الرغيد، مع وجود الأموال التي أصبحت نهباً لهم ولأقربائهم وحاشيتهم! متناسين الدعاية الإنتخابية التي صدعوا بها رؤوسنا، منذ ألفين وأربعة عشر ولغاية يومنا هذا، ومنهم من ساند بساحات الذل والمهانة، ووقف على المنصات وساعد الإرهابيين بكل السبل، عناداً بالحكومة التي هو جزء منها، ومنهم من ساعد بتعطيل المشاريع وعدم إنجازها، ولم يقدم أيضاً لناخبيه شيء يذكر، وبذا سقط بنظرهم وإنتهت شعبيته، وسط جماهيره التي إنتخبتهُ وخسر كل شيء وأصبح مفلساً .
أكثر الخاسرين هم المكون الكردي، والمناطق الغربية، ومن هم على هرم السلطة الآن، فالأكراد بعد خسارتهم الدولة المزعومة، وذهابه نحو الإنفصال الفاشل، بدأ بالحراك على الدول الغربية، إستجداء العطف والمظلومية التي يدعيها، التي لم تكن سوى خدعة لا تنطلي سوى على السذج، وإختراع أسلوب جديد بحجة الميزانية التي لا تكفي، وهي بالطبع لم تكن ضمن الدستور والقانون، وكانت صفقة التصويت لكتلة معروفة! واليوم دأب على نفس الوتيرة لكن بشكل آخر، وهو التصويت مقابل الميزانية التي يتعكز عليها بحجة المظلومية، ولم يسأل نفسه يوماً أين الواردات النفطية، التي كان يؤثر أن يصدرها على مزاجه؟ وأين إستقرت تلك الأموال! وهو الذي نقض العهد بعد الإتفاق الذي يلزمه بأن يكون التصدير عبر شركة سومو، يقابله إستلام رواتب البيشمركة من الحكومة الإتحادية .
المناطق الغربية لا تقل عن المناطق الكردية، حيث خسر قاعدتهِ الإنتخابية، وساروا نحو الخراب الذي جعلهم مهجرين ونازحين، بفضل تسهيل دخول الإرهاب لمناطقهم، بحجة أن هؤلاء ثوار! يطالبون بحقوق مسلوبة، تحت شعار قادمون يا بغداد! ولا أعلم كيف يجتمع التضاد في مكان واحد؟ فمن جانب هم مشاركون بالعملية السياسية، ومن جانب آخر معارضون! وهذا غير موجود في قواميس الديمقراطية، ومسألة التأجيل علّهم يبتكرون برنامج جديد، بعد إستتباب الأمن لحفظ ماء الوجوه الكالحة، التي مل منها مواطني تلك المناطق، التي ملت من الوعود الكاذبة، ولم ينالوا سوى الهواء الذي باعه لهم مرشحوهم .
التصويت السري يخشاه فقط الفاشل ومن هو في موقف محرج، لئلا يعرف الجمهور مدى التوغل، الذي وضع نفسه فيه، يقابله من يطالب بعدم التأجيل، وتطبيق الدستور على أتم وجه، وهذا هو الواثق من نفسه، بغض النظر لمدى مقبوليتهِ في أوساطهِ الشعبية، التي تنتظر التغيير بكل الوسائل والممكنات، ويجب التغيير وإستبدال هذه الشخوص التي لم تجلب لهم سوى الخراب والدمار، وماذا يريد هؤلاء غير التأخير، مالم يكن هنالك أمر مخبأ في أروقة السياسة القذرة!، التي ينتهجها من يريد الذهاب بالعراق للمجهول .