22 نوفمبر، 2024 12:09 م
Search
Close this search box.

إقتراع سري .. على من تضحكون

إقتراع سري .. على من تضحكون

يعقد البرلمان العراقي جلسته يوم غد، لمناقشة تحديد موعد الإنتخابات البرلمانية العراقية، التي أعن موعدها مجلس الوزراء موعدا لها ووافقت عليه مفوضية الإنتخابات، في الثاني عشر من أيار من هذا العام، فيما يحاول البعض أن يكون التصويت بالإقتراع السري على موعد الإنتخابات !.

تحاول بعض الكتل النيابية، ومنها إتحاد القوى السنية والبعض من القوى الكردية، إضافة الى بعض النواب من القوى الشيعية، تأجيل الانتخابات هذه لمدة سنة واحدة تحت حجج وإعذار واهية، دون الالتفات الى المخالفات القانونية أو إلتزام بالمدد الدستورية، التي اقرها الدستور وصوت عليها الشعب العراقي، وكأن السلطة لدى هؤلاء حكر لهم والعراق ضيعة عندهم، ممنوع على أحد ما أن ينازعهم الملك.

يبدو أن هؤلاء في سعيهم للبقاء في السلطة والخوف من مغادرة عروشهم، مستعدون أن يضربوا كل القوانين والتشريعات، ويتجاوزن كل الأعراف والتقاليد التي يسير عليها العالم الديمقراطي المتحضر، ويغامرون بمستقبل البلاد من اجل مصالحهم الحزبية والشخصية، ولا ندري كيف كان هؤلاء النواب بارين بقسهم، الذي أقسموا فيه على خدمة المصالح العليا للبد، وهم يحاولون الآن جره الى منزلق خطير، إذا عرفت بدايته فلن تعرف نهايته.

أعذار واهية يسوقها نواب الكتل السنية من أجل تأجيل الإنتخابات، بدعوى أن النازحين لم يعودوا لمدنهم، فيما الإحصاءات والبيانات تؤكد إنه لم يبق إلا النزر القليل منهم، نصفهم من الأطفال الذين لا يحق لهم الانتخاب، وبإمكان مفوضية الانتخابات فتح مراكز للاقتراع في تلك المخيمات، شبيهة بتلك المراكز التي تفتحها في المستشفيات والسجون، ولكن لان هؤلاء السياسيين يرون مستقبلهم قاتما، أرادوا أن يجعلوا مستقبل العراق أسودا.

فيما تسوق بعض القوى الكردية رغبتها تلك، بعدم توفر الظروف الملائمة في الإقليم، بسبب المظاهرات والصراعات التي اندلعت فيه في الآونة الأخيرة، وبإمكاننا أن نسأل كيف جرى الاستفتاء على الانفصال في الإقليم بكل سهولة ويسر، صحبته مظاهر الاحتفالات والأهازيج والدبكات الكردية، واليوم صرتم تتباكون بعدم استطاعتكم إجراء الانتخابات البرلمانية، التي ستفقدون فيها أغلبيتكم لصالح أحزاب كردية أخرى، بعد أن فشلتم في تحقيق أماني الشعب الكردي، وسرقتم ما في جيبه من مصروف يومي.

تتناغم هذه المطالب مع بعض النواب الشيعة، الذين يرون في أجراء الانتخابات بموعدها المحدد يوم نحيب وعزاء، وعض أصابع الندم وحسرة تقطع القلب، كونها ستشهد رحيلهم عن كرسي السلطة دون رجعة، يوم يلفظهم الشعب ويزيحهم بسبب فسادهم وفشلهم، ويأتي بوجوه جديدة همها خدمته وتحقيق طموحاته، بعد أن زالت الغشاوة واتضحت الرؤية، وعرف الناخب العراقي من كان معه، ومن كان يستغله لمآربه الشخصية والحزبية.

إن الانتخابات ليست ترفا سياسيا، أو لعبة يمارسها السياسيون لأجل المتعة، وإنما هي حق إنساني ودستوري للشعب العراقي، يختار من خلالها من يمثله في حكومة عراقية شرعية يعترف بها العالم، وإن محاولات البعض تأجيلها هو لعب بالنار، ستحرق من يحاول أن يفعل ذلك.

أحدث المقالات