23 نوفمبر، 2024 8:22 م
Search
Close this search box.

أحدهم سبب التفجيرات الإرهابية في العراق .. “خلايا داعش النائمة – الفساد – اقتراب الانتخابات البرلمانية” !

أحدهم سبب التفجيرات الإرهابية في العراق .. “خلايا داعش النائمة – الفساد – اقتراب الانتخابات البرلمانية” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ما إن بدأ العراق يدخل مرحلة الانتخابات، إلا وقد بدأت العمليات التفجيرية الإرهابية تحدث بشكل متتالي.. ففي يومين فقط نفذت ثلاث عمليات راح ضحيتها العشرات، وهو ما يجعلنا نقف حائرين أمام أسباب هذه العمليات، خاصة في هذا التوقيت.. فهل للانتخابات البرلمانية علاقة بذلك ؟.. أم أنها عمليات إنتقامية من جانب تنظيم “داعش” الإرهابي ؟.. أم لها علاقة بمن توعدهم “العبادي” بملاحقتهم بسبب الفساد ؟.. كل هذه التساؤلات تحتاج لأجوبة قد تتكشف خلال الفترة القادمة.

3 هجمات انتحارية خلال يومين..

قد لقي 38 شخصاً، على الأقل، مصرعهم وأصيب 105 آخرين في هجوم انتحاري مزدوج أستهدف تجمعاً للعمال وسط العاصمة العراقية بغداد، الإثنين 15 كانون ثان/يناير 2018، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية ومصدر طبي.

وقال مصدر في الشرطة العراقية، إن الهجوم المزدوج حصل عن طريق انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين، فجّرا نفسيهما بالتعاقب في تجمع للعمال بساحة الطيران وسط بغداد.

وأضاف المصدر أن قوات الأمن هرعت إلى موقع الإنفجار؛ وقامت بنقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة، مبيناً أنها فرضت طوقاً أمنياً على المنطقة التي وقع فيها الهجوم.

وهذا هو ثاني هجوم تشهده العاصمة “بغداد” خلال يومين، حيث فجر انتحاري نفسه، مساء السبت، في ساحة “عدن” بمنطقة “الكاظمية” شمالي بغداد، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 24 آخرين بجروح.

بعد “داعش” تحسن الوضع الأمني..

يعتبر الوضع الأمني قد تحسن بشكل كبير في العاصمة “بغداد”، وعموم العراق، بعد أن تمكنت القوات العراقية من القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي وأستعادت المناطق التي كان يحتلها شمالي وغربي البلاد.

ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة..

فور وقوع التفجيرين الأخيرين، أصدر رئيس الوزراء العراقي، “حيدر العبادي”، مجموعة من التوجيهات والقرارات المتعلقة بملاحقة “الخلايا الإرهابية النائمة”.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان، إن “رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي يجتمع بقيادات العمليات والأجهزة الاستخبارية في قيادة عمليات بغداد”.

وأضاف المكتب، أن “الاجتماع أصدر مجموعة من التوجيهات والقرارات والأوامر المتعلقة بملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة والقصاص منها والحفاظ على أمن المواطنين”.

حملة منظمة للإخلال بالوضع الأمني..

بعد التفجيرين انتشرت الشائعات الناشرة للذعر بين المواطنين عن وجود تفجيرات في مناطق أخرى، فأتهمت “خلية الإعلام الحربي” العراقية ، ما أسمتها “حملةً منظمة لنشر الذعر” بين المواطنين، بإدعاء تفجيرات كاذبة تزامناً مع تفجير ساحة الطيران، من “جهات تريد الإخلال بالوضع الأمني لتحقيق مصالحها”.

وقالت الخلية في بيان لها، إن “الحملة المنظمة لنشر الذعر بين المواطنين وإدعاء تفجيرات كاذبة في مناطق متعددة، تزامناً مع التفجير الإرهابي الجبان في ساحة الطيران، تدلل على أن هناك جهات تريد الإخلال بالوضع الأمني لتحقيق مصالحها وفسادها”.

ودعت الخلية إلى “توخي الدقة والحذر وأعتماد المصادر الرسمية في نقل الأخبار وتلافي إثارة الأكاذيب التي تقف خلفها أهداف مشبوهة”.

العراقيون متخوفون من عودة فترة التفجيرات السابقة..

الخوف قائم من عودة هذه التفجيرات الملعونة التي نشرت الرعب والذعر في قلوب المدنيين، سواء من سكنة العاصمة العراقية أو من مدن عراقية أخرى، حيث تحيي ذاكرتهم بما جرى من تفجيرات وقتل على الهوية وقتل بأسلحة كاتمة للصوت واختطاف وفوضى مر بها العراق، ولا يريدون أن تعود هذه الحقبة المظلمة التي تزامنت مع ظهور تنظيمات إرهابية، كان آخرها “داعش”، الذي أستطاع أن يسيطر على ما يقارب أكثر من ثلث مساحة العراق منذ عام 2014، حتى دحره عسكرياً وإعلان النصر النهائي.

3 أمور وراء عودة التفجيرات الإرهابية..

المراقبون للشأن العراقي يستطيعون أن يبرزوا ثلاث نقاط يمكن أن تقف وراء محاولة عودة التفجيرات الإرهابية إلى العراق، أبرزها خسارة تنظيم “داعش” للأراضي والمدن، التي سيطر عليها منذ عام 2014، لذا فهو يعمد إلى زج خلاياه النائمة لخلخلة الوضع الأمني وخلق بيئة غير آمنة ليستطيع من خلالها العودة الى الساحة، وهذا ما دعا “العبادي” إلى دعوة الأجهزة الأمنية لمحاربة الخلايا النائمة للتنظيم.

والنقطة الثانية تكمن في الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة، والذي من نتائجه هذه التفجيرات التي يشهدها العراق، وربما تكون محاولة العودة إلى المربع الأمني الأول الذي شهده العراق؛ محاولة إشغال وإلهاء عن نية الحكومة ورئيس الوزراء “حيدر العبادي” عن فتح ملفات الفساد ومحاربة الفاسدين.

والنقطة الثالثة التي ربما تكون وراء هذه الأحداث فتكمن في اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية، التي هي عنوان لمواصلة العملية السياسية في العراق، وبتعطيلها ستكون هناك نتائج سلبية كبيرة على الوضع العام في العراق، لا سيما الوضع الأمني والسياسي. أضف إلى ذلك أن العراق يواجه تحدياً اقتصادياً كبيراً بعد خروجه من حرب طاحنة دمرت مدنه وشردت الملايين من أبنائه، وربما يكمن اللعب على هذا الوتر من أجل تعطيل الانتخابات ووقف سير العملية السياسية.

خلايا “داعش” النائمة..

رئيس مجلس خبراء دعم صناع القرار، “د. حيدر حميد”، يقول لـ(كتابات)، أنه بعد هدوء ساد العاصمة العراقية منذ وقت ليس بقليل؛ إذ لم نسمع عن أي عملية إرهابية يقوم بها “داعش”، لاسيما بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها قواتنا الأمنية بتحقيق النصر الكبير على التنظيم الإرهابي، وأن إنتهاء العمليات العسكرية ليس معناه القضاء نهائياً على وجوده في العراق، إذ مازال التنظيم يحتفظ بجيوب لفلوله تنتشر في الصحاري والمناطق الجبلية من البلاد، كما أن التنظيم مازال يحتفظ بخلايا نائمة يقوم بتحريكها هنا وهنالك.

وأوضح أن العمليات الإرهابية التي نفذها إحدي إرهابي تنظيم “داعش” بطريقة “الذئاب المنفردة” في ساحة عدن في منطقة الكاظمية المقدسة، التي تعج بزوار الإمام “موسي الكاظم” عليه السلام، والعمليتين الجديدتين تندرج ضمن هذا السياق.

وأضاف “حميد” أن المعركة مع “داعش” قد إنتقلت من العمل العسكري إلى العمل الأمني، وبإعتقادي أن ما حصل اليوم لا يؤثر على نجاحات قواتنا الأمنية، وهو أمر متوقع إذ مازال التنظيم  يحاول، بهذا النوع من العمليات، إثبات الوجود وأن محاولاته هذه هي محاولات يائسة ستبوء بالفشل، لاسيما بعد توجية ضربات قاصمة للجسم العسكري للتنظيم وإنهاء وجوده الفعلي على الأرض.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة