خاص : ترجمة – محمد بناية :
بدأت الاحتجاجات الأخيرة في مختلف المدن الإيرانية اقتصادية، لكن سرعان ما تحولت، وتحدث مختلف المسؤولون في طهران عن وجود مؤامرة “أميركية – إسرائيلية – سعودية – بريطانية” على الجمهورية الإيرانية. وأعلن المرشد “علي خامنئي” بشكل صريح، تورط جماعة “مجاهدي خلق”، (فضلاً عن الدول سابقة الذكر)، في المؤامرة طبقاً للمعلومات الأمنية والاستخباراتية.
لكن ما لفت الإنتباه أكثر، كما يقول “سید علي موسوي خلخالي” سكرتير موقع (الدبلوماسية) الإيراني في أحدث مقالاته التحليلية، هو تصريحات “محسن رضائي”، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومن بعده تصريحات القائد “رمضان شريف”، المتحدث باسم “الحرس الثوري” الإيراني، واللذان أشارا إستناداً للمعلومات إلى تورط أسرة الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين” في الأحداث الإيرانية الأخيرة.
أسرة “صدام” والأحداث الإيرانية..
إذ أشار “رضائي” بوضوح إلى زوجة “صدام”، فيما ألمحت مصادر أخرى إلى تورط نجل “صدام” في الأحداث.
تلك التصريحات أثارت الكثير من الأسئلة حول مصير أسرة “صدام” وقيادات “حزب البعث”، وكذلك مدى إمكانية التعاون مع الأجهزة الأمنية المناوئة للجمهورية الإيرانية. وأنا هنا – والكلام لازال لخلخالي – لا أقصد إثبات تورط أسرة “صدام” في الأحداث الأخيرة من عدمه، لأنه عمل استخباراتي – أمني يخرج عن نطاق عمل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، لكن أهتمامي ينصب على مصير بعض قيادات “حزب البعث”، والذي قد يثير الكثير من الأسئلة لأي شخص.
وعن مصير نجل “صدام حسين”؛ فقد أتضح أن اسمه “علي” وقد أنجبه من زوجته الثانية “سميرة شاهبندر”، وقد هرب مع والدته إلى “لبنان” عام 2003، قبل إن ينتقل إلى “الإمارات” عام 2016. وقد أصدر، قبل أشهر، بياناً هدد فيه بالثأر من إيران على مقتل والده.
كان “صدام” قد تزوج سراً “سميرة شاهبندر”، وهي من أسرة عراقية ثرية معروفة عام 1986. ثم كشف “كامل حنا ججو”، طاهي صدام والمقرب منه، عن طبيعة الزيجة وذكر أنها أنجبت “علي” عام 1988. ونتيجة لذلك توترت علاقة “صدام حسين” بشدة مع “ساجدة” زوجته الأولى، وأستاء “عدي” وقتل “كامل”. بعد ذلك سعى “صدام” إلى إبعاد زوجته الثانية وابنه. ولا توجد معلومات كثيرة ودقيقة حول “علي صدام حسين”، لكن قيل إن “رغد” في الأردن تواصلت معه ونجحت في إستمالته.
مصير فلول القيادات البعثية..
لكن شخصاً آخر كشف عن تفاصيل جديدة، هو “هاني عبداللطيف طلفاح التكريتي”، والمعلومات بشأنه متناقضة، لكن المقطوع به أنه شغل منصب “مدير القوات الخاصة” حتى العام 2003. وكان أحد أثرياء العراق، وكان على قائمة المطلوبين التي نشرتها الولايات المتحدة الأميركية وشملت 55 شخصاً. ثم ألقي القبض عليه وحوكم بالسجن المؤبد عام 2005 في إطار محاكمات “صدام حسين” ورفاقه برئاسة القاضي “رؤوف رشيد عبدالرحمن”، قبل أن يُفرج عنه بسبب عدم كفاية الأدلة.
وكما أسلفت فالمعلومات بشأنه متضاربة، ولكن تقرير الموقع الإخباري (أسكاي پرس) أكد على إلقاء القبض عليه عام 2008 مع عدد من العناصر الإرهابية، وأنه هرب من سجن بغداد عام 2010م. وقد سئل عنه المسؤولون العراقيون كثيراً، لكن لم يكن لدى أحدهم إجابة.
وذكر تقرير شبكة (رادو)، المحسوبة على “مسعود البارزاني”، أن الحكومة العراقية صادرت أموال “هاني عبداللطيف”.
في السياق ذاته؛ ذكر الموقع الخبري (إيلاف)، المقرب من التيارات الليبرالية المناوئة للنظام السعودي، هروب “طاهر جليل حبوش”، آخر رئيس لجهاز المخابرات في عصر “صدام حسين”، و”سيف الدين فليج حسن”، رئيس الحرس الجمهوري، و”هاني عبداللطيف طلفاح”، مدير القوات الخاصة، وأنه لم يتم القبض عليهم مطلقاً وأن الأحكام التي صدرت ضدهم كانت غيابية.
لكن الواضح أن الكثير من قيادات “حزب البعث” أختارت الفرار بعد سقوط “صدام حسين” إلى إحدى الدول الخمس التالية: “اليمن، والأردن، وسوريا، ولبنان، والإمارات”. الكثير منهم ظل مختبئاً في هذه الدول حتى العام 2008، حيث غادروا تدريجياً “سوريا ولبنان” وأقتصروا على “اليمن والأردن والإمارات”.
وفي “الأردن” تعيش أسرة “صدام”، وتشمل “رغد وهنا والأم ساجدة”. وبعد دعوة “علي عبدالله صالح” خرج الكثير من أفراد “حزب البعث” من “الأردن ولبنان” وأستوطنوا “اليمن”. ويبدو أنهم خرجوا إلى “السعودية والإمارات” بعد سقوط “صالح”.
التواطؤ الأميركي وصفقة “خير الله”..
في ذات السياق؛ اُشيع أن “عزة إبراهيم الدوري” لقي مصرعه في مواجهات مع القوات الكردية على حدود “أربيل”. لكن مصادر مطلعة كشفت لـ(الدبلوماسية الإيرانية)؛ أن الجثة التي عُثر عليها لم تكن لـ”الدوري” وأنه طبقاً للمصادر الأمنية يتردد على “اليمن والسعودية”. ورغم سوء حالته الصحية لكنه مازال يسعى إلى قيادة “حزب البعث”.
اللواء “خير الله طلفاح” من جملة القيادات البعثية التي حوكمت بالسجن المؤبد على دوره في عمليات “الدجيل”. ولكن بعد وصول “دونالد ترامب” إلى السلطة وتأسيس التحالف السياسي السعودي – الأميركي ضد الجمهورية الإيرانية شاعت الأخبار عن الإفراح عن اللواء “خير الله”. ولم تؤيد وزارة العدل العراقية صحة هذا الخبر، لكن وسائل الإعلام العراقية كشفت عن اتفاق سري بموجبه أُفرج عن اللواء “خير الله” بعد وساطة “محمد بن سلمان” وموافقة الجانب الأميركي بغرض النفوذ في العراق وتقوية جبهة فلول “البعث” والحشد ضد الجمهورية الإيرانية. وبعد الافراج عنه غادر العراق إلى “الأردن”؛ ومنها إلى “الدوحة”، حيث أستقبله أعضاء “البعث” بحفاوة كبيرة وأنضم إليه أبناء عمومته ودشنوا جولة جديدة من الأنشطة داخل تنظيم فلول “البعث” صيف 2017. وقيل إن الأجهز الأمنية في حكومة “ترامب”، لا سيما الـ”سي. آي. إيه”، تتواصل بشكل مباشر مع اللواء “طلفاح”، وأنها لعبت دوراً مهماً في الإفراج عنه ونقله من العراق.
وتؤكد الكثير من المصادر الخبرية إنتقال الكثير من قيادات “البعث” إلى “السعودية” صيف 2017، بدعوة من “محمد بن سلمان”، وأنهم يعملون في الأجهزة الأمنية السعودية. وهم يتطلعون إلى إستعادة العراق مجدداً بدعم المملكة العربية السعودية. وقيل أن أعضاء “حزب البعث” أشرفوا على عمليات إستجواب الأمراء السعوديين ممن أُلقي القبض عليهم مؤخراً.