22 نوفمبر، 2024 10:44 م
Search
Close this search box.

المرأة العراقية مابين آهات وأحزان

المرأة العراقية مابين آهات وأحزان

طفلة صغيرة في بيتٍ عتيق، لا تعيش الطفولة إلا بشيء قليل، إلى أن يبدأ عودها بالصلابة، تقوم بمعونة والدتها، وتستبدل رداء الطفولة برداء النضج.
كل هذا وهي لا تتجاوز التاسعة من عمرها، حال إكتمل صفاتها الجسدية، حتى يقوم أهلها بتزويجها، فهي مجرد أنثى لا قيمة لها في هذا المجتمع الذكوري، فمكان كل إمرأه البيت، ولا حق لها في التعليم إلا قليلاً.
في ظل الحقبة التي عاشها العراق، تحت طائلة النظام البائد، عانت المرأة العراقية كثيراً، من ظلم وقسوةِ الحياة، إلى تعبٍ ومراعاة لأولادها، حتى يصبحوا رجالا يعتمد عليهم في المستقبل، عسى أن يعينونها في آخر أيام عمرها، إلا أن عدد الحروب التي خاضها العراق، وجلاوزة الدكتاتور الطاغية والتجنيد الإلزامي، أخذت حصتها في قلبِ كل أم وزوجة عراقية في ذاك الوقت، حتى أثقل كاهلها وإنحنى ظهرها حزناً وفاقةً، بفقد فلذة أكبادها، كما كانت الحصة الأكبر للمقابر الجماعية، والسجون السياسية في حزن كل أم ٍ عراقية، حتى أصبح في أغلب البيوت العراقية مأتم، وأنتشر الحزن في قلوب أمهاتنا.
أكثر من توسم خيراً، وأستبشر فرحاً في الخلاص من النظام البائد، والدخول في كنف الديمقراطية، هن النساء العراقيات، فآثار الحزن الذي خلفته حروب العراق على شبابنا، مازال لم يلتئم داخل قلوبهن، إلا أن ما حدث، جعل الجرح والحزن يزداد تفاقماً، فبعد 2003م، شهد العراق ساحة من الدماء الطائفية، التي كان ضحيتها، ثلة من خيرة شباب هذا الوطن البائس، إن الظلام الداكن لهذا المرض الخطير، الذي يدعى الطائفية، هتك أرواح العديد من الشباب، وجعل حرقة وألم وجرحٌ عميق، في قلب هذهِ الأم والزوجة والعجوز البائسة، فهناك العديد من المآتم، التي تركت أثر بالغ في قلوبهن، قد يكون أبرزها إنفجار الكرادة، الذي خلط دماء العراقيين، ووحدة دمعة الحزن على خدود الأمهات.
إن تعجرف وأنانية البعض، ومحاولة تمسكهم بالسلطة، تسبب بضياع ثلث العراق، وكان لابد على شبابنا، أن يصححوا أخطاء السياسين، ويستعيدوا أراضيهم، من الغول الذي ولد، نتيجة تزاوج غير شرعي، بين السياسين الفاسدين والأجندات الخارجية، وتم تسمية هذا الغول غير الشرعي بداعش، وقد ذبح قرباناً له 1700 شهيد، حتى أحترقت قلوب الأمهات حزناً، على أرواحٍ طاهرة ذبحت لأبن زنا، لا يعرف من والده من السياسين، وغيرها من المعارك، التي راح ضحيتها ثلة من الشباب الواعي، قد أشعلت فتيل الحزن مرة أخرى، داخل قلوب النساء العراقيات، وإلى الآن لم ينطفئ هذا الفتيل.
بعد إعلان النصر العظيم على داعش،هل سيكون للشباب دور في بناء البلد، وإعادة البهجة والفرحة لقلوب الأمهات؟ أم سندخل في دوامة أخرى، تعيد إشعال فتيل الحزن في قلوب النساء العراقيات؟

أحدث المقالات