24 نوفمبر، 2024 10:32 ص
Search
Close this search box.

“بلومبيرغ” تكشف .. مخاوف حلفاء السعودية من “ألعاب السلطة” ضد دول الشرق الأوسط !

“بلومبيرغ” تكشف .. مخاوف حلفاء السعودية من “ألعاب السلطة” ضد دول الشرق الأوسط !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

كان حديث وسائل الإعلام الاجتماعية السعودية، خلال الأسبوع الماضي، عن مقطع مصور لولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” وعد فيه بالهجوم على أكبر منافسيه، إيران، وقتالها من الداخل، وفقاً لمقابلة متلفزة أجريت معه منذ  ثمانية أشهر، إلا أنها تستحوذ الآن على أهمية جديدة في ظل الإحتجاجات العنيفة التي تنتشر في جميع أنحاء إيران.

وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد ساعدت على إثارة أمر الإحتجاجات، إلا أن ما هو واضح هو أن الحاكم السعودي قد قام بعدة خطوات تصعيدية إقليمية ضد إيران، ولكنها لم تحقق بعد فوزاً يُذكر.

تقول شبكة (بلومبيرغ) الأميركية، أن أعداء السعودية ليسوا قلقين من خطط “بن سلمان”، لكن حلفاؤه أصبحوا يشعرون بالقلق، من العالم السني العربي، وحتى الولايات المتحدة وأوروبا، أصبح الدبلوماسيون ينفصلون شيئاً فشيئاً عن مشاريع المملكة.

سعى الأمير “محمد بن سلمان” جاهداً، خلال العام الماضي، إلى وقف المنافسين داخل المملكة، ولكن مبادراته تم عرقلتها في كل من “اليمن وقطر ولبنان”، والدول الإقليمية التي يسعى فيها إلى إثبات قيادته.

وقال “هاني صبرا”، مؤسس شركة “أليف الاستشارية”، بمقرها في نيويورك: “يتعامل بن سلمان مع السياسات المحلية والإقليمية بطريقة جريئة ومناسبة على الصعيد المحلي.. لكن في الخارج، فإنه ينتهج خلق مخاطر غير محسوبة”.

أعداء من هنا وهناك..

تقول الشبكة الأمريكية أن “حرب اليمن” قد جلبت الخطر إلى الداخل السعودي، حيث يتهم السعوديين أعدائهم من المتمردين “الحوثيين” بإطلاق صاروخين على الرياض منذ تشرين ثان/نوفمبر الماضي، وهو بمثابة تذكير أنه بعد قرابة ثلاث سنوات من القصف، لم يتم إخماد العدو المستهدف.

ويجد السعوديون أنه ليس من السهل معرفة حلفائهم في تلك المعركة. فمصر، على سبيل المثال، التي تعتمد إعتماداً كبيراً على النقد السعودي، لم تظهر حماساً يذكر لإرسال جنودها إلى “اليمن”، أو لخطة الأمير “محمد” الأوسع لمكافحة إيران.

وفي “لبنان”، كان تدخل الأمير سياسي، وليس عسكري، حيث كانت الإستقالة غير المتوقعة لرئيس الوزراء “سعد الحريري” خلال زيارته للرياض في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، محاولة سعودية لـ”لي ذراع” الحليف اللبناني لـ”حزب الله” اللبناني، حيث كان “الحريري” يحكم ائتلافاً للميليشيات الشيعية، لكنه الآن أصبح يندد به بإعتباره تهديداً مميتاً.

لم يجلب التدخل السعودي في الشأن الداخلي السياسي للبنان، أي سعادة على الصعيد الأوروبي والأميركي، حيث إستضاف الرئيس الفرنسي، “ايمانويل ماكرون”، “الحريري” من أجل التفاوض بشأن الأزمة، بينما ندد “ريكس تيلرسون”، وزير الخارجية الأميركية، بموقف السعودية وبنبرة توبيخ غير عادية، قائلاً إن على المملكة العربية السعودية “التفكير من خلال عواقب” أعمالها.

وقال “تيلرسون” إن اليمن ولبنان وليس قطر فقط، كانوا ضمن أهداف الحظر الاقتصادي، الذي تقوده السعودية منذ حزيران/يونيو الماضي ضد الإمارة الخليجية، ويهدف هذا الإجراء إلى معاقبة الدوحة على الجرائم، بما فيها علاقاتها الودية مع إيران.

“هتلر الشرق الأوسط”..

كان الأمير “محمد بن سلمان”، الذي أطلق عليه القائد الأعلى لإيران، اسم “هتلر الشرق الأوسط” الجديد، قد وطد تحالفاً مع “ترامب” إستناداً إلى العداء المشترك تجاه إيران.

وقال “جيمس دورسي”، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة “نانيانغ” التكنولوجية في سنغافورة، إن الزعيم السعودي يخاطر بشكل مبالغ فيه في مسألة حد النفوذ الإيراني، خاصة إذا حاول استخدام الإحتجاجات الإيرانية كفرصة لإضعاف النظام في طهران.

وقال “دورسي”: “إن إيران تريد بلا شك تجنب المواجهة المباشرة”، لكنها تملك القدرة على الرد من خلال وكلاء في لبنان والعراق، وتثير الإضطرابات بين الشيعة في البحرين وداخل السعودية نفسها.

كما أن الضغط السعودي يعتمد على جهود الولايات المتحدة لإحتواء إيران، التي أصبحت حالياً معزولة بعد قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

دفتر الشيكات الدبلوماسية..

على الصعيد المحلي، تقول الشبكة الأميركية أن الأمير “محمد بن سلمان”، قد حقق نجاحاً أكبر في تقدم جدول أعماله بإجراء إصلاح اقتصادي جذري ضروري لإنهاء عقود من إعتماد المملكة على النفط، بالإضافة إلى تأمين مكانته بصفته وريثاً بلا منازع لوالده الملك “سلمان”، حيث أطلق الأمير حملة لمكافحة الفساد، إحتجز فيها العشرات من رجال الأعمال النخبويين. وقد خفف بعض القواعد الدينية الصارمة في المملكة، وأوضح خططاً لبيع أصول الدولة، وتعزيز الصناعات الخاصة وتقليص الإنفاق العام.

ويقول “علي شهابي”، الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية، الذي يقدم استشارات للحكومة السعودية في واشنطن، أن الأمير “بن سلمان” لا زال يعتمد دبلوماسية “دفتر الشيكات” في تأمين سياسته الخارجية، حيث يقول: “إن القادة السعوديين دفعوا المليارات من المساعدات إلى حلفائهم وأصدقائهم، وكثير منهم استخدموا هذه الأموال لتمويل أعمالهم، ولكن في ظل مواجهة التهديدات المتزايدة داخل المملكة، فقد تأكد ولي العهد من أنها سياسة عفا عليها الزمن”.

“لا يهتم”..

يضيف “صبرا”، أن القوة المطلقة التي يتمتع بها الأمير “محمد بن سلمان” داخل المملكة لا تتجاوز حدودها، وقد لا يكون غير واعياً بما فيه الكفاية بمتطلبات السياسة عندما تكون على النطاق الخارجي، حيث يقول: “إن محمد بن سلمان غير مدرك تماماً أو لا يهتم بتفاصيل الظروف المحلية في الدول الأخرى للمنطقة.. وهذا هو السبب الجذري للمشاكل”.

وتتابع الشبكة الأميركية قائلة أن الحكام العرب في الماضي وجدوا أن توطيد السلطة والثروة وتهميش الأعداء ليس كافياً لضمان بقاء الحكم، وإنما يجب أيضاً إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالطريقة التي يرونها. ولذلك لم يتمكن الرئيس المصري “جمال عبدالناصر” من كسب حرب في اليمن، ثم عانى بعدها من هزيمة كبيرة على يد إسرائيل في عام 1967. وبعد حُكم “صدام حسين” العراق لعقود، أنتهت مشاريعه في الخارج بالفشل الدموي، سواء في الهجوم الذي وقع عام 1980 ضد إيران أو غزو الكويت عام 1990.

ولهذا يقول “بول بيلار”، وهو ضابط سابق في المخابرات المركزية، وأستاذ حالي في جامعة “جورج تاون”، لذا قد يحاول الأمير “محمد”، إظهار أنه مسؤول، وغير مندفع بتهور الشباب مما يعني ضرورة تحمل المخاطر وفرص الفشل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة