اذا اريد لاي عمل ان ينجح لابد وان يكون اصيلا صادقا معبرا عن بيئته مستقلا عن هيمنة الاخرين ومخير غير مسير محترما لاراء الاخرين وخاصة المتلقين. اذا شذ هذا العمل عن هذه القاعدة اصبح سمجا ومملا وغير اصيل ومنفرا ومستعبدا ويسير في فلك الاقوياء المتعالين متناسيا بيئته واهله وغريبا عليهما .ويكون حاله حال من اضاع الرقصتين كما تقول الامثال.
لكن لنكن واقعين نحن نعيش في عالم فيه الكثير من التضاد الثنائي كالفقر والغنى مثلا والعالم العربي بالرغم من كل امكانياته المادية والبشرية يصنف ويندرج ضمن اطار الطرف الاضعف المتخلف في انتاجتيته والمتميز في استهلاكه واتكاليته على ما وهبه الله من نعم على الارض وتحتها وفوقها. فيما يقع الغرب ويصنف ويندرج ضمن صدارة الطرف الاقوى والمتقدم في انتاجتيته التي تخوله في رفع استهلاكه الى حد معقول ومنطقي ولايخرج عن منطق الامور المتعارف عليها . . ليس الانتا ج وحده سند الغرب وقوته ولكن كذلك نعم الله والذكاء الذي منح الله للناس هناك في استغلال هذه الموارد. الشعوب الحية تعمل في الحاضر من اجل المستقبل ولاتتكل كليا على الماضي وتتفاخر فيه كما تفعل الكثير من الدول الفقيرة.
نعم هناك دول فقيرة لها انجازات في ماضيها ولكنها قليلة وفعاليتها تاخذ وقتا طويلا( ) ونتائجها واستعمالاتها محدودة. توقفت انتاجاتها المهمة في فترة في الماضي واخذت تتكل على انتاجات دول جديدة في الحاضر بفعل كسل سكانها وغباءهم وانانيتهم وتشبثهم بقيم وتقاليد بالية وخرافية ولاتمت الى الواقع بصلة. اصبحت هذه الدول تحت رحمة دول اخرى اناسها طريقة تفكيرهم طريقة عملية ومتقدمة تختلف تماما عن طريقة تفكير الدول الفقيرة التي تتفاخر بماضيها ولا تحرك ساكن لاستغلال ما وهبها الله من ثروات ونعم بفعل جهل وانانية ساكنيها وضعف ايمانهم بمبادئهم .
الغرب اول من اجاد ابتكار وسائل الاتصال بين البشر الميكانيكية والاليكترونية وان صح التعبير الرقمية ووظفها بشكل يعود بالنفع على مستعملي هذه الوسائل والغرب اول من وضع قواعد استعمالها والغرب اول من استمر في تطوير هذه الوسائل واول من حفظ اسرارها واستعمل لغاته وحدها في تشغيلها واستعمل قوالبه في صياغة و تقديم موادها ومحتوياتها وانفرد في تسير عملها وهيمن رجاله ونسائه على عملها في مختلف بقاع العالم . اذن اصبحت الهيمنة ليس فقط على الالة وسرها لكن على تسييرها وفق قواعده وبرجاله او من ينوب عنهم في الوقت والمكان المناسبين وحسب اراءه واهواءه.
اذن لاغرابة من هيمنة الغرب على الاعلام في الوقت الحاضر لانه بيده كل مفاتيح الامور. ولاغرابة ان تحظى شؤونه المختلفة في صدارة اولوليات الاعلام العربي. نعم صحيح ان الثقافات والحضارات تتفاعل وتؤثر بعضها في بعض ولكن ان تهمين ثقافة على ثقافات اخرى لابد من وجود اسباب منطقية كالتي ذكرت اعلاه وليس خرافية مفاد بعضها ان الغرب سرق الافكار واجاد الابداع او ان الغرب ا لذي اذمه الله لعصيانه سخر لخدمة امم احبها الله.
هذا ليس تصغير من شأن امم وتعظيم للامم اخرى ولكن بيان لواقع مرير في العالم الثالث ان كان هناك عالم ثالث واعتقد ان القراء الاعزاء يتفقون مع ما قلت.