باكستان .. أطفال “قصور” يعيشون كابوس حقيقي والشرطة تغض الطرف !

باكستان .. أطفال “قصور” يعيشون كابوس حقيقي والشرطة تغض الطرف !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

إمتلأت شوارع مدينة “قصور” الباكستانية بمئات المتظاهرين إحتجاجاً على إنتشار ظاهرة الإعتداء على القُصَّر، فيما تدخلت الشرطة لتفريق المظاهرات.

وكانت واقعة الإعتداء الجنسي على الطفلة “زينب”، (7 أعوام)، وقتلها، الشرارة التي أثارت غضب المواطنين، إلا أنها ليست الحالة الأولى، إذ شهدت المدينة 19 جريمة مشابهة العام الماضي، وتحولت المظاهرات إلى إنتفاضة شعبية راح ضحيتها شخصين والكثير من المصابين نتيجة تدخل الشرطة لتفريقها، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

وصرح متحدث باسم شرطة “قصور”، لوكالة (إفي)، بأن المتظاهرين قاموا بأعمال تخريبية وحطموا واجهات المحال التجارية، إحتجاجاً على ما وصفوه بأنه تقاعس قوات الشرطة في التعامل مع قضايا الإعتداء على الأطفال وقتلهم.

الجاني اعتدى على الطفلة ثم قتلها وألقاها في الشارع..

عُثر على جثة الطفلة ملقاة في القمامة بعد تغيبها عن المنزل لعدة أيام، وكان أبواها قد سافرا إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة العمرة وتركاها تحت رعاية أحد أقاربها، وتم نقل الجثة إلى المستشفى لتشريحها وبقيت هناك 4 أيام حتى تم التعرف عليها، لكن الأهالي رفضوا دفنها حتى تحقيق القصاص من القتلة، وبفحص الجثة تبين أنها تعرضت إلى إعتداءات جنسية قبل وفاتها، وتم الكشف عن مقطع فيديو التقط بواسطة كاميرا مراقبة للحظات الأخيرة في حياة الطفلة وظهر فيه مختطفها وهو يمسك بيدها.

وطالب المتظاهرون بتنفيذ عقوبة الإعدام على الملأ على المتهمين، وتسببت الإحتجاجات في وقوع أعمال شغب في المدينة وأصطدم المحتجون بالشرطة.

وقال أحد المواطنين، يدعى “سالم الرحمن”، بأن الإحتجاجات كانت سلمية حتى قام أحد الطلاب بإلقاء الحجارة فقامت الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين، وأكد: “الوضع الأمني سيئ للغاية ووقعت الكثير من الحوادث لذا خرجنا إلى الشوارع”.

وصرح متحدث آخر باسم الشرطة، “خالد إقبال”، للوكالة أيضاً، بأنه تم تقديم دعاوى ضد 3 من رجال الشرطة اُتهموا بقيامهم بقتل إثنين من المتظاهرين كانوا ضمن مجموعة حاولت الإعتداء على قسم الشرطة لذا أطلقت الشرطة طلقات الرصاص للدفاع عنه، وأشار “إقبال” إلى أنه لم يتم العثور على  المعتدي على الطفلة وجاري البحث عنه.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم قطاع الإعلام بالجيش، “أسيف غفور”، أن القوات المسلحة “سوف تدعم الشرطة في البحث على المتهمين والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة”.

وقام رئيس حكومة إقليم البنجاب، “شهباز شريف”، بزيارة أسرة الطفلة وأكد لهم على أنه سيتم معاقبة المتهمين بأشد عقوبة.

الشرطة متورطة وتغض الطرف..

لا يشعر أغلبية المواطنين بالثقة في قوات الأمن، بل يتهمونها بأنها تغض الطرف عن الجرائم وأن بعض أفرادها متورطون مع هذه العصابات، وأن الشرطة تبحث عن كبش فداء للتهرب من المسؤولية، بحسب تصريحات أدلى بها مواطنون لوكالة (رويترز).

وفي أحيان كثيرة يتعرض مقدمو الدعوى للاعتقال بدلاً من المتهمين، وقالت إحدى السيدات إن ابنتها تعرضت للإعتداء الجنسي، وعند تقديم دعوى ضد المتهم قامت الشرطة باعتقال شقيق الضحية بدلاً من البحث عن المجرم.

وفي آب/أغسطس عام 2015، ثبت تورط الشرطة في فضيحة كبيرة بسبب علاقة بعض رجال الشرطة بـ 14 شخصاً ينتمون إلى عصابة قامت بإجبار الأطفال، بالأسلحة النارية والبيضاء، على القيام بأعمال جنسية وتصويرهم بهدف إبتزاز عائلاتهم، لكن لم يتم الحكم سوى على إثنين من المتهمين فقط بالسجن المؤبد، وتم الإفراج عن باقي المتهمين، وخرجت حينها المظاهرات التي أتهمت الشرطة بحماية المتهمين.

وأعتباراً من آذار/مارس الماضي تم أعتبار الإعتداء على القُصَر جريمة في القانون الباكستاني، وتصل العقوبة فيها إلى السجن لمدة 7 أعوام.

كابوس حقيقي..

يعيش أطفال “قصور” في كابوس حقيقي، ومنذ أعوام تشك السلطات الباكستانية في وجود عصابة إجرامية متخصصة في الإعتداء على القصر، لكن لم يتم الوصول إلى أفرادها بعد، وتؤكد السلطات على أنها ليست لديها أية معلومات أو مؤشرات رغم اعتقال الكثير من المتهمين وتوقيع عقوبة السجن عليهم لإرتكابهم أعمال لها علاقة بإغتصاب الأطفال.

بينما ذكرت لجنة حقوق الإنسان في باكستان أنها حصلت على شهادات تؤكد بما لا يدع مجالاُ للشك على وجود منظمة تقوم بتنفيذ أعمال عنف وإعتداءات جنسية على الأطفال في قرية “حسين خان ولا” بمقاطعة “قصور”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة