16 نوفمبر، 2024 7:02 م
Search
Close this search box.

بغداد 21 رؤية تغلبية لمستقبل بغداد التاريخية !

بغداد 21 رؤية تغلبية لمستقبل بغداد التاريخية !

عرض/ احسان فتحي
معماري حفاظي ومخطط حضري
صدر هذا العام، وفي مايس 2017 تحديدا، كتاب فخم بعنوان ” بغداد القرن الحادي والعشرين – المدينة التاريخية”، ألفه وصمم كل صفحة من صفحاته ال 555 بعناية لافتة، المعماري والمخطط العراقي المعروف تغلب تقي عبد الهادي الوائلي، وتم طبعه في دار الاديب في عمان بهيئة انيقة وجذابة. يشكل هذا الكتاب اضافة نوعية ونادرة لرؤية عراقية لما قد تصبح عليه مدينة بغداد التاريخية مستقبلا، وتحديدا منطقة الرصافة المحصورة من باب المعظم ووزارة الدفاع شمالا وحتى ساحة التحرير جنوبا (حوالي 3300 متر طولا)، ومن شارع الرشيد شرقا وحتى ضفاف نهر دجلة غربا. وبذلك فان هذا التحديد الذي غطى فقط 80 هكتار من الرصافة القديمة، والذي جاء لأهمية المنطقة من جهة ولتوفر بياناتها التفصيلية لديه، الا انه لا يشمل جميع مناطق بغداد التاريخية الاخرى في الرصافة علاوة على مناطقها الأخرى كالكرخ والاعظمية والكاظمية. وبالرغم من ذلك، فاني اعتبر هذه الدراسة غاية في الاهمية كونها تطرح افكارا جوهرية تخص مستقبل تراث بغداد المهدد جديا بالزوال او التشويه الابدي.
ان الخطط التي يطرحها المعماري والمخطط تغلب تجمع بين امرين متصارعين ومتناقضين، وهما ضرورة الحفاظ على الموروث المعماري الذي استطاع الصمود حتى الان مع درجة ليست قليلة من التغيير والتشويه من جهة وضرورة التطوير والتحديث للارتقاء بالمنطقة برمتها الى مستويات حضارية متقدمة من جهة اخرى. ان مثل هذه المهمة مسالة غاية في الصعوبة بالنسبة لأي مخطط حضري يجابه مثل هذه التحديات الجسيمة بخطورتها والتي عليه ان يتحمل مسؤلياتها التاريخية. وقد لا يتفق الجميع مع ما تطرحه الدراسة من افكار قد يبدو قسم منها مثيرا للجدل لما تحتويه من مستويات كبيرة نسبيا من التغيير و”التدخل” الا انها، على الاقل، تثير أفكارا جوهرية جديرة بالاهتمام والاعتبار من اجل احياء مناطق بغداد التاريخية وضمان مستقبلها واستدامتها وهي التي عانت وتعاني اليوم من الاهمال الشديد اصلا ولم تدرجها أي من الجهات التنفيذية المسؤولة ضمن اولوياتها الاساسية. وقد تشكل افكاره التي يطرحها في دراسته المعمقة هذه منهجا من الممكن اتباعه ايضا في مناطق تراثية اخرى عديدة في العراق، مع الاخذ بنظر الاعتبار خصوصيات المكان لكل منطقة.
ولد تغلب في الكوت عام 1951 لكنه ترعرع في بغداد، فهو بغدادي بامتياز، ودرس في الثانوية المركزية وسط المدينة القديمة، ومن ثم حصل على شهادة البكالوريوس في هندسة العمارة من جامعة بغداد عام 1974، والماجستير في التخطيط الحضري من مركز التخطيط الحضري والاقليمي بجامعة بغداد عام 1977. غادر العراق في نفس السنة ليعمل في ابوظبي حيث انجز فيها تصاميم متميزة لعدد كبير من المشاريع ثم غادرها الى كندا عام 2000. عاد بعد هذه الغربة الطويلة في عام 2003 الى العراق وهاله حينها ما شاهده من حالة الدمار والتردي الذي اصاب بغداد والعراق مقارنة بالصور التي كان يحملها عن بلده منذ ان غادره لأخر مرة في 1977.
اعتقد المهندس تغلب، ان اول شيء يجب عمله هو تأسيس مكتب معماري استشاري ليسهم في حملة اعادة البناء والتخطيط لمستقبل المراكز الحضرية في العراق. وحاول تأسيس “اتحاد المكاتب الاستشارية ” لدعم العمل الاستشاري الا انه لم ينجح بسبب معوقات عديدة وضعت امامه سواء من الزملاء او الجهات المعنية حينها، لكنه شارك في تأسيس شركة “رواد العراق للاستشارات الهندسية والمعمارية” التي حققت بعض المنجزات المعمارية في الفترة من 2004 وحتى 2007 عندما انتقل الى عمان في 2007 ليؤسس شركة “الصولجان” مع المهندس المدني الاستشاري المعروف هشام المدفعي، وحصلا على عدد من المشاريع والدراسات التخطيطية لمدن عراقية كالتجديد الحضري للموصل القديمة والخطة الهيكلية لمحافظة المثنى وقد انجزتا بنجاح. بعدها عاد مجددا الى بغداد عام 2008 ونجح في التعاقد مع امانة بغداد عام 2009 لإعداد دراسة تخطيطية مفصلة للحفاظ على شارع الرشيد وتطويره وانجز الجزء الاكبر منها، الا انه اضطر للتوقف عن العمل بالمشروع بسبب خلافات تعاقدية يؤسف لها كثيرا كان بالإمكان تفاديها.
اعجبني في هذا الكتاب المنهجية العلمية، ووضوح الرؤية، والتوجه المهني الذي تعامل بها المهندس المعماري تغلب، كمخطط حضري، مع المكونات الاساسية لهذه الدراسة التخطيطية الحضرية المعقدة، وقد لجأ في ذلك الى تقسيم هذه الدراسة الى خمسة أجزاء هي: الماضي، الحاضر، الرؤية، الاحياء، والتنفيذ، ثم خصص شروحات ونصوص مفصلة لكل جزء منها، مع التركيز المكثف لكل من الماضي (126 صفحة)، والحاضر (153 صفحة)، والاحياء (161 صفحة). وفي الحقيقة، فقد احتوى الكتاب على مئات من الصور والمخططات الهندسية الدقيقة التي عكست الجهود التوثيقية الكبيرة والمفصلة المبذولة في اعداد هذه الدراسة المتميزة.
بدأ المؤلف في فصله الاول سردا تاريخيا للمدينة منذ نشوئها عام 762 وحتى القرن العشرين ليبين انه في الحقيقة، تمثل الرصافة التاريخية اليوم كل ما تبقى من قلب بغداد التاريخية العظيمة والتي للأسف تعرضت الى تدمير كبير في بنيتها المعمارية والحضرية، ولم يتبق منها سوى نسبة قليلة من ابنيتها وفراغاتها الحضرية العباسية، اوحتى تلك التي ترجع الى القرون القليلة المتأخرة. حيث تم تمزيقها اربا اربا بواسطة شوارع مستحدثة، كما أوضح المؤلف ذلك بالخرائط التفصيلية، ابتداءا من شارع الرشيد في عام 1916، وشارع الملك غازي في 1936، وشارع الملكة عالية (الخلفاء حاليا) في 1957، ثم شوارع الجسور المتعامدة مع دجلة ابتداءا من جسر مود في 1918، والمأمون في 1940، وفيصل (الاحرار) في 1941، والساحات الكبيرة التي احتاجتها التقاطعات المرورية الكبيرة مثل ساحات السنك، والنهضة، والسباع، وفيصل الثاني (حافظ القاضي)، والامام طه (الرصافي)، والميدان، اضافة الى تطوير ساحتي باب المعظم وباب الشرقي، والسماح ببناء عمارات كبيرة ومرتفعة جدا في شارعي الرشيد والبنوك مما ادى الى تدمير هائل في منطقة “باب الاغا” تحديدا، وهي أهم منطقة تاريخية في بغداد.

ان كل هذا التدمير الذي لايصدق، وكأنه جاء من جهة عدوة تكره تراث مدينة بغداد، او من جهة جاهلة بقيمة تراث بغداد، أو يتلذذ ويتفنن بالتفريط بتراثها، وانجزت كل هذا التغيير والتدمير بأسم التحديث والتطوير نحوالافضل. ولو جئنا بهولاكو جديد وتعاقدنا معه لتدمير الرصافة وتشويهها لما استطاع ان ينافس ما حصل للرصافة من قبل اهلها و”أمناء” عاصمتها.
بعد ذلك، وفي الفصل الثاني، ركزت الدراسة قبل كل شىء على دراسة الواقع الراهن بمختلف جوانبه الحضرية والاقتصادية، كمشاكل الاسواق ككل، واسواق الجملة بشكل خاص، والاضرار البيئية الكبيرة التي تسببها هذه الاسواق لشارع الرشيد تحديدا وعلى الرصافة التاريخية برمتها. كما تناولت تحليل أسباب التدهور الحضري للمنطقة، ومشاكل المروروشبكة الطرق والازقة، وانهيارالخدمات والبنية التحتية، وما تعانيه الضفة النهرية المهملة، كما وثقت بشكل مفصل شارع الرشيد بكافة ابنيته وساحاته الحضرية.

اما بالنسبة للرؤية العامة، والتي اسميتها ” تغلبية ” تثمينا مني للجهود القيمة التي بذلها المهندس المعماري والمخطط تغلب شخصيا، فكان اهمها فكرة ضرورة استرداد شارع الرشيد والمنطقة المحيطة به لأهميتهما التاريخية المركزية والتي تقلصت لدرجة كبيرة حاليا، مع اعطاء الاولوية للموروث الثقافي، واحياء مسارات السابلة عن طريق ما اسماه ب “الرؤية الثلاثية الابعاد” بأبعادها المتمثلة بالمكان والوظيفة والزمان، والتي ركزت على مفهوم ” الإعادة “: أي إعادة التشكيل المكاني وإعادة التوازن الحضري وإعادة ذاكرة المدينة من خلال تدخلات “جراحية” واستراتيجيات محددة.
الفصل الخاص بالإحياء الذي يلي الرؤية، وهو الاهم في الدراسة في رأيي، يطرح فيه الوائلي سبع استراتيجيات غطت الإطار التخطيطي الشامل من خلال ما سمي ب “بغداد 21”. ان هذه الاستراتيجيات تتلخص بإعادة النهر الى المدينة من خلال إحياء الضفة النهرية والممشى النهري الهام جدا لمستقبل الرصافة التاريخي ككل، ومقترحات تصميمية لإعادة إحياء وتطوير حوالي 32 ساحة وميدان حضري مفتوح، ضمت من بينها ساحات باب الشرقي، والسنك، والشورجة (جامع مرجان)، والرصافي، والميدان، والقلعة (وزارة الدفاع) سابقا. واحتل إحياء شارع الرشيد الذي اسماه ب “السيمفونية الحضرية” حيزا هاما ضمن استراتيجياته السبعة التي ضمت أيضا اعادة تطوير17 سوق تراثي، وإعادة احياء سوق الثلاثاء، إضافة الى احياء محلة جديد حسن باشا، وخلق العديد من المسارات التي تقدم خيارات عديدة للمشاة. كما قدمت هذه الاستراتيجيات مقترحات محددة وهامة لمعالجة مشاكل المرور والمواصلات بناء على مبدأ المشاة أولا.
الاستراتيجية الأهم هي الاستراتيجية السابعة والتي تركز على احياء ذاكرة المدينة والتي اسماها “إعادة الذاكرة المدينية – الماضي يعود ليخبر المستقبل”، والتي ركز فيها على تعزيز إعادة بناء الذاكرة التاريخية العمرانية والثقافية للمدينة على حد سواء بطرق مختلفة وذلك باستغلال إمكانات تاريخ المدينة القريب الماثل في الذاكرة والبعيد الذي يعود الى 1250 عاما. وقد أورد المؤلف امثلة هامة لإمكانية اعادة بناء عدد من المعالم التاريخية التي هدمت خلال القرن العشرين ومنها باب المعظم، وباب الشرقي، والقلعة، الا انني كنت أتمنى ان يشمل ذلك جامع مرجان وجامع الوزير الاصلي بقبته الشاهقة، والفنار الذي كان يطل على نهر دجلة امام جامع الجامع الاصفي، وعدد من العناصر التاريخية الاخرى التي نراها في الصور القديمة. ان استرجاع بناء المعالم التاريخية الهامة هي عملية معمول بها في أكثر الدول وهي ضرورية لتعزيز اعادة بناء الذاكرة التاريخية للأجيال القادمة.
ومن اللافت للنظر ان الدراسة تبنت، لسبب غير موضح ولربما مثير للجدل، الشكل الدائري لأغلب هذه الميادين الحضرية، او زخرفة ارضياتها بنقوش دائرية. ان المعالجات الدائرية المقترحة ستسبب، برأي، تغيرات بنيوية اساسية في الذاكرة الصورية للرصافة التاريخية ذلك لان الشكل الدائري للفراغات الحضرية لم يستعمل ابدا في المدن العربية الاسلامية، عدا مدينة بغداد العباسية المدورة حيث تم تبنى شكل الدائرة للمدينة ككل وليس لفراغاتها الحضرية الداخلية. فنحن نرى مثل هذه الميادين الدائرية في العديد من المدن الاوروبية، ولكن هي لا تمثل عنصرا حضريا تقليديا مألوفا في مدينة عربية مثل بغداد. وقد يعزى ذلك الى ان “الدوار” الحضري، او ما يسمى بالعامية العراقية ب (الفلكة) ادخلها الانجليز في العراق لحل مشكلة تقاطعات الطرق الرئيسة للسيارات وليس للسابلة، وبذلك فقد بنى المخطط تصاميمه وفقا لما هو موجود على الأرض. الا انه ليس من المناسب مثلا، وضع جامع مرجان وسط دوار امام مدخل سوق الشورجة التاريخي وكأنه كتلة صرحيه منحوتة. ولا يجب ان يفوتنا بان هذا الجامع هو محاولة بائسة من دائرة الاوقاف لتقليد الجامع الاصلي الذي تم هدمه من قبل أمانة العاصمة (عدا المئذنة والمدخل) عام1947، وبالرغم من معارضة عدد كبير من أبرز الشخصيات البغدادية. وبالرغم من ذلك، تبقى هذه الملاحظات ثانوية ومن الممكن معالجتها، ولا تقلل من اهمية الدراسة.
وعلى اية حال، فان ما يطرحه المخطط العام لمنطقة الدراسة من أفكار عديدة هي جديرة بالاعتبار، وفي العديد منها درجة عالية من الابتكار الخلاق، وتشمل ترميم 390 بناية تراثية في شارع الرشيد والذي تقترح الدراسة تحويله للسابلة فقط واحياء فكرة تشغيل الترامواي فيه، واحياء 1400 بناية، وترميم 242 بناية تراثية اخرى. واسهبت الدراسة في اهتمامها المستحق في معالجة الضفة النهرية المهملة، والتي تبلغ حوالي 3750 متر طولا، واقترحت مستويين من المماشي، أحدهما علوي والاخر أوطا منه ب 7 متر، مع اماكن للجلوس والتمتع بنهر دجلة وبالمباني التاريخية المطلة على دجلة، وتوفير المحطات النهرية للزوارق والتنقل النهري.

الجزء الاخير من الدراسة خصص لامرهام وحاسم جدا يتعلق بالتحقيق، أو رؤية المخطط فيما يخص كيفية تنفيذ هذه الدراسة التي شملت حوالي 80 هكتارا من الرصافة القديمة. ونظرا لتعدد ملكيات العقارات الواقعة ضمن منطقة الدراسة وتفتتها وتشعبها مع مرور الزمن فان المؤلف -المصمم يقترح تجاوز هذه المشكلة المعقدة من خلال اجراء تعديلات معينة في قانون الاستملاك المرقم 12 لعام 1981، وتأسيس شركة ” تطوير عقاري” مختلطة، ما بين القطاعين العام والخاص، بقيمة رأسمالية قدرها حوالي 4 مليارات دولار، يكون ثلثاها هو مجموع قيمة اسهم أصحاب العقارات والحقوق الحاليين من القطاعين، ويطرح الثلت الباقي كأسهم تباع للمستثمرين مما سيحقق مبلغا قدره حوالي 1.5 مليار يوفر السيولة اللازمة للشروع في التنفيذ. كما تقترح الدراسة بان مدة التنفيذ لجميع افكار المخطط العام ستستغرق 6 سنوات تنفذ على ثلاث مراحل زمنية. ويبدو لي بأن افكار التنفيذ المقترحة هي غاية في التفاؤل والمثالية، ولا تأخذ بنظر الاعتبارالظروف السياسية والاقتصادية المعقدة، وخاصة فيما يتعلق بالجهات المنتفعة المعنية، او المتأثرة بالمشروع، أو ما يسمى بالانجليزية ب (stakeholders)، ومنهم اصحاب اسواق الجملة وكبار أصحاب الاملاك، والذين من المؤكد بأنهم سيعارضون بشدة مثل هذا المقترح لأنه، حسب اعتقادهم، ان المقترح سيؤثر سلبا على ارباحهم الهائلة التي يحققونها حاليا. ولمواجهة ذلك، يعتقد المؤلف بان برامج التوعية الإعلامية والمشاركة المجتمعية بالفوائد التي ستنتج عن تطويرالمنطقة، وعلى الأخص لإصحاب المصالح والعقارات، قد تكون كفيلة بإقناعهم بجدوى المشروع. الا انه يجب ان لا ننسى بأن اصحاب المصالح مدعومون بقوة من قبل الاطراف السياسية المتنفذة، وبغض النظرعن كل التبعات البيئية السلبية الكبيرة التي تسببها هذه الاسواق على المنطقة بأسرها، ويمكن ان يعرقلوا جديا تنفيذ مثل هذا المشروع الطموح.
من المهم الإشارة الى ان كل المحاولات التخطيطية والحفاظية السابقة، واهمها كانت تلك التي اعدت لمنطقة الرصافة عام 1984 من مجموعة استشارية عراقية واجنبية، اصطدمت بعدم جدية الجهات المسؤولة، او بسبب تفاقم الاموروتعقد المصالح المتشابكة الى درجة أصبح من الصعب جدا، بل حتى من المستحيل، استرجاع امجاد المدينة كما كانت قبل حتى 100 سنة! وبرأيي، فأن أي محاولة تخطيطية ومعمارية لاعادة البعد التاريخي لمنطقة مثل الرصافة سيتطلب جهودا تفصيلية جبارة، واموالا هائلة، ووقتا طويلا لايقل عن 20 سنة، وشرط وجود جهات حكومية جادة وتؤمن بكل صدق بضرورة تحقيق هذا الهدف السامي.

ختاما، لا يسعني الا ان أثمن الجهود المتميزة التي بذلها الاخ والصديق تغلب في طرح رؤية جديدة وبفترة قياسية لتساهم في إحياء مركز مدينة بغداد وتأكيد البعد التاريخي للرصافة. وهو، كمثقف بغدادي من جهة وكمعماري ومخطط محترف من جهة اخرى، قد ادلى بدلوه الخاص، واصطدم بعوائق منظورة، واخرى غير منظورة، اضطرته لنشر رؤيته للمهتمين بإعمار المدينة واحياء تراثها، وكذلك للأجيال القادمة التي ستحاسبنا حسابا عسيرا على تقصيرنا ومواقفنا اللامبالية تجاه ما حصل لموروثنا الثقافي في كل ارجاء الوطن، وان تساهم رؤاه في انقاذ ما يمكن إنقاذه وتكون إشارة البدء لإحياء هذه المدينة العريقة التي طالت معاناتها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة