16 نوفمبر، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. “حسام أبو العلا” : أني أسعى دائماً لإستنساخ ماضٍ جميل في حاضر مفزع !

مع (كتابات) .. “حسام أبو العلا” : أني أسعى دائماً لإستنساخ ماضٍ جميل في حاضر مفزع !

خاص : حاورته – سماح عادل :

“حسام أبو العلا” كاتب مصري، من مواليد محافظة الشرقية، حاصل على ليسانس آداب- قسم تاريخ، عضو في نقابة الصحفيين المصريين، صحفي بمجلة أكتوبر، صدر له “قلب مهزوم”  مجموعة قصصية 2017، ومجموعة قصصية “الكيس الأسود”

إلى الحوار:

(كتابات) : احكي لنا عن شغفك بالكتابة.. كيف بدأ وكيف تطور؟

  • علاقتي بالقراءة بدأت منذ بداية المرحلة الابتدائية، كنت شغوفا بقراءة الصحف وأذهب باكرا لشرائها وانتظر ساعات وصول سيارة توزيع الصحف وذلك لحرصي على قراءة الأخبار في الإذاعة المدرسية، وفي المرحلة الإعدادية كانت سلسلة  القصص البوليسية “رجل المستحيل” تستهوى كافة أقراني وكنا نتبادلها، وفي المرحلة الثانوية قرأت جميع دواوين الشاعر فاروق جويدة، وكنت أحاول محاكاة مفرداتها في عبارات نثرية، ثم استهوتني القصص القصيرة ونشرت عددا من المحاولات على مجلات الحائط في الجامعة، وكانت نقطة التحول في مسيرتي فوزي بمسابقة للقصة القصيرة في الجامعة لكن انشغالي بالعمل في الصحافة بعد التخرج كان وراء تأجيل إصداري أول مجموعة قصصية.

(كتابات) : مجموعة “قلب مهزوم” تحكي عن الحب برومانسية وعذوبة.. هل اختلف الحب في الوقت الحالي مع صراعات الحياة؟

  • عندما قررت كتابة أول مجموعة قصصية كان بداخلي خبرات سنين من الألم والوجع نتيجة تراكمات حياتية، كنت حريصا على العودة إلى زمن الرومانسية وتقديم الحب في صورته المثالية التي ننشدها جميعا، وهو ما جعل أحد النقاد يتهمني بالإغراق في المثالية، حينها كان ردي بأنني أسعى لاستنساخ ماض جميل في حاضر مفزع ربما تنبض قلوبنا مجددا بعد موتها بفعل القسوة وانعدام الرحمة، لذلك ابتعدت عن العنف والجنس، ومن أهم ما ركزت عليه عدم تكرار النهايات التقليدية التي تنتهي بزواج البطل للبطلة فمن بين النهايات موت وفراق، كما أنني قدمت التضحية التي يتوهم البعض أنها من الزمن الفائت فقدمت صورا رائعة لنماذج معطاءة لآباء وأمهات رفضوا استنشاق عبير السعادة واختاروا أن يكونوا الضحايا حفاظا على الأبناء.

وفي مجموعتي الثانية “الكيس الأسود” التي ستصدر في معرض القاهرة للكاتب 2018 أواصل التركيز على الجانب الإنساني بقصص تحمل دراما إنسانية، وهو أسلوب وخط أجد ذاتي فيه وسأستمر فيه مهما واجهت من انتقادات، أنا مؤمن أن الكتابة رسالة إنسانية وتهدف في المقام الأول إلى إرساء قيم ومبادئ ومعاني جميلة وترصد واقعا نحياه وليس كل الواقع نخجل منه بل به ما نفخر به.

(كتابات) : هل تراجعت الكتابات الرومانسية في رأيك.. ولما؟

  • بدون شك تراجعت بشدة، ونادرا ما تصدر مجموعة قصصية أو رواية رومانسية، ومازلنا نعيد قراءة “عصر الحب” لنجيب محفوظ، و”إني راحلة، رد قلبي، بين الأطلال، نادية” ليوسف السباعي ، و”صانع الحب، النظارة السوداء، أنا حرة، أين عمري، الوسادة الخالية، لا أنام، منتهى الحب، العذراء والشعر الأبيض”  لإحسان عبد القدوس، و “ماجدولين” للمنفلوطي، و”الحب في المنفى” لبهاء طاهر، و”أعلنت عليك الحب” لغادة السمّان.

(كتابات) : لما تفضل كتابة القصة القصيرة وهل كتابة الرواية خطوة مؤجلة؟

  • عشقت القصة القصيرة من كتابات يوسف إدريس، هذا المبدع الذي رسم بمفرداته البليغة لوحات بديعة من المعاني الجميلة، بخلاف أنك تستمتع بحبكة قصص إدريس فأنت تغرق في أنهار من البلاغة والعبارات الرائعة التي تخطف عينيك وأذنيك وتطرب قلبك وتهفو لها مشاعرك، يكفي أن تقرأ على سبيل المثال وليس الحصر قصص ” نظرة، بيت من لحم، جمهورية فرحات، قاع المدينة، حادثة شرف، أرخص ليالي” لتستمع بإبداع سيد القصة القصيرة.

وبالنسبة للرواية بدأت بالفعل في كتابة أول رواية في مشواري الأدبي وستطرح بإذن الله في معرض القاهرة للكتاب 2019 لو أمد الله في العمر .

(كتابات) : هل واجهتك صعوبات في النشر وما رأيك في حال النشر في مصر؟

  • يعاني أغلب المؤلفين الشباب في التعاقد مع دار لنشر إبداعاتهم في ظل الإهمال والمجاملات في النشر للجهات التابعة للدولة، مثل الهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة والتي  تنشر عن طريق العلاقات دون النظر لقيمة ما تطبع وهو ما أصاب عدد كبير من المبدعين والمثقفين الشباب بالإحباط أو الاتجاه للدور الخاصة والطباعة على نفقتهم وقد طبعت كتابين على نفقتي.

وأتمنى من وزارة الثقافة أن توجه جزء من ميزانياتها المخصصة للطباعة لدعم دور النشر الخاصة الجادة التي تنشر أعمالا بالفعل تستحق الطباعة، لكن للأسف هناك ملايين تهدر في طباعة كتب لكتاب كبار ومثقفين أصدروا عشرات الكتاب ولا يحتاجون إلى دعم الدولة ويجب توجيه هذه المبالغ إلى الدور المميزة لتبنى المبدعين وفق قيود وشروط ولجان لفحص الأعمال الجادة.

وتعاني دور الطباعة و النشر من مشاكل مالية عدة أدت إلى غلق عدد كبير منها خصوصا في الأعوام الأخيرة إذ أنه بخلاف ضعف المبيعات في مصر نتيجة تراجع الإقبال بشكل عام على القراءة فإن التسويق بالخارج أيضا بات يمثل أزمة كبيرة لدور الطباعة والنشر بعد ارتفاع قيمة الشحن إثر ارتفاع أسعار الدولار خلال آخر عامين وهو ما تسبب في تراجع مشاركة عدد كبير من دور النشر المصرية في المعارض العربية والدولية.

وبرأيي أن اتهام بعض دور الطباعة والنشر الخاصة بالانغماس في الأغراض التجارية دون الاهتمام بدورها التنويري والتثقيفي هو اتهام مبالغ فيه إذ يمكن التماس العذر لدور النشر بسبب ضعف البيع لذا تحصل من المؤلف على قيمة الطبع وتشاركه في أرباح المبيعات لتحقيق هامش ربح بسيط، حيث أن أغلب دور النشر تعاني بشدة ولا يحقق أرباحا طائلة إلا الدور الكبرى المسيطرة على سوق الكتاب عن طريق احتكار طباعة كتب كبار المؤلفين أو طباعة كتب لبعض الكتاب السياسيين أو الشخصيات العربية المشهورة.

(كتابات) : من هم الكتاب الذين تفضل والذين أثروا بك؟

  • يوسف إدريس،  إحسان عبد القوس، يوسف السباعي، عبد الوهاب مطاوع، فاروق جويدة.

(كتابات) : ما رأيك في حال الثقافة في مصر؟

  • للأسف في تراجع كبير، والمشهد هزلي، على الرغم أننا في فترة فارقة تحتاج إلى دور ثقافي تنويري مهم لإنقاذ شبابنا من مخاطر عدة أبرزها الإرهاب وغسل الأدمغة من جماعات التطرف، يجب احتضان المبدعين الشباب بطباعة إصدارتهم وتقديمهم في ندوات وصالونات وندوات، لكن للأسف من يقبض على كافة مفاصل وزارة الثقافة أو الجهات التابعة لها من القامات الثقافية والأدبية الكبيرة التي مازالت تنظر لأي مبدع شاب بنظرة فوقية فيتجه هذا الشيخ المثقف إلى التوصية بطباعة كتب الرواد من المثقفين والأدباء بدعوى أن إنتاج المبدعين الشباب لا يصلح ومن يكون سعيد الحظ من جيل الشباب يجب أن يكون على علاقة قوية بأي مسئول .

كما أن من يدير الصالونات الثقافية في الأوبرا وكافة الجهات التابعة لوزارة الثقافة من الشعراء القدامى ونادرا ما يمنح الفرصة للشباب، لذا باتت الصورة قاتمة وما هو ما دفع كل من “هب ودب” لإطلاق صالون ثقافي تابع لجمعية أو مؤسسة والإدعاء بأنه شاعر ومثقف وحاصل على شهادات تقدير وتكريم من هذه الصالونات التي تقام أحيانا في “بير سلم” وهي إهانة كبيرة للثقافة المصرية يجب تدخل المسئولين بقوة لوقف هذه المهزلة.

(كتابات) : ما هي طموحاتك وأحلامك ككاتب؟

  • لا أطمح إلا أن تلقى الأعمال الجيدة نصيب من الاهتمام وتسليط الضوء من الجهات الثقافية، وأن يكون التقييم بالفعل بناء على قيمة العمل الأدبي وليس لأن الكاتب يتبع تيارا سياسيا له مؤيديه أو يرتبط بصلة بأحد المسئولين أو المثقفين، أحلم بالعودة إلى زمن الإبداع الحقيقي وأن ينال المبدع حظه من التقدير وأظن أنه صعب جدا لأن الأجواء ليست مثالية إذ بات الأدب والإبداع يخضع للمجاملات بدليل شهرة عدد من الكتاب أنصاف الموهوبين.

(كتابات) : ما رأيك في كتابات الشباب والرواج الكبير لكتابات الرعب والألغاز؟

  • عدد كبير من الكتاب الشباب يعافرون لحفر أسماءهم في الوسط الأدبي والثقافي، وعلى الرغم من الصعوبات لكن مصر ستظل ولادة، وتنجب مبدعين في كافة المجالات، وبدون ذكر أسماء يوجد جيل شاب موهوب من الأدباء المصريين لكنهم يعانون من الإهمال، إذ يجب تبنى المواهب وطباعة إصدارتهم لكي يتفرغوا لإبداعاتهم ولا ينشغلوا بمشاكلهم مع دور النشر.

(كتابات) : هل أفادك عملك في الصحافة في كتابتك الأدبية ؟

  • كان لقاء الكاتب الصحفي الكبير الراحل عبد الوهاب مطاوع الذي كان يبكى المصريين جميعا بأسلوبه الرائع في “بريد الجمعة” من أهم أحلامي وقد تحقق بعدما أصبحت صحفيا تحت التمرين في مجلة الشباب بمؤسسة الأهرام التي كان يرأسها عبد الوهاب مطاوع، ولم أنس عندما أثنى الراحل العظيم علي أسلوبي في الكتابة في بداية مشواري وتوقع لي مستقبلا جيدا، وحتى اليوم عندما أكتب أي موضوع صحفي أصوغه بأسلوب أدبي ليكون متفردا، لذا فأنا أعمل صحفيا بقلب وإحساس الأديب، وقد استفدت من العمل في الصحافة التي لا أراها بعيدة عن الوسط الثقافي بتكوين علاقات جيدة مع عدد من الأدباء والمثقفين أسعد بالتعلم منهم بالحضور في ندوات ولقاءات، كما أن الصحافة هي منجم لأي مبدع يستقى منها خبرات كبيرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة